الرئيسية أخبار الجمعيات أطفال في وضعية الشارع تحت مجهر ” أحضان وزان “

أطفال في وضعية الشارع تحت مجهر ” أحضان وزان “

كتبه كتب في 12 ديسمبر 2023 - 21:36

وزان: محمد حمضي

“كلما كانت الجدية حافزنا كلما نجحنا في تجاوز الصعوبات ورفع التحديات ” مقتطف من الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى ال 24 لعيد العرش .
هذا المفهوم الذي يشمل مجموعة من المبادئ العملية والقيم الإنسانية ، يعتبر ثابتا من الثوابت المؤطرة لعمل فريق ” أحضان وزان” الذي تسارع عضواته وأعضاؤه بتعاون مثمر مع كل الشركاء والمتدخلين المؤسساتيين والمدنيين ، عقارب الزمن على مستوى حماية حقوق الأطفال في وضعية صعبة ، والنهوض بها ، والترافع من أجل تمتعهم/ن بها .
بوزان كما هو الحال بباقي مناطق المملكة، فئات هشة ، من بينها أطفال ، لهذا السبب أو ذاك ،حكمت عليهم ظروف قاسية ، العيش في وضعية الشارع . وهذا في حد ذاته انتهاك صارخ للحق في الكرامة التي بانعدامها ( الكرامة ) يبقى الحديث عن قيمة المواطنة مجرد ضحك على الذقون . وضعية الشارع تزداد تعقيدا خلال موسم البرد القارس . ما العمل اذن ؟ سؤال طرحه -فلادمير لنين- مطلع القرن الماضي ، والجواب عنه يحكمه سياق التنزيل .
فريق ” أحضان وزان” من بين الواجهات المتعددة التي يشتغل بها لحماية حقوق فئة الأطفال في وضعية صعبة ، واجهة الأطفال في وضعية الشارع . وفي هذا الإطار ،ومنذ اللحظة الأولى التي أرخى البرد القارس بتلابيبه على دار الضمانة ، ومباشرة بعد أن أصبح مركز حماية ورعاية الأطفال في وضعية صعبة شبه جاهز لاستقبال هذه الفئة ، قام بصياغة خطة عمل ميدانية مبتدؤها ومنتهاها ، توفير الدفء بِنَفَسٍ انساني ، لأطفال قد يفترشون الأرض ويتوسدون الاسمنت و يلتحفون السماء .
ليلة الاثنين/الثلاثاء( 11/12 دجنبر) اختار فريق “أحضان وزان” تتقدمه ” ماما نورة” بصفتها رئيسة الجمعية ، تدشين برنامج الجولات الميدانية ، باختراق سكون ليل دروب وأزقة وفضاءات عمومية بالمدينة العتيقة ، وغيرها من نقط سوداء ، تشكل أحيانا ملاذا لأطفال قست عليهم ظروف ، تداخل فيها ما هو اجتماعي بما يجد جدوره في ما هو ثقافي ، أظف لذلك تقاعس الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية في تعبئة كل الوسائل المتاحة لضخ منسوبا من النَّفَسِ في الفصل 32 بدستور المغرب الذي جاء بفقرته الثالثة” تسعى الدولة لتوفير الحماية القانونية ، والاعتبار الاجتماعي والمعنوي لجميع الأطفال بكيفية متساوية بصرف النظر عن وضعيتهم العائلية”.
من جميل الصدف لم يعثر فريق ” أحضان وزان” في جولته على أي طفل في وضعية الشارع. معطى جد ايجابي ما في ذلك شك ، لكنه ليس مؤشرا يمكن الاطمئنان له ، خصوصا وأن الحوار مع شباب صادفهم الفريق أثناء جولته ، لم تخل شهاداتهم من وجود أشخاص في وضعية الشارع ( من بينهم أطفال) يظهرون أحيانا هنا وهناك ، لكنهم لا ينسجون الألفة مع هذا الفضاء أو ذاك لأسباب يطول شرحها.
بعيدا عن الغاية من هذه الجولة التي ستتلوها جولات لاحقة، فقد استرعى انتباه فريق جمعية ” أحضان وزان ” حزمة من المشاهد الليلية ، تتأرجح بين الايجابي والسلبي . الايجابي فيها هو التجسيد الفعلي لنساء ورجال الأمن لشعار ” الأمن في خدمة المواطن(ة)”. عيون لا تنام حتى تنعم الساكنة وزوار دار الضمانة بالأمن. الشق السلبي تجسده النقطة السوداء المسماة بالمحطة الطرقية … مرتع للأزبال … سيادة الظلام … فضاء الغرباء … نقطة سوداء بدون منازع ، على مجلس الجماعة أن لا يتردد لحظة واحدة في اغلاق أبوابها ، والشروع في استغلال المحطة الجديدة التي تجاوز تشييدها حوالي 15 سنة !
المشهد السلبي الآخر اذا لم تتظافر جهود مختلف المتدخلين معالجته فإنه بمثابة قنبلة موقوتة، انفجارها في وجه الجميع قضية وقت ! يتعلق الأمر بشباب تقتلهم العطالة . تعاهدوا أن يلتقوا بعد أن يغطي الليل آلامهم البارزة على سحناتهم ، في ركن من أركان هذا الزقاق أو ذاك …. مسالمون ما في ذلك شك، ولكن إلى متى والأمل في الحصول على شغل قار يحفظ كرامتهم شبه مستحيل بالمدينة ؟
وكان ختامه :
لن نجد أقوى وأعمق مما سبق وقالته الأميرة للامريم ” لا يهم العالم الذي سنتركه لأطفالنا ، بقدر ما يهم الأطفال الذين سنتركهم لهذا العالم”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *