الرئيسية سوس بلوس TV انزكان : استنفار أمني في أكبر عملية لتحرير الملك العمومي من المتلاشيات

انزكان : استنفار أمني في أكبر عملية لتحرير الملك العمومي من المتلاشيات

كتبه كتب في 21 يناير 2013 - 12:08

فجأة تحول هدوء إنزكان الصباحي إلى حركة غير  عادية، القوات العمومية طوقت سوق امصيرينة، وسيارات الأمن والدراجين يتحركون  بمحيط فضاء المتلاشيات المجاور له، والجرافات والشاحنات تتقدم بعين المكان، بينما ” طوبات موريتانيا” تفر في كل اتجاه.  اعتادت هذه الكائنات أن تغزو إنزكان ليلا، وتختفي بعد إطلالة الشمس، غير أن فرارها  صباح أول أمس السبت غير عاد، ليتبين أن المأوى و” الكرم الحاتمي” انتهى بسوق المتلاشيات العشوائي فحلت الجرافات، وشرعت في تهديمه، بعدما  راكم المضاربون في المتلاشيات به أكوام” الخردة” عبر سنين، وتشكلت على هيئة جبال عالية تطل برؤوسها على مدينة إنزكان.

هناك وجدت ” الطوبا” الملاذ الآمن إلى يوم أول أمس، بعدما قدمت تباعا داخل الصناديق الخشبية المستجلبة من موريتانيا إلى سوق الجملة بإنزكان،وفق روايات تجار. “ما عمرني شفت الطوبة قد المش حتى للبارح” يقول أحد المشرفين من السلطات الإقليمية على عملية تحرير الملك العمومي التي كلفت عمالة إنزكان لحد الآن 100 ألف درهم..

السلطات الإقليمية تحت الإشراف المباشر لعمال إنزكان ايت ملول  تحركت بقوة لتحرير الملك العمومي بالمدينة من المتلاشيات بعد تحريره من التجار العشوائيين. التحرك الجديد جاء بعد ضبط 18 كيلوغراما من النحاس والمعادن بهذه المستودعات، ومستودعات أخرى موازية لها بتيكيوين وأيت ملول، تمت سرقتها من أسلاك الهاتف، وحبال الكهرباء من الإنارة العمومية، ومن الصرف الصحي لمدن أكادير والدشيرة، وإنزكان وايت ملول. وقد اعتقل في العملية تلاثة لصوص للمعادن، وثلاثة تجار يقتنون المسروق.

وخلال أمس مثلما فرت هذه الكائنات، بحثا عن ملاذ آخر، اختفى صاحب كمية من المخدرات يجهل لحد الآن حجمها، والجهة المتورطة فيها، مصادر أمنية أكدت أن صاحب ” عشة” اتخذ منها  وكرا لتقطيع سنابل الكيف، وصناعة المعجون”  ولم يؤكد العثور على هذه الكمية من مخدر الحشيش، كما عثر على أطنان أخرى من الأسلاك النحاسية. وتم ضبط لصوص يبيعون مسروقاتهم من الآثاث بعين المكان. كما ضبط بأحد المستودعات عشرات الدراجات النارية، لم يدل مالكها لحد الآن بأي وثيقة تؤكد اقتناءها بطريقة قانوينة فتم حجزها. وعثر بجبال النفايات على سيارتين بدون وثائق.

3 جرافات و 8 شاحنات، تقوم إلى حد  كتابة هذه السطور بعملية شحن المهملات، إلى جوار المحجز البلدي، في ظل غضب مالكي هذه المستودعات العشوائية التي حولت إنزكان إلى مزبلة كبرى، تصب فيها كل مدن الجنوب بقاياها من الأثات والتجهيزات المنزلية والسيارات…ومن المنتظر أن تكون عملية التحرير انتهت عشية أمس الأحد.وكانت سلطات عمالة إنزكان وجهت تحذيرا للتجار وأعطتهم مهلة من أجل إخلاء الملك العمومي من بضاعتهم غير أنهم أصروا على البقاء، فجاء قرار الإفراغ يوم عطلة نهاية الأسبوع.

عمليات يومي السبت والأحد لاقت ارتياحا واسعا للساكنة، بعد تحرير80 بالمائة من الملك النهري، من 215 طنا من المتلاشيات، إلى جانب 150 طنا أخرى تطوع التجار للقيام بها خلال المهلة التي منحت لهم، وقد كشفت عمليات تحرير إنزكان عن وجود شبكة من المضاربين يقتنون المسروقات، واغتنوا على حساب ممتلكات عمومية ” اسلاك كهربائية، وهاتفية، وأغطية الصرف الصحي، ومن مستودعات سرية لبيع الغازوال المهرب.

مشاركة