الرئيسية مجتمع السبعة رجال: عبد العزيز التباع…”الكيمياء” الذي ورث سر الشيخ الجزولي

السبعة رجال: عبد العزيز التباع…”الكيمياء” الذي ورث سر الشيخ الجزولي

كتبه كتب في 8 أغسطس 2023 - 19:30

أمينة المستاري

 

ارتبط اسم مدن مغربية بأسماء رجالها، سواء الصالحين أو الفقهاء والعلماء والمتصوفين، ممن اضطلعوا بدور مهم في نشر الوعي الفكري والسياسي والصوفية.

بمراكش المدينة الحمراء أو مدينة “سبعة رجال”…اعتبرت مدفن مجموعة من الفقهاء والصالحين، استطاعوا من بين المئات من الصالحين أن يفرضوا تواجدهم، حيث يقال بمراكش أن ” كل قدم بولي” دليلا على المئات من الأولياء، وكاد كل حي يرتبط باسم ولي صالح.

أبو فارس عبد العزيز ابن عبد الحق الحرار أو الملقب ب”التباع” …هو أحد حراس المدينة الحمراء السبعة، عالم صوفي ووريث سر الشيخ الإمام محمد بن سليمان الجزولي، عمدة التربية والتصوف والذي تخرج على يده تلميذه عبد الله الغزواني “مول القصور” وتبعه الكثيرون لذلك سمي ب”التباع”.

كان التباع حرارا يشتغل كصانع تقليدي في حياكة الحرير في مراكش، قبل أن يبدأ رحلة العلم، فأصبح عالما وشيخا كاملا يتبحر في بحر العرفان على يد شيخه أبا عبد الله الصغير السهلي والإمام الجزولي.

اعتبره الدكتور حسن جلاب في كتابه “سبعة رجال” شخصية غامضة، بل وأكثر غموضا من شخصية شيخه الجزولي، وبكونه من مواليد مراكش لكن يجهل تاريخ ولادته، وقد رجح أن تكون في أواسط القرن التاسع الهجري.

 وأشار الدكتور حسن جلاب في كتابه أن نسب هذه الشخصية مجهول مع أن النسب محدد أساسي في اختيار الرجال السبعة لمراكش، كذلك تحدثت مصادر عن أميته في بداية الأمر لكن بعد مغادرته للشيخ عبد الله الصغير، زار الشيخ ابن يعزى ن فبات عند قبره متضرعا ورأى في تلك الليلة كأن صدره شق وأدخل فيه القرآن فكان كلما خاطبه إنسان ، أتاه بنص قرآني ؛ هكذا مند البداية نجد هذا الولي، قد تكون في ليلة واحدة  بدون حاجة للمجاهدة والمكابدة.

فكل ما هو معروف عنه هو أنه من مواليد مراكش، غير أن تاريخ ميلاده غير معروف، وكذلك الأمر بالنسبة لنسبه، الذي يعد من بين المعطيات المهمة التي تدخل ضمن محددات اختياره لينتمي لقائمة سبعة رجال.

ويشير جلاب إلى أن عبد العزيز بن عبد الحق التباع كان قد ذهب إلى فاس ودرس بها ولقي من أهلها مظاهر الحفاوة والاجلال، وكان يقيم بمدرسة العطارين، حيث سيبقى إلى أن التقى أبا الحسن علي بن محمد صالح الاندلسي، ليعود بعد ذلك إلى مراكش.

وتتحدث الروايات وبعض الكتابات عن أن التباع سيلتحق بشيخه الثاني بعد مقتل الجازولي، وسيلازمه بزاويته في فاس لمدة ثمانية سنوات إلى أن سيأذن له بالرجوع إلى مراكش لفتح زاويته بها.

وبعد عودته إلى مراكش، سبني بها زاويته بحي القبابين (النجارين)، وسيهب له أحمد الأمين القسطلي أرضه لهذا الغرض، إذ سيحول هذه الزاوية إلى مكان مقدس للذكر الحكيم وللدراسة ليلا ونهارا.

وعن لقائه بالإمام الجزولي، جاء في كتاب حسن جلاب أن التباع اصطحب الشيخ إلى منزله وأقام عنده بمنزل والديه بالقصور، درب بن حارب، وكان الجزولي يصف التباع دائما “بالكيمياء” و” “الشوفة فيه تغني”.

بعد مقتل الجازولي، التحق التباع بشيخه الثاني سيدي محمد الصغير السهلي، ولازمه بخندق الزيتون 8 سنوات، يدرس عنه ويخدمه ويرعى ماشيته.

عاد التباع إلى مراكش وبنى بها زاويته بحي القبابين، بعد أن وهب له أحمد الأمين الأرض، وأصبحت له مكنة بين العلماء، واشتهر بقول الشعر الصوفي.

وعند وفاته سنة 914هـ/1508م، ستتحول حومة المواسين التي دفن بها في مراكش إلى حي “سيدي عبد العزيز”، كما ستتحول زاويته إلى ضريح، بنيت عليه قبة بإذن من السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي، وكان قبره محطة بارزة للوافدين إلى مراكش، كما تعرض الضريح سنة 1992 لمحاولة سرقة جامور القبة الذهبية الذي اختفى منذ ذلك الوقت.

مجموعة من مراحل حياة التباع تبقى غامضة، لكنه عمل على انتشار الطريقة الشاذلية الجزولية في الغرب الاسلامي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *