لم تفلح الجزائر في جعل المغرب “مظلما” بعد سنتين من قرارها عدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، الذي ينقل غازها إلى أوروبا عبر إسبانيا.
وكشفت تقارير إعلامية أن هذا الفشل جعل قادة الجزائر يعيشون “كابوسا” حقيقيا، خصوصا بعد تسجيل زيادة في شحنات الغاز إلى المغرب من إسبانيا منذ إعادة فتح خط أنابيب الغاز المغاربي-الأوربي، في الاتجاه المعاكس.
وقال موقع “أنتجلنس مغرب” إن هذا الخط العابر للمغرب، والذي تبلغ طاقته 960 جيغاوات ساعة شهريا، يشهد منذ أربعة أشهر شحنات تتجاوز 85٪ من إمكاناته. وخلال شهر ماي الماضي، تجاوزت شحنات الغاز هذه إلى المغرب ولأول مرة 90٪ من الإمكانات الشهرية لخط أنابيب الغاز.
وكان المغرب قد قلل من شأن قرار الجزائر عدم تجديد الاتفاق بشأن خط أنبوب الغاز المغاربي-الأوروبي، مؤكدا على أنه لن يكون له حالياً سوى تأثير ضئيل على أداء نظام الكهرباء الوطني.
وكان الخبير الاقتصادي والمالي نوفل الناصري، قد أوضح في تصرح سابق للقدس العربي أن المغرب لن يُصيبه الكثير من التأثيرات بقدر ما سيكون التأثير الأكبر من نصيب الجزائر، لأن ما لا يعرفه الجميع أن الغاز يمثل فقط 5 في المئة من إنتاج الكهرباء بالمغرب، ذلك أن المغرب منذ مدة خاصة خلال عهد الملك محمد السادس، اشتغل على تنويع مصادر الإنتاج الطاقي، موضحاً أن البِنية تتكون من 60 في المئة من البترول و25 في المئة من الفحم و10 في المئة من الطاقات المتجددة و5 في المئة من الغاز.
وفي بداية إعادة فتح خط أنابيب الغاز، كانت الكميات المنقولة إلى المملكة المغربية صغيرة جدًا، لكن في الأشهر الأخيرة ارتفعت الصادرات بشكل كبير، وفق موقع “مغرب انتلجنس”.
وفقًا لسجلات مؤسسة الاحتياطيات الاستراتيجية (Cores) ووكالة الكهرباء الإسبانية ومشغل شبكة أنابيب الغاز Enagás، فقد ارتفعت كميات الغاز المصدرة إلى المغرب خلال الأشهر الأربعة الماضية إلى مستويات قياسية. ففي مارس سجلت (820 جيغاوات ساعة) وأبريل (834 جيغاوات ساعة) وماي (868 جيغاوات ساعة) ويونيو (840 جيغاوات ساعة).
وخلال العام الماضي، تجاوزت إعادة تصدير الغاز من إسبانيا إلى المغرب إجمالي 6،460 جيغاوات ساعة، مما جعل المملكة الوجهة الرابعة لشحنات الغاز من المنشآت الإسبانية، بعد فرنسا وإيطاليا والبرتغال.
