الرئيسية مجتمع معاناة مستمرة لساكنة المغرب العميق مع استمرار تساقط الثلوج

معاناة مستمرة لساكنة المغرب العميق مع استمرار تساقط الثلوج

كتبه كتب في 24 فبراير 2023 - 16:12

غطت الثلوج مجموعة من دواوير جماعة سيروا بإقليم ورزازات، وحولت حياة ساكنتها إلى معاناة مستمرة، لاسيما في الدواوير البعيدة عن الطرق المعبدة، وفرضت عليها عزلة تامة ومعاناة في غياب مساعدات ودعم لساكنتها.

فالمعاناة امتدت إلى النساء الحوامل بهذه الرقعة من المغرب العميق، حيث عاش دوار أنميد بجماعة خزامة أوقاتا صعبة، حيث فاجئ المخاض سيدة لم يجد معها بعض الساكنة من حل سوى حملها على الأكتاف في نعش وقطع مسافة 6 كيلومترات للوصول إلى سيارة الإسعاف التي يتوجد عليها قطع مسافة 30 كيلومترا لبلوغ مستوصف أنزال البعيد عن ورزازات بحوالي 60 كيلومترا.

مسافة قضاها السكان مشيا على الأقدام، كانوا يسرعون الخطى ويمشون بين الثلوج ويتوقفون دقائق قليلة لالتقاط أنفاسهم، ترافقهم النساء وهن يحملن المعاول لمساعدة الرجال على المشي، ويقدمن بعض الطعام لهم، بل إن الأطفال لم يتوانوا عن مرافقة الحامل، في جو بارد وصقيع، في سباق مع الزمن قبل أن تلد الحامل في الطريق، ويتحدى أهل الدوار الزمن لقطع المسافة في حوالي 4 أو 5 ساعات للوصول إلى سيارة الإسعاف.

الساكنة ناشدت المسؤولين للإهتمام بالمنطقة، خاصة وقد عزلتها الثلوج عن التواصل مع العالم الخارجي، بسبب غياب تغطية الهاتف، الكهرباء لمدة، بل التمسوا رفع التهميش عنهم وفتح الطرق والمعابر.

بدوار إضغاغ، غطت الثلوج  المنازل وأزقتها ولم يعد بإمكان الساكنة التحرك في الدوار بحرية، بعد أن أغلقت الثلوج التي فاقت أحيانا المتر أبواب المنازل، ويجد السكان أنفسهم عاجزين عن الخروج لجلب حاجياتهم، خاصة وأن الدوار يبعد بحوالي 3 كيلومترات، وزادت قساوة الظروف المناخية الطين بلة، فالدوار الذي يعاني تهميشا في الظروف العادية يعيش حاليا وضعا صعبا، حسب بعض الساكنة، التي تخشى من انهيار مجموعة من المنازل بفعل الثلوج التي تساقطت عليها وأطبقت على سطوحها، وجعلت الساكنة تعيش معاناة حقيقية في وقت لم تتدخل الجهات المعنية لمد المنطقة ببعض المساعدات.

الرعاة يعانون بدورهم من مشاكل خاصة نفوق رؤوس من مواشيهم بفعل البرد ونقص أو العلف، والتمسوا من السلطات مساعدهم ودعمهم، فيما وجد البعض منهم نفسه محاصرا بالثلوج وأطلقوا نداء لإغاثتهم خاصة بجبال قبيلة أليغان واعتبر بعضهم مفقودا.

بدوار آيت اغمور بالجماعة، يعيش وضعا مشابها لدوار إضغاغ، وهو ما دفع ساكنة المنطقة وبعض الجمعويين إلى الخروج وحمل المعاول لمحاولة فتح الطريق أمام التلاميذ للالتحاق بمدارسهم، وتسهيل عملية التنقل داخل الدوار في انتظار أن تتدخل السلطات المعنية بالجماعة لفتح الطريق واستعمال الآاليات لإزاحة الثلوج. هذا من جهة، من جهة أخرى، ارتفع منسوب بعض الوديان بعد ذوبان الثلوج لاسيما بدوار أورتي مقورن وأورتي مزين بجماعة خزامة، التي تعيش الساكنة عزلة تامة، فقد وجد أصحاب بعض المنازل أنفسهم في العراء بعد سقوط بعض أسواره، فيما ارتفع منسوب بعض الوديان بسبب ذوبان الثلوج وتسبب ذلك في عزلة الساكنة، خاصة دواري أورتي مزين ، التي توصلت ببعض المساعدات من السلطات، لكن الوصول إليها بأورتي مقورن والاستفادة من الدعم اعتبر صعبا للغاية ، فقد وجدت الساكنة صعوبة بالغة في عبور الوادي الذي كشر عن أنيابه، وشكل خطرا ليس فقط على النساء بل على الرجال أيضا.

أمينة المستاري

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *