الرئيسية عدالة تارودانت: إعادة تمثيل جريمة باب الزركان

تارودانت: إعادة تمثيل جريمة باب الزركان

كتبه كتب في 31 ديسمبر 2012 - 16:19

تحت حراسة أمنية مشدد وبحضور رئيس المنطقة الأمنية والسلطات المحلية، شهد حي باب الزركان بمدينة تارودانت، بعد صلاة عصر يوم الأربعاء المنصرم، إعادة تمثيل جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب في عقده الثاني من العمر، وإصابة آخر على مستوى خده الأيمن، حيث لاذ المشتبه به الفرار في اتجاه المجهول، وظل مختفيا عن الأنظار إلى حين إلقاء القبض عليه بعد زال يوم الاثنين 24 دجنبر المنصرم بحي تالبورجت بمدينة أكادير.

وتعود تفاصيل الجريمة، التي شخصها الجاني بالصوت والصورة وهو مصفد اليدين، إلى كون هذا الأخير كان مرفوقا بفتاة قاصر يعرفها حق المعرفة، وعلى مستوى إحدى الأزقة الضيقة على بعد أمتار قليلة من البوابة للحي المذكور، طلبت منه الفتاة إدراج رقم واسم إحدى زميلاتها ضمن هاتفها المحمول، وهو يقوم بتلبية طلبها، تفاجأ بمحاصرته من طرف الضحية وزميل له. ونظرا لعلاقة الفتاة بهذا الأخير، وفي سؤال له حول أسباب تواجدها مع الجاني، أدعت المعنية بالأمر أن هذا الأخير اعترض سبيلها محاولا سرقة هاتفها النقال، وعلى إثر المعلومة المغلوطة حسب الظنين، سارع الضحية وزميله إلى تعنيفه، من خلاله تلقى الظنين عدة ضربات مسترسلة في أنحاء متفرقة من جسده على يد الطرف الآخر أي «دوروه» كما جاء على لسانه بمسرح الجريمة، حيث تدخلت الفتاة من أجل فظ النزاع دون جدوى، لتستمر المعركة. ودفاعا عن نفسه وبعد إحساسه ب «الحكرة» أخرج المتهم سكينا من جيبه فوجه ضربة للضحية على مستوى بطه بالجهة اليمنى سقط على إثرها أرضا، ثم لاذ بالفرار. تعقبه الضحية الثاني حاملا في يده حجارة، حيث قام برشقه عدة مرات دون أن يصيبه. ونظرا لحالة السكر التي كان عليها الظنين، تمكن الطرف الثاني من إيقافه ودخلا في اشتباك بالأيدي أسفر مرة أخرى بإخراجه لسلاحه الأبيض وقام بتوجيه ضربة أخرى للضحية على خذه الأيمن ثم لاذ بالفرار. وعندما توصل بخبر وفاة المضحية الأول، قرر الاختفاء عن الأنظار، وكانت وجهته الأولى مدينة أكادير والتي حل بها مشيا عن الأقدام قاطعا مسافة أربعة وثمانون كيلومترا. وهناك ظل يجول بين شوارع وأزقة المدينة إلى حين إلقاء القبض عليه من طرف الفرقة الأمنية.

تصريحات الظنين وحسب مصادر أمنية، جاءت مطابقة لما صرح به المصرح الأول في شخص الضحية الثانية. أما الفتاة التي لم يتجاوز عمرها الخامسة عشرة سنة، ورغم مواجهتها بتصريحات المتهم، فلم تتراجع عن تصريحاتها الأولى، وبعد الانتهاء من المساطر القانونية، أحيل الظنين على أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بأكادير بتهمة الضرب والجرح المفضيان إلى الموت دون نية إحداثه.

وتجدر الإشارة إلى أن الظنين الذي أبان عن ندمه لما اقترفت يداه، منعدم السوابق القضائية، عاش محروما من حنان الأبوة، وحياة غير التي كان يحلم بها بتكوين أسرة. فبعد حصوله على تكوين في الأمن الخاص، كان هدفه الحصول على شغل أو عمل ينقذه من التشرد وولوج عالم الإدمان، لكن كل محاولاته باءت بالفشل، ليلج بعد ذلك عالم احتساء كحول الحريق والسيلسيون والإدمان على السجائر. وكان كل مرة لعبت الكحول برأسه إلا وفضل بيت أسرته الصغيرة، حيث يقطن إلى جانب والدته وإخوانه عن باقي النقط السوداء، هكذا كان يقضي الظنين نهاره وليله إلى أن زج به داخل السجن في لحظة غير محسوبة العواقب.

الأحداث المغربية

مشاركة