اعتبر الأكاديمي و المحلل السياسي عبد الصمد بلكبير أن الكفاءة هو موضوع جدال واختلاف، وربما هو صراع، وهناك سوء تفاهم حول مقاصد هذا المفهوم، اتضح جليا من خلال التعديل الحكومي الأخير. وبرأيه لا يتخيل أن يقع اتفاق حوله لأن كل واحد له رؤيته للواقع حسب مصلحته.
وأكد بلكبير في ندوة سياسية نظمتها شبيبة العدالة والتنمية بإنزكان تحت عنوان ” الفاعل السياسي وسؤال الكفاءة” أن الطبقات أو الفئات أو الأحزاب، التي ليست في مصلحتها الديمقراطية والحقيقة، لا تقول ما تفكر فيه بل هي تمارس التدليس أي تخفي مقاصدها خلف تعابير لا تطابقها ، وأضاف المتحدث أن ضعف تكوين الأطر من قبل الأحزاب أو حضور مرجعيات محددة لمفهوم الكفاءة لدى صانع القرار يفضي إلى “غياب حكومة كفاءات سياسية لها طبيعتها الإستراتيجية، لتحل محلها كفاءة تدبير وزاري ضيق في ظل غياب روح التدبير الجماعي للحكومة”.
من جهته شدد البرلماني عن حزب العدالة والتنمية الحسين حريش على أن الكفاءة يجب ان تكون سياسية، قابلة للمحاسبة والمساءلة، ولها مرجعية عقلانية فلسفية وفكرية على أساسها نختبر مدى نجاحها أو فشلها، ولا يتصور في اعتقاده وجود كفاءة خارج الأحزاب السياسية.
وفي نفس السياق استشهد المتدخل بتعيين محمد مكراز الكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية وزيرا للشغل والإدماج المهني في حكومة “الكفاءات ” قائلا : ” تعيين محمد امكراز هو نقطة ضوء للحزب، له مشروعيته السياسية من داخل تنظيمه الشبابي والحزبي الذي تدرج وتكون فيه” وأضاف: ” كلام العثماني حول استوزار مكراز حرف عن مقصده، بل هو أعجوبة وصدمة لدى البعض، فمنصبه كوزير لا يزيده كما يزيده موقعه ككاتب وطني “.
أما عبد اللطيف وهبي النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة فقد اشار أن الحديث عن “لا كفاءة الحكومة تقابله لا كفاءة المعارضة” التي يغيب عنها أي خطاب او مشروع سياسي أو بديل سياسي في أفق الأنتخابات التشريعية 2021 ، وأضاف بأن الكفاءة في السياسة تكون جماعية ولا يتصور حكومة كفاءات بوجود التنوقراط.
وأشار وهبي أحد متزعمي تيار “المستقبل” بحزب الأصالة والمعاصرة أن حزبه يعيش صراعا حول طبيعة علاقة الحزب بالدولة والسلطة، مكررا بذلك انتقاذاته السابقة لقياديي التنظيم نفسه بقرصنة الحزب من خلال ما وصفه بممارسات رديئة تتمثل في محاولة التقرب من السلطة.
عبد الرحمان كافو
