“لا لا للشكايات الكيدية والمحاكمات الصورية”و “هيا يا فلاح يارب الكفاح”… شعارات رفعها ضحايا مافيا العقار، الذين عادوا صباح اليوم أمام استينافية للاحتجاج على ما يتعرضون له من محاكمات صورية بسبب شكايات كيدية ضدهم، رغم تعرضهم للحيف وفقدوا أراضيهم بعد أن استولى عليها لوبي العقار بمجموعة من المناطق كسيدي إفني، هوارة، تيزنيت، كلميم…
محتجون من مختلف الأعمار منهم شيوخا بلغو من الكبر عتيا، وقفوا أمام المحكمة للمطالبة بإنصافهم أمام لوبي العقار يتبجج بنفوذه داخل مختلف الأجهزة والإدارات، مؤازرا بجيش من شهود الزور يستعين بهم كلما دعت الضرورة، وطالب المحتجون من الوكيل العام باستينافية أكادير إخراج الشكايات التي قدمت ضد رموز مافيا العقار من بين الرفوف، رغم أن خبرة الدرك الملكي أثبتت وجود تزوير خطير في أختام الدولة، بل وأججت احتجاج الضحايا، ظهور عقد كراء من شخص “ميت” تمت المصادقة عليها بعد تاريخ وفاته لفائدة ” بوتزكيت” الذي أدلى به في ملف عقاري يروج باستينافية أكادير ضد خصومه، لكن هؤلا اكتشفوا أن العقد يتضمن تاريخين متناقضين، فتاريخ إنجازه تم في 1999/12/15 في الوقت الذي توفي فيه أحد طرفي العقد سنة 1997/08/12 واستنكر الضحايا مصادقة السلطة عليه، رغم ثبوت التزوير.
الإحساس بالقهر والذل والعجز أمام “تنين” ما فتئ يتقوى، دفع أحد المحتجين إلى الصراخ بأعلى صوته: “حقوقنا هضمت بسوس”، فيما رفع آخرون شعارات ساخنة تستنكر عدم تحريك القضاء ساكن ضد لوبي العقار، هذا الأخير يتسلح بشهود معروفين بانتصابهم لأداء شهادة الزور ومنهم من صدرت في حقهم مذكرات بحث، أو تراجع عن شهاداته كتابة مثبتا بذلك “تسخيره” للشهادة مقابل المال.
يذكر أن أحد شهود الزور يبلغ 70 سنة، ظل يدلي بشهاداته طيلة أربع سنوات، رغم صدور مذكرة بحث في حقه، واعترف مؤخرا أمام وكيل الملك بابتدائية تيزنيت أنه قضى بمعية آخرين ليالي حمراء يحتسون فيها الخمر، استغل زعيم لوبي العقار هذه اللحظات الماجنة من أجل تلقينهم شهادة، ويسلبهم بطائقهم الوطنية إلى حين أدائهم الشهادة رغم جهلهم بهوية الضحايا.
أمينة المستاري