الرئيسية مجتمع أكادير: قصة مغربية انتحلت هوية متسولة سورية فذاقت مرارة السجن

أكادير: قصة مغربية انتحلت هوية متسولة سورية فذاقت مرارة السجن

كتبه كتب في 8 يوليو 2017 - 10:30

قضت المحكمة الإبتدائية بأكادير بإدانة سيدة أربعينية بشهرين حبسا نافذة وغرامة مالية قدرها 500 درهم إثر تورطها في جنحة النصب والتسول بإستعمال جواز سفر سوري مزور.

و وفق مصادر “أخبارنا المغربية”،  فالمعتقلة تدعى الخريبكية ولم تكن تدري يوما ما أن الأيام ستنتهي بها داخل السجن ، فبعد أن تزوجت من شخص رزقت منه بطفلين لم يكتب لهما أن ينعما بطفولة سعيدة في كنف الأسرة كغيرهم من الأطفال نظرا لإحتدام الصراع بين الأبوين وتوالي التوتر يوما بعد يوم، الشيء الذي عجل بإنتهاء ميثاق الزوجية بينهما.

ومع طلاق الخريبكية أصبح تحمل أتعاب الحياة اليومية وتوفير القوت اليومي لطفليها مستحيلا وصعبا ، سيما أن طليقها تنكر لها ولم تجد بدا من السفر صوب مدينة أكادير بحثا عن عمل يقيها من دهاليز الحياة المظلمة ويجتثها من الفقر المدقع الذي تتخبط فيه إلا أن حظها التعيس لم يسعفها في الحصول على عمل قار وشريف بمدينة الإنبعاث .

ووجدت نفسها تزاحم اللاجئيين السوريين والأفارقة بمدارات الطرقات بمختلف أحياء أكادير وتمد يدها إلى نوافذ السيارات المارة عساها تظفر بدريهات تساعدها على تغطية مصاريف الإيجار والمأكل والمشرب وسد رمق طفليها اللذين يرافقانها في كل تحركاتها بمقاطع الطرق .

فيوميا تنتقل هنا وهناك وتغير في تمركزها نظرا لكثرة المتسولين الأفارقة والسوريين وكذا المغاربة ولكون المارة يفضلون التصدق على اللاجئيين السوريين والأفارقة ولا يكثرتون لتوسلها وصرخات طفليها ، وهو الأمر الذي حز في نفسها كثيرا وحاولت في كل مرة تجتمع فيها مع بعض السوريين والأفارقة الذين تعرفت عليهم أثناء تواجدها بمدارات الطرقات إطلاعهم على الأمر وإفصاحها عن غيضها لتحيز المغاربة لهم دونها.

وذات مرة إقترحت عليها صديقة تنحدر من سوريا أن تنتحل صفة متسولة سورية، و تساعدها على تعلم اللهجة السورية وسيكون ذلك فأل خير عليها وستنعم بعطف المارة ويكون دخلها اليومي كبيرا مقارنة مع البقاء في صفتها الأصلية.

وعندما ذهبت الخريبكية إلى غرفتها التي تكتريها بأحد الأحياء الشعبية الهامشية بأكادير ترددت كلمات صديقتها السورية في أذنيها طيلة تلك الليلة وعزمت في الصباح الموالي أن تخوض المغامرة وتنتحل صفة أم سورية وزودتها صديقتها بجواز سفر سوري ألصقت به صورتها وبدأت تعرضه على كل من يمر بمحاذاتها .

وأضحت الدراهم والإكراميات تتقاطر عليها ما شجعها كثيرا على الإبحار في سفينة الحياة الجديدة ، وفي ظرف شهرين تحسنت حياتها وتطورت أحلامها إلا أن القدر مرة أخرى أجهض حلمها بحياة سعيدة بعد أن قام أحد السوريين الذين كانت تختلط بهم في الطرقات بالتبليغ عنها لدى المصالح الأمنية بأكادير ، هذه الأخيرة التي أمرت بإيقافها وإرسالها إلى السجن بتهمة النصب والتدليس عن طريق التسول بإستعمال وثيقة إدارية مزورة.

لتنتهي بذلك قصة إمرأة كافحت من أجل ضمان لقمة عيش كريم وسعت إلى توفير حاجيات طفليها بمختلف الطرق القانونية والغير قانونية، بعد أن رمى بها قدر الحياة بين مطرقة قلة ذات اليد وسندان الشارع.

أخبارنا المغربية : أحمد الهلالي

مشاركة