ويأتي طلب هذه الجمعيات المدنية بعد الحادث الذي وقع يوم الأحد بمجموعة مدارس أيت عبد المالك بدوار أيت ريدي، بالجماعة سالفة الذكر، إثر سقوط جزء من سقف الطابق العلوي للمدرسة، الذي هو في طور الإنجاز، فضلا عن انهيار الدرج “السلم”، مما كاد أن يتسبب في كارثة إنسانية، لكون الانهيار تزامن، بحسب رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بالمؤسسة، مع وجود نساء المنطقة اللواتي كن يجتزن اختبارات محو الأمية.
انهيار جزء من السقف والدرج خلف ردود فعل متباينة وسط الساكنة والجمعويين الذين اتصلوا بجريدة هسبريس، وعبروا عن غضبهم واستنكارهم لما وصفوه بـ “تبذير المال العام دون حسيب أو رقيب”، محملين كامل المسؤولية للجماعة الترابية أيت سدرات السهل الغربية باعتبارها المسؤولة عن إنجاز الأشغال الممولة من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، كما وجهوا أيضا أصابع الاتهام إلى التقني المكلف بمراقبة الأشغال، “الذي لم يقم بواجبه”، وفق تعبيرهم.
خالد أيت بها، رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بمجموعة مدارس أيت عبد المالك، قال في اتصال هاتفي بجريدة هسبريس الالكترونية: “لحسن الحظ أن انهيار جزء من السقف والدرج تزامن مع العطلة ويوم الأحد”، مشيرا إلى أن “المسؤولية تتحملها الجماعة الترابية بصفتها حاملة المشروع، وللتقني بدوره مسؤولية أكبر من مسؤولية الجماعة؛ لأنه هو المسؤول عن تتبع جودة الأشغال”.
وطالب خالد أيت بها المسؤولين الإقليميين والمسؤولين بالجماعة الترابية أيت سدرات السهل الغربية بضرورة فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، مشددا على أنه “لا يمكننا أن نسمح لمثل هذه الحوادث الفاضحة بأن تقع بالمنطقة، ولا يمكننا نحن كمجتمع مدني التزام الصمت ونحن نرى المال العام يستنزف بطريقة أو بأخرى، دون حسيب أو رقيب”.
وذكرت مصادر أخرى، غير راغبة في الكشف عن هويتها، أن عددا من المشاريع التنموية بالجماعة الترابية لأيت سدرات السهل الغربية “تشوبها اختلالات بالجملة، دون أن تكلف الإدارة الترابية نفسها عناء فتح تحقيق في الموضوع، أو إبلاغ المجلس الأعلى للحسابات بالأمر لإرسال القضاة لمعاينة المشاريع والأشغال المغشوشة”، مؤكدة أن “الساكنة مستعدة للكشف عن جميع التفاصيل المتعلقة بالمشاريع التي تراها مغشوشة أو تشوبها اختلالات”، وفق تعبير المصادر ذاتها.
وحري بالذكر أن لجنة إقليمية حلت، صباح اليوم، بالجماعة المعنية، وقامت بزيارة بعض الأشغال التي تباشرها إحدى المقاولات بالمدرسة المعنية بالانهيار، وتم تحرير محضر رسمي في الأمر.
