نجحت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوزان في تكسير نمطية احتفال الشغيلة محليا بعيدها الأممي ، حين قررت تنظم مسيرتها لأول مرة في تاريخ المدينة ، بعد الساعة السادسة مساء ، وهو ما سمح للمشاركين والمشاركات في الاستعراض الالتحام بعموم المواطنين والمواطنات الذين اعتادوا النزول إلى قلب دار الضمانة كتقليد دأبوا على ممارسته منذ عقود . تقليد يكسر رتابة اليومي بمدينة تفتقد لأبسط الفضاءات والمرافق العمومية التي تسمح بتزجية الوقت .
كما أن ما ميز المسيرة العمالية لهذه السنة التي انطلقت من مقر المركزية النقابية ( ك د ش ) في اتجاه ساحة الاستقلال ، التجسيد الفعلي للوحدة النقابية التي صدحت بها الحناجر – تحية نضالية للوحدة النقابية – فقد سجل المتتبعون قيادات وازنة من نقابات أخرى ( الفدرالية الديمقراطية للشغل – الاتحاد المغربي للشغل – المنظمة الديمقراطية للشغل ) جاءت خصيصا لتوجيه رسالة خاصة للمشاركين والمشاركات في مسيرة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل مفادها بأن التشرذم لا يخدم مصالح الطبقة العاملة وعموم المواطنين والمواطنات ، وأنه بالوحدة النضالية يمكن حماية المكتسبات ، وتحقيق أخرى .
الشعارات التي صدحت بها الحناجر لمدة تجاوزت ساعتين ونصف ، نقلت القلق العام الذي تشعر به الشغيلة المغربية التي تعرضت حقوقها طيلة مدة الحكومة السابقة لهجوم لم يسبق له مثيل . ولأن الحكومة الحالية تعتبر امتدادا للحكومة السابقة ( عليك لامان عليك لامان لا العثماني لا بنكيران ) فقد دقت كلمة المركزية النقابية التي ألقيت بالمناسبة ناقوس الخطر منبهة إلى أن كل استمرار في نهج نفس السياسة التفقيرية ، وإغلاق باب الحوار مع الفرقاء الاجتماعيين يعتبر مغامرة باستقرار الوطن ، غير محسوبة العواقب .
الوضعية الهشة التي تعيشها المدينة في كل مستوياتها وحقولها الاجتماعية والاقتصادية والحقوقية، وتنذر بالانفجار في أي لحظة ، لخصها المشاركون والمشاركات في شعار – وزان يا جوهرة ، قضاو عليك الشفارة –
يذكر بأن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بوزان هي المركزية النقابية الوحيدة التي نظمت استعراضا بمناسبة فاتح ماي ، بينما اكتفت مركزية الاتحاد المغربي للشغل بتنظيم تجمع أمام باب النقابة حيث تم إلقاء كلمة بالمناسبة ورددت شعارات تعكس قلق النقابين والنقابيات الذين تنتهك حقوقهم يوميا .