المؤبد، هو الحكم الصارم التي نطقت به استئنافية أكادير الجنائية يوم الخميس الأخير بشأن جريمة التصفية والتنكيل بالجثة التي راح ضحيتها ” بائع الدجاج” بتيزنيت خلال شهر شتنبر من السنة الماضية، فبعد أزيد من سنة خرج هذا الحكم الذي أراح ضمائر البعض فيما اعتبره كثيرون أنه أقل حزما قياسا بالجريمة النكراء التي ارتكبها الجانيين.
وكانت ساكنة تيزنيت استفاقت على وقع جريمة مقززة تقشعر لها الأبدان، راح ضحيتها واحد من ساكنة تيزنيت. اختفى عن الأنظار ثلاثة ايام، وعترت عليه بعدها مصالح الدرك الملكي بتزنيت جثة متفحمة على الطريق التي تربط تيزنيت بسيدي إفني بمنطقة كريزيم بجماعة أربعاء الساحل، كما عتر على سيارته متفحمة قرب فندق كردوس على الطريق الرئيسية باتجاه مدينة تافراوت.
الجانيان وجها له ضربة على مستوى الرأس، وأصاباه بكسور على مستوى الرجل كما أغلقا فمه بلصاق جاف ” سكوتش” فاوسعاه ضربا إلى أن فقد قوته، ولم يعد قادرا على المقاومة، فصبا عليه لترين من مادة الحريق المشتعلة ” دوليو”، وأضرما النار في جسده، إلى أن فاضت روحه، وتفحم جزء من الجسم، فلفاه وسط غطاءين صوفيين بعدما سلباه ما عترا عليه بحوزته من نقود، إلى جانب بطاقته البنكية الممغنطة.
رائحة كريهة انبعتت يومها من جثته بعد فصلها عن ” الكواش” من قبل رجال الدرك الملكي ورجال الإسعاف. وقد بينت التحريات أن صداقة جمعت لمدة هذا الرجل الخمسيني بواحد من الجناة، وكانا يوم الجريمة في ضيافته ليلا، قبل أن ينقلبا عليه، ويجهزا عليه، فنفذا جريمتهما بدم بارد، وقاما بمحاولة طمس هويته بنقل جثته إلى مكان خلاء لإضرام النار فيها، والسطو على بطاقتة الائتمان البنكي الموجود بحوزته ليشرعا كل يوم في سحب مبلغ مالي بواسطتها، وكانت واحدة القرائن التي ساعدت الأمن على الاهتداء للجانيين.
