الرئيسية مجتمع المغاربة بين نار أسعار العطلة ومستلزمات الدخول والاضاحي

المغاربة بين نار أسعار العطلة ومستلزمات الدخول والاضاحي

كتبه كتب في 5 سبتمبر 2016 - 11:03
ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية، تكاليف العطلة الصيفية، وأثمنة الأضاحي الباهضة، بعد سنة عجاف،
كلها مصاريف تؤرق جيوب جل  الأسر المغربية، التي تجد نفسها أمام البحث عن سبل لتأمين ضروريات الحياة والمعيشة.
 “لم نلتقط انفاسنا بعد أن أنهكتنا مصاريف العطلة الصيفية، وها نحن نواجه العيد والدخول المدرسي صرت أخشى اقترابهم”، تروي مريم (40سنة ) مستخدمة وأم لطفلين، تضيف وهي على أشد حسرتها :”حديثكم معي حول هذا الموضوع ذكرني بالسنة الفارطة، لقد مررت بأزمة مادية مما اظطرني أنا وزوجي إلى اختيار بين حلين أحسنهما مر، فضلنا اقتناء  الكتب المدرسية، لإبنينا على اقتناء كبش العيد”.
وتروي، من جهتها سعيدة، أرملة ( 50سنة)، أن لديها أربعة أطفال، جلهم في سن التمدرس مابين الإعدادي والثانوي، وتلجأ إلى طلب مساعدة من الأهل والأقارب، حتى تتمكن من توفير الكتب المدرسية،  حتى وإن كانت مستعملة.  أما أضحية العيد “يجيب الله”، تقول سعيدة.
وتمضى مسترسلة، أنها في السنوات الأخيرة، أصبحت تحدث بناتها، أن  ليس بالضروري، إقتناء كبش العيد،  فعلى الرغم من توصلها بدعم الأرامل، فهو لا يكفيها حتى  لتلبية متطلبات الحياة :”لضرورة أحكام والضروريات عندي توفير المستلزمات الدراسية لبناتي “، تورد سعيدة.
حال وطأة تزامن مصاريف الدخول المدرسي، مع مصاريف عيد الأضحى، بات يؤرق أيضا بعض العائلات الميسورة، التي تشتكي، هي الأخرى،  غلاء الأسعار وتكاليف تحتاجها في كل من العطلة الصيفية، والدخول المدرسي، ثم انتهاء بكبش العيد.
وتؤكد نزهة، وزوجها صاحب مقاولة، في أربعينيات من عمريهما، أنهما على الرغم من عملهما بجهد، لتوفير ما يحتاجه أبنائهم، إلا أنهم، هذه السنة اظطرا للاقتراض، لتغطية، جميع المصاريف التي يحتاجونها للدخول المدرسي،  والعيد وكذلك للعطلة الصيفية، بغية عدم وقوعهما، وأبناءنا في أي مشكل مادي قصد يحرج أطفالهما، في وقت لاحق”.
وتضيف أن أضحية العيد ليست مهمة لها، قدر ما مهمة بالنسبة لطفليها.
بدورها، مريم 28 سنة أم مطلقة، تحكي :”لم أعد أعرف للعيد طعما، فمنذ سنتين لا أستطيع توفير أضحية العيد،  فأتجه لقضاء العيد مع عائلتي لأنني أسعى جاهدة لتوفير ما يخص ابني من كتب وأداوت مدرسية”.
وتضيف :” كل هاته الأعباء أتحملها لوحدي بسبب انفصالي عن زوجي “، وتسترسل قائلة :”اليد الواحدة لاتصفق”.
وبذلك، يقول مـحمد بولوز،  الباحث في العلوم الشرعية وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أن أضحية العيد عبادة من العبادات، يتقرب بها إلى الله تعالى، إلا أن يكون الأمر مجرد عادة واستجابة لضغط اجتماعي لحفظ ماء الوجه  اماما الاهل والاطفال.
ويقول :””ضعف التدين والجهل هو من يدفع صنفين من الناس إلى سلوك غريب عن التوجيهات الصحيحة للدين، فضعف التدين والجهل بمقاصد الشرع هو من يدفع صنفين من الناس إلى سلوك غريب عن التوجيهات الصحيحة للدين، فالفار منها والمتعلل لأدنى سبب لتركها وهو قادر عليها مقصر يحرم نفسه من أجر كبير وثواب عظيم، ومن لم يكن في مقدوره إتيانها وتحصيلها لا يجوز له تكلفها والاقتراض من أجلها إلا إذا كان الأداء عليه سهلا ميسرا، من غير ما يسمى بالفوائد إذ لا فائدة فيما فيه عذاب، ونار وحرب الله مما لا طاقة للانسان به”.
وأفاد، ان “القروض الربوية لا تجوز بحال مهما كانت المبررات لشراء الأضحية، فإنما هي سنة كريمة للقادر والواجد، وأما من لم يجد فلم يضيعه الله أمر غيره ممن ضحى بالتصدق بما تيسر من لحمها تعميما للفرحة وإشراكا للفقراء أجواء البهجة”.
فدوى الستوتي – صحافية متدربة.
مشاركة