الرئيسية مجتمع خطيبة صلاة جمعة مختلطة: للمرأة الحق في إمامة الرجال

خطيبة صلاة جمعة مختلطة: للمرأة الحق في إمامة الرجال

كتبه كتب في 10 يونيو 2016 - 13:30

تناقلت العديد من منابر الإعلام الدولية صورا لصلاة مختلطة، أمّتها امرأة اسمها “حليمة جوساي حسين”، فيما أدت سيدة أخرى تحمل اسم “تمسيلا تقير” الإقامة والدعاء، وألقت “إلهام مانع” خطبة الجمعة، وتخلل الصلاة فاصل موسيقي. المبادرة خلقت العديد من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد ومعارض.

إلهام مانع، أستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ، التي ألقت خطبة الجمعة، تحدثت لهسبريس، في الحوار التالي، عن مبادرة المسجد الشامل:

كيف تبادرت إلى ذهنكم مبادرة المسجد الشامل؟

مبادرة المسجد الشامل بدأت في بريطانيا في عام 2012 بعد أن تعرضت إحدى مؤسِّساتها إلى حادثة أثرت فيها وآلمتها كثيرا. والدتها كانت مريضة ومقعدة وعلى فراش الموت، وطلبت أن تصلي في المسجد. أخذتها ابنتها تمسيلا تقير على كرسي متحرك، وطلبت من مسؤولي المسجد السماح لها بالدخول إلى القاعة الرئيسية للصلاة نظرا لأن المكان المخصص للنساء كان في الطابق الثاني ولم يكن هناك مصعد. رفض المسؤولون الطلب وأصروا على أن تصلي في المكان المخصص للنساء، رغم أن المسجد كان خالياً حينها. وبذلك لم تتمكن أمها من الصلاة كما أرادت، وتوفيت بعد هذا الموقف بأيام. تركت هذه الحادثة أثرها القوي على تمسيلا تقير وقررت مع شابات وشبان البدء في هذه المبادرة.

عن نفسي، تعرفت على المبادرة في عام 2013 عندما دعيت من طرفها لإلقاء محاضرة في لندن، وطُلب مني حينها أن أؤم الصلاة ففعلت ذلك شاكرة. وعندما عدت إلى سويسرا عرضت الفكرة على صديقتي ياسمين السنباطي وأميرة هافنر وأقمنا صلاة عيد مشتركة تحت مظلة المبادرة، كنت فيها الإمام. هذا العام تواصلت مؤسِّسات المبادرة في لندن معي واقترحن زيارة إلى بيرن لصلاة مشتركة، ففعلنا ذلك كفعالية خاصة للحوار بين الثقافات في بيت الأديان ببيرن. وكانت صلاة الجمعة عملاً مشتركا وزعنا أركانه بيننا، وأمّت الصلاة حليمة جوساي حسين، مديرة مبادرة المسجد الشامل في بريطانيا.

كان من المنتظر أن تخلف مبادرتكم ردود فعل عديدة، لعل أغلبها سار في المنحى السلبي، وأعتقد بأنكم كنتم على دراية بذلك ومع ذلك نفذتم مبادرتكم، لماذا؟

كل تغيير يناقض رؤى مجتمعية تتعلق بالمرأة لا محالة سيثير ردود فعل قوية، فما بالك عندما يتعلق الأمر أيضا بالدين. لكن مع احترامي لرؤى الناقدين والناقدات، كل ما نطالب به هو حيزنا في بيوت الله. لمَ تحرمونا من بيوت الله؟ هذا هو سؤالي للناقدين والناقدات. فكل ما نريده هو أن نصلي كإنسان بجانب إنسان أمام الرحمان. وأن يكون للمرأة أيضا الحق في الإمامة. ونحن نحترم حق غيرنا في المساجد بالطريقة التي اعتادوا عليها. ما نريده هو احترام حقنا في مسجدنا.

 

هل يمكن أن نرى المبادرة نفسها بإحدى الدول العربية، إما من تنظيمكم أم من تنظيم نساء أخريات؟

المبادرة أصبح لها فروع في باكستان، ماليزيا وكشمير. وأرجو أن نرى لها فروعا في الدول العربية. فرغم الهجمة الغاضبة التي تعرضنا لها بعد إقامة صلاة الجمعة يوم 27 مايو 2016، كنت سعيدة بحجم الدعم المقابل الذي لاقته المبادرة ورسائل التأييد التي انهالت علينا من دول عربية عديدة، منها اليمن، مصر، والسعودية. كلٌ تغيير يبدأ غريباً، ومع الوقت يتحول إلى حركة مجتمعية، ويوما ما سيصبح مثل هذا المسجد مقبولا كغيره من المساجد.

ما الهدف المتوخى من مبادرتكم؟

أن تصبح مساجدنا حيزا للروحانية من جديد، تفسح المجال للرجل والمرأة للصلاة معا، كما كنا نفعل ذلك في بلدان إسلامية عديدة (ماليزيا، إندونيسيا، مالي، وهنا في سويسرا في السبعينيات) قبل هجمة التطرف النجدي التي حلت على ديننا. وأن تحترم الاختلاف الإنساني في المذاهب والتوجهات والنوع.

سؤال أخير، ربما قد يكون هنالك نقاش حول إمامة المرأة للصلاة في الإسلام، وحاولتم التعبير عن رأيكم حول الموضوع من خلال إقامة صلاة مشتركة، لكن ماذا عن إدراج فاصل موسيقى، ما الغاية منه؟

موسيقى العود الروحانية أضفت بعدا روحانيا لصلاتنا، لو نظرت إلى تاريخنا وإرثنا الثقافي لوجدت أن الموسيقى الروحانية كانت دوما جزءا من حياتنا الدينية. المشكلة أن التطرف الديني الذي هب علينا من وسط الجزيرة العربية دمر إرثنا الثقافي والحضاري، جعلنا ننسى كيف كنا، وكيف تحولنا، لا ألوان ولا موسيقى، بل لون أسود أخرس الحياة في نفوسنا. كل الأديان الأخرى تُدخل الموسيقى في طقوسها الدينية، وهي طرق إلى الرحمان أيضا، تماما كما كنا نفعل في الطرق الصوفية. ولذا لم أجد ما يخدش إيماننا بالله عز وجل أو خشوعنا في صلاتنا بإدراج موسيقى عود روحانية.

صحافي متدرب

مشاركة