الرئيسية مجتمع وقفة احتجاجية بوزان من أجل المطالبة بالحق في كسرة خبز نظيفة

وقفة احتجاجية بوزان من أجل المطالبة بالحق في كسرة خبز نظيفة

كتبه كتب في 1 يونيو 2016 - 02:00

قبل التعرض إلى دواعي الوقفة الاحتجاجية التي رصدتها الجريدة صباح يوم الجمعة 27 ماي أمام المدخل الرئيسي لعمالة وزان ، وجب التذكير بأن عملية تنظيم المجال التي أطلقتها السلطة المحلية بوزان منذ حوالي سنتين ، تفاعلا مع أصوات فعاليات ارتفعت عاليا تنديدا بمسلسل بدونة المدينة ، الذي يقف وراءه رعاة الاقتصاد الانتخابي غير المنظم ، انتهت بتحرير الفضاء العام من الاحتلال العشوائي من طرف باعة جائلين ، منهم من قدم إلى دار الضمانة من مدن مجاورة لم يعد مسموح لهم بمزاولة نشاطهم التجاري العشوائي في فضائاتها العمومية.

عملية تحرير جزء من الفضاء العمومي لدار الضمانة ، مضاف إليه الانخراط الواعي والحماسي لجمعيات الأحياء في رد الاعتبار لفضاءات الأحياء ( طلاء الجدران ، الجداريات ، حملات النظافة ….) ، خلفت ارتياحا واسعا في صفوف ساكنة المدينة وزوارها ، الذين سجلوا بداية مصالحة المجال العام مع التاريخ العريق لدار الضمانة ، التي كان لها أكثر من بصمة في كتلة بصمات الجمالية التي طبعت المدينة المغربية قبل أن تفقدها معاول الهدم هويتها .

الوقفة الاحتجاجية المشار إليها ، نظمها “باعة” أغلبهم نساء ، يمكن تصنيفهم وبدون مبالغة في الدرجة السفلى للهشاشة الاجتماعية ، تواجدوا( الباعة ) ردحا من الزمن بقلب المدينة (السوياق ) ، حيث كانوا ينصبون خياما بشعة ، وبراريك حدث تحت سقيفة بعض جحورها ما لا يخطر على البال ، مطالبين خلال هذه الوقفة ، بإيجاد مخرج لمأساتهم الاجتماعية ، الناتجة عن إبعادهم منذ أكثر من سنة من حيث كانوا ، ونفيهم إلى مكان لا يصله المتبضعون من المواطنين ، ولا يتوفر على أبسط شروط عرض بضائعهم من الخضر والفواكه .

مشاركات في هذه الوقفة صرحن للجريدة بأن صبر المبعدين قد نفذ ، وأن كلفة هذا الإقصاء الاجتماعي كانت كارثية على أسرهم وأبنائهم الذين منهم من غادر صفوف المدرسة ليلتحق بالشارع ، الذي ترحب مآسيه وأمراضه بهم . وأضافت بأن المبعدين كانوا ضحية مقلب مكونات بالمجلس البلدي السابق ، الذين وعدوهم بأن حلا مشرفا لوضعيتهم في الطريق . لذلك فهم يرفعون اليوم صوتهم عاليا ، مطالبين كل من له علاقة من قريب أو بعيد بملفهم ، التدخل من أجل صون كرامتهم التي يضعها جلالة الملك على رأس أجندته ، وتشكل روح مبادراته الإنسانية التي أطلقها في ربوع المملكة.

 محمد حمضي لسوس بلوس

مشاركة