الرئيسية كلمة سوس بلوس جمع الأموال بالسطول والغرارف لبناء المساجد؟!

جمع الأموال بالسطول والغرارف لبناء المساجد؟!

كتبه كتب في 19 يناير 2016 - 21:47

أحيى المغرب اليوم الوطني للمساجد منذ أيام قلائل، وبسوس أعطت الوالي زينب العدوي أرقاما مهمة حول بناء المساجد بسوس، وأوردت أرقاما تفيد أن الجهة تتصدر الواجهة من حيث المساجد والمدارس العتيقة المبثوثة فوق ربوعها، كما كانت المناسبة شرطا لتكريم متبرعين تطوعوا لتنظيف بيوت الله.

في سوس بلوس كنا سباقين يوم 21 شتنبر من سنة 2013 إلى إثارة الانتباه إلى ظاهرة التطوع العشوائية لجمع ” وسخ الدنيا” ولتنظيف هذه البيوت. يفعلون ذلك داخل سوق الأحد، كما بالشوارع، وقرب المساجد وفي كل مكان يتجمع به الناس، هناك تطوع ملتبس لجمع المال ب” السطول” من قبل مسنين لا ندري الجهة التي تحركهم ومدى تسخير ما يجمعون لبناء المساحد. لا أحد يجرؤ على السؤال أين تذهب تلك الأموال؟.

المثير في العملية أن آلاف “الغرارف” توضع بالمحلات التجارية والوكالات البنكية، وبكل مكان تحزم بسلك ويأتي من يفرغ محتواها بين الفينة والأخرى بشكل تغيب عنه المحاسبة خارج كل رقابة مالية.

بشكل غير مسبوق، انتشرت بأكادير ظاهرة إيداع حصالات النقود المحسوبة على جمعيات تسير مساجد، في كل مكان عمومي يلجه الزبائن، غزت حتى الاسواق الممتازة والأبناك، والإدارات الشبه عمومية. لكل مسجد حصالاته يقوم الساهرون على توزيعها بجولة شهرية لجمع ما حوته، من دراهم وأوراق نقدية، ثم يتركوا ” الغراف المثقوب من أعلى فارغا ” وديعة عند “مول الحانوت ” بعد توديعه بكلمة “الله يرحم الواليدن،والله يجعلها من الحسنات يوم لا ينفع مال ولا بنون”.

عملية جمع الاموال والتبرعات بهذه الطريقة بدعوى بناء هذه المساجديلفها غموض كبير، بحسب أناس قريبيبن من شؤون المساجد، فمنذ مدة يتابع هؤلاء بارتياب الكيفية التي تتم بها عملية التحصيل والقبض الشهري، لا يشكون في نوايا القائمين على العميلة، غير أنهم يتساءلون هل انطلقت أوراش البناء فجأة في عشرات المساجد؟ ومن يقوم بعملية التحصيل؟، فأحد المساجد بحسب الرقم المدون بالصباغة تحت الحصالة تجاوز يومها رقم ألفي ” غراف ” مودع لدى الدكاكين، والأسواق الممتازة، والأبناك، ووكالات تحويل الأموال، ووكالات الاسفار…

يتساءل المتتبعون للعملية هل وزارة الأوقاف رفعت يدها على كل هذه المساجد، فتركت أمر بنائها أو إصلاحها للمحسنين والمتطوعين بجمع الأموال. وبخصوص المتطوعين، فهذه الشريحة تستعمل ” السطل” لتقف أما المساجد بعد كل صلاة وتتجند لإنجاح العملية أمام المساجد يوم الجمعة، وبسوق الأحد في أيام الدروة، يتجول داخله عنصران بين الزحام يحملان “السطل” لجمع التبرعات لفائدة مسجد معين، بشكل مهين في بعض الحالات لبيوت الله، وبطريقة هستيرية توحي وكأن الدولة تركت بناء المساجد وترميمها على عاتق أشخاص وجمعيات محسوبة على تدبير أمور بيوت الله. من أجل ذلك يدعو الغيورون على بيوت الله بعقلنة عملية التبرعات، لفائدة المساجد المحتاجة فعلا، والسمو بعملية التبرع حتى لا تتحول إلى استجداء.

فالقانون المصادق عليه من قبل البرلمان سنة 2006 كما يؤكد المتتبعون يشدد “على الراغبين في بناء المساجد ضرورة الانتظام في جمعية طبقا لأحكام قانون 1958 المتعلق بتنظيم حق تأسيس الجمعيات؛ وفقا لنظام نموذجي يضبط كيفية منح الإعانات المقدمة من طرف الجمعية، قبل البدء في جمع التبرعات”.

من أجل ذلك يتساءل مرة أخرى المتتبعون لعملية جمع التبرعات هل كل من هب ودب مسموح له القيام بعملية تحصيل عبر التجوال؟ وهل هذه الخرجات والأموال المجموعة تتم وفق مقررات مكاتب جمعيات مسيرة؟ أو تبعا لأهواء ذاتية غير خاصغة للرقابة والمحسابة، هذا  إن صحت عملية الانتشار هذه من قبل المتطوعين المتجولين بين المصلين والمتبضعين والمصطافين.

لقد سبق داخل هذا المنبر أن قرعنا الجرس، ونجدد قرعه بهذه المناسبة. فهل تقوم زينب العدوي بعملية تطهير لهذه الظاهرة التي يجني منها مجهولون الاموال الطائلة دون حسيب أو رقيب حتى يصل التطوع إلى المساجد وليس إلى الجيوب؟ لا ندعوا إلى وقف التطوع بل إلى تنظيمه والرقي به، وإلى تخليقه وتقنينه..

بقلم: سوس بلوس

مشاركة