الرئيسية مجتمع تسرب مادة سامة من خزان منجم بتينغير يثير غضب ساكنة الدواوير المجاورة

تسرب مادة سامة من خزان منجم بتينغير يثير غضب ساكنة الدواوير المجاورة

كتبه كتب في 29 نوفمبر 2015 - 18:25

أثار انفجار خزان تابع لمنجم ” تيويت” للفضة والذهب بقيادة أكنيون، غضب الساكنة رغم تجميد مادة “السيانور” السامة برشها بالجير، خاصة ساكنة دوار تغصي وبوشليف وإمي نوكنسو، تيزي نيمغار…التابعة لإقليم تينغير.

كارثة بيئية تحدق بالمنطقة جعلت الساكنة وجمعيات بيئية وحقوقية تدق ناقوس الخطر وتقرر تنفيذ وقفة احتجاجية يوم غد الإثنين ابتداء من الساعة التاسعة صباحا وعلى امتداد اليوم.

_DSC2784

محمد أرجدال أحد أبناء دوار تغصي، يحكي للجريدة24، أن التسرب بدأ عشية يوم الأربعاء في حوالي الساعة السابعة مساءا، بعد أن انفجر أحد الآبار، ليقذف السائل خارجا ويسري في المحيط المنجمي من أراضي الفلاحية المتواجدة بمحاذاة المنجم، وتصل مياه وادي تغصى، مرورا بوادي دادس ووصولا إلى سد ورزازات.

المنجم تستغله شركة أجنبية منذ حوالي سنتين، يضيف أرجدال للجريدة، ونتج التسرب عن محاولتها إعادة تدوير تلك المخلفات، بعد استعمالها لمواد كيماوية سامة ” السيانيد أو السيانور”، هذه المادة كفيلة بالقضاء على كل شيء حي بمجرد شرب المياه التي تصلها.

_DSC2800

 دواوير تغصي وبوشليف وإمي نوكنسو…معرضة للإصابة بأمراض جلدية وضياع مزروعاتهم في حالة استمرار وقوع مثل هذه التسربات، علما أن الخزان والمعمل يتواجد وسط المنازل، كما أن التسرب يتم على عمق 10 أمتار في حين أن الآبار لا يتجاوز عمقها 6 أمتار، وقيام الشركة برش الجير على مادة السيانور غير مجد حسب تصريح أرجدال اعتمادا على رأي خبراء في المجال، علما أن لجنة من عمالة تينغير تحل بالمنطقة منذ أيام إلى حين حل المشكل القائم بين الساكنة والشركة التي تستغل المنجم، خاصة وأن المشكل بدأ منذ سنة 1946، ويتفاقم كل مرة.

كريم أسكلا، إعلامي وحقوقي من المنطقة، وقف على الكارثة البيئية وتساءل: “كيف يسمح لشركة بوضع خزانات مخلفاتها المنجمية وسط السكان وبين حقولهم وفي موقع يطل مباشرة على مجاري الماء التي تستعملها الساكنة للشرب والري، فهذا الموقع في حد ذاته يعتبر مخالفا لشروط السلامة البيئية، فما بال إذا انفجرت وتسربت منه المواد الكميائية. ومنطقي أن هذه المواد لن تكون إلا سامة أو خطيرة، وليس بالضرورة أن تتسبب في وفيات مباشرة، فالخوف أن تكون تضم موادا مسرطنة أو تسبب في اعاقات أو عاهات لا تظهر في الأمد القريب.”

_DSC2826

تخوف أسكلا تؤكده دراسة سابقة لأحد الدكاترة الأستاذ أحمد أيت توشنت أفادت أن مادة السيانور أو السيانيد هي أملاح حمض سيانيد الهيدروجين، تستعمل في المجال الصناعي خاصة التعدين والصناعة المنجمية لاستخراج الفلزات الثمينة كالفضة من معادنها الخامة.

وتؤكد الدراسة أن السيانور شديدة ” السمية”  بسبب أملاح السيانيد التي تحتوي عليها، يهدد تسربها في الفرشاة المائية الباطنية ودمجها في السلسلة الغذائية المحلية صحة الإنسان والحيوان وينتج عنها الإصابة بأمراض خبيثة وعاهات مستديمة.

أمينة المستاري للجريدة24

تصوير/ كريم أسكلا

 

 

 

 

مشاركة