الرئيسية سوس بلوس TV الفواكه الجافة.. تجارة المناسبات الدينية

الفواكه الجافة.. تجارة المناسبات الدينية

كتبه كتب في 20 يونيو 2015 - 13:20

اللوز، الجوز، الفول السوداني، وغيرها من الفواكه الجافة، مواد تعرف رواجا ملحوظا قبل وخلال شهر رمضان، كونها مادة أساسية في صنع الحلويات والأطباق التقليدية المغربية المعروفة، من سلو ورزة القاضي والبسبوسة، إذ تشهد رحبة الشماعيين بمدينة فاس العتيقة نشاطا غير مألوف أيام الشهر الكريم، فبعد الركوض النسبي الذي تعرفه هذه المواد طيلة السنة نظرا لغلاء سعرها، يأتي رمضان ببركته وفضله على أصحاب هذه السلع، إذ ينتعش البيع والشراء، ويستمتع التجار بهذا الرواج الرمضاني.
الحاج احمد التيجاني واحد من التجار الذين تستهويهم أجواء البيع في رمضان، يقف الحاج مرتديا جلبابه الأنيق خلف بضاعته المتراصة بتناسق بديع، جوز، زبيب، لوز، وزنجلان..إلخ..يفاوض الزبائن، ويزن لهذا، ويعبئ الكيس لذاك..ووسط هذه الحركة الشرائية لا يجد مانعاً من أن يدردش معنا حول مهنته التي يروج سوقها في رمضان.
يقول التيجاني إن: أغلب المواطنين يقبلون على شراء الفواكه الجافة في شهر رمضان، بالرغم من أن العمل بصفة عامة غير مرتبط به، لكن الإقبال يزيد أكثر طوال هذا الشهر، ففي كل ثلاثة أيام يحضر الزبناء – مرة على الأقل- لشراء الفاكهة، التي يعتبرها التيجاني من الأشياء الضرورية جداً للإنسان لأنها مساعدة لتغذية الجسم، وتكفيه عناء الذهاب إلى الطبيب في حالة الكثير من الأمراض، ويوضح التيجاني أن الزيادة الشرائية تتركز بصفة خاصة على (الفول السوداني) و(البرقوق المجفف) و(اللوز) لأنها تستعمل في الأطباق التقليدية.
وحول الأسعار يقول الحاج: إن أسعار الفواكه الجافة تتفاوت في ثمنها خاصة الفواكه الأكثر رواجا في هذا الشهر المبارك، فمثلا اللوز يتراوح ثمنه ما بين 120 درهما و150، والفول السوداني البلدي من 22 درهما إلى 29 ، والتين المجفف من 30 إلى 40 درهما.
أما عن تجارة بيع الفواكه الجافة فبحسب الحاج وبعض جيرانه في رحبة الشماعيين، يمكن القول إنها موسمية، إذ تغط في سبات نسبي طيلة السنة نظرا لغلاء سعرها، ولا تعرف انتعاشا إلا في المناسبات الدينية كرمضان والأعياد. ومع هذا لا يحاول التيجاني تغييرها بمواد أخرى دائمة الطلب قد تعود عليه بأرباح أكثر، وعن سبب ذلك يجيب سي أحمد: لقد احترفت هذه التجارة منذ توقفي عن الدراسة سنة 1970 أي عندما كان عمري 15 سنة، إذ ورثت مهنتي عن أبي، وتعلمت فنون البيع والشراء، وكونت زبائن بالمئات يأتون لمحلي هذا لشراء «الفاكية» من مختلف مدن المغرب،»كالبيضاويين والرباطيين والمكناسيين وغيرهم.
زيادة على هذا فرحبة الشماعيين مكان يمكن اعتباره من التراث الفاسي المعروف بسحره ورونقه، فباب الشماعيين من أبواب مدينة فاس التاريخية، وأحد أبواب مسجد القرويين، وقد كان في الأصل سوقا لبيع الشمع قبل أن يتحول إلى سوق لبيع الفواكه الجافة.

مشاركة