الرئيسية مجتمع الزايدي…صاحب الصوت الحاد في الاعلام كما في السياسة

الزايدي…صاحب الصوت الحاد في الاعلام كما في السياسة

كتبه كتب في 9 نوفمبر 2014 - 19:44

عن عمر يناهزة الـ61 سنة، توفي اليوم أحمد الزايدي، البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي بعد غرقه في واد الشراط حيث كان في طريقه الى بيته ببوزنيقة.
الزايدي،الأب لأربعة أطفال، بدأ حياته العملية كصحافي، في القناة الأولى لحوالي 20 سنة، فكان أول رئيس لنادي الصحافة في المغرب. عرف الزايدي كمقدم للأخبار بالقناة الاولى، ونبرة صوته الحادة لا زال الكثيرون من أبناء جيله يتذكرونها. 
دخل عالم السياسية سنة 1977 عضوا بالجماعة القروية لبوزنيقة (بلدية بوزنيقة حاليا)، قبل أن يصبح رئيسا للجماعة القروية “سيدي خديم”، التي ستعرف لاحقا بجماعة الشراط، قبل أن يدخل قبة البرلمان كنائب .
ويعتبر الزايدي خصما قويا لإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، منذ المؤتمر الوطني الأخير للحزب، حيث كان الزايدي منافسا للشكر على قيادة حزب الوردة. بعد المؤتمر أسس الزايدي تيارا مناوئا للشكر، أطلق عليه تيار ” تيار الانفتاح والديمقراطية” واستقل بمجموعة نيابية عن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب. 
ولعل أبرز محطات النزاع بين لشكر والزايدي كانت أزمة رئاسة فريق الاتحاد الاشتراكي في مجلس النواب، وهي الأزمة التي كادت تعصف بالحزب لولا تخلي الزايدي عن الرئاسة في آخر لحظة، حيث وجه رسالة مؤثرة إلى مناصريه استهلها بالقول “حتى لا يسجل في تاريخي أنني ساهمت في تعميق الشروخ في جسم الحزب،أستأذنكم بالتخلي عن رئاسة الفريق”، مضيفا “أتوجه إليكم عبر هذه السطور، وأنا أشعر بكوني أقوم بعملية تمرد ظالمة ضد نفسي في مواجهة عبء أخلاقي وسياسي عشته للحظات منقسما بين ما اعتبرته دوما واجبا يستحق المقاومة والصمود ضد كل مظاهر الانحراف والانزلاقات داخل مؤسسات الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وما يعتبره البعض إساءة لصورة الحزب وقيادته بل وما يعتبره آخرون، سامحهم الله، صراعا من أجل مواقع أو مكاسب”.
وفي نفس الرسالة، رثى الزايدي أوضاع حزب الاتحاد الاشتراكي قائلا لقد أصبحت أشعر بالألم العميق وأنا أرى اختلافا فكريا وثقافيا يتحول إلى صراع شخصي. أتألم للصورة التي أصبحت تنقل عن الاتحاد جراء تطاحن انحدر أحيانا إلى مستوى تفاهات في وقت ينتظر منا الوطن والمواطنين أشياء أسمى وأرقى، تطاحن قد يعصف بمستقبل الحزب إذا لم يتحمل المناضلات والمناضلون مسؤوليتهم.”
تماماً كما كانت نبرته بارزة خلال تجربته الإعلامية، كان للزايدي صوت داخل حزبه الاتحاد الاشتراكي، ففي الوقت الذي فضل فيه الكثيرون الحديث عن أزمة الحرب من وراء حجاب، خرج هو الى العلن بالصوت والصورة ليقف ندا لغريمه السياسي ادريس لشكر، وبقي في معركته الى ان وافته المنية اليوم الأحد بطريقة مفاجئة ومؤلمة

مشاركة