الرئيسية الصحة “الكلـة” لتكبيـر الأرداف و”نفـخ” الخـدود

“الكلـة” لتكبيـر الأرداف و”نفـخ” الخـدود

كتبه كتب في 24 سبتمبر 2014 - 19:09

تكبير الأرداف وتسمين الأفخاذ، ونفخ الخدود، كل ذلك صار ممكنا اليوم، وبأقل تكلفة بفضل «الكلة»، وهي تقنية جديدة على  البيضاويين، جاؤوا  بها من المناطق الصحراوية، بعد أن أضيفت إليها بعض التفاصيل، فصارت الحل الأمثل للحصول على قوام «مثير». فكم تكلف تلك العمليات «التقليدية»؟ وكيف تستعمل «الكلة»؟ وهل لها مضاعفات على صحة مستعمليها؟ وما هي الطرق الأخرى المتداولة أيضا بشكل كبير، لتكبير الأرداف، على الخصوص؟

صار منزل صغير بالدار البيضاء، وجهة العديد من البيضاويات الراغبات في تجديد مظهرهن  وقوامهن، وإضافة بعض اللمسات ليجددن جمالهن، على حد تصورهن. في هذا المنزل، تظهر امرأة في الثلاثينات من عمرها «حنة ايديها». وباستعمال «الكلة» تحقق هدف العديد من المغربيات، والتي لا تتجاوز تكبير الأرداف، ونفخ الخدود…

الكلة” اكتشاف جديد/ قديم

بخطوات ثابتة دخلت إلى «مركزها»، أغلقت الباب بإحكام قبل أن تخلع برقعها. خلف قطعة الثوب التي تغطي وجهها البيضاوي، تظهر مساحيق التجميل. أحمر شفاه ناصح، وكحل يزين عينيها الصغيرتين، دون أن يصل إلى العدسات اللاصقة التي تضعها. رائحة العطر تفوح منها، إلا أنها ممزوجة برائحة بعض الأعشاب. بابتسامة رقيقة، اقتربت  كريمة، اسم مستعار، من إحدى الزبونات اللواتي كن في انتظارها، ومللن من الأمر. أخذت تتحدث إليها بصوت خافت، وكأنها تكشف عن سرها. لم يدم الأمر طويلا، إذ استأذنتها ودخلت إلى «الغرفة» التي خصصتها لقاعة الانتظار.  لم تفارق الابتسامة محياها، وبلباقة كبيرة سألت امرأة عن سبب الزيارة «آش حب الخاطر أختي»، لتجيب الزبونة المفترضة «بغيت نفخ حناكي». لم تبد كريمة، أي تعليق، اكتفت بتحريك رأسها، قبل أن تطرح السؤال ذاته على شابة كانت بدورها  تنتظر وصول كريمة «لتكبير أردافها».  الثقة الكبيرة التي تتحدث بها كريمة، جعلت بعض النسوة يتشجعن لتجربة مهارتها  في استعمال «الكلة الصحراوية». لم يبدن أي ملاحظة عن  الأسعار  التي حددتها لهن  لتكبير أردافهن، وخدودهن ومناطق أخرى من أجسادهن. قبلن بكل شروطها، وأكدن أنهن على استعداد لدفع التكاليف مسبقا، سيما أنها لم تخف التحدث عن مهارتها في استعمال «الكلة»، وكيف أنها تعلمت تلك التقنية على يد «صحراوية قحة».

 للتكبير أثمنة محددة  

«للي حب الخاطر تلقاوه عندي» هكذا  أنهت كريمة كلامها مع النسوة اللواتي كن في انتظارها  قبل أن تغادر «قاعة الانتظار» صوب غرفة أخرى، لتفتح المجال لمساعدتها لتقديم  المزيد من المعلومات  عن الخدمات التي تقدمها رئيستها. «خبرة كريمة كبيرة في هذا المجال، يمكن أن تكبر الأرداف والثدي والخدود… إذا اتبعتن كل إرشاداتها، ولن يتطلب الأمر الكثير من الوقت»، وتضيف المساعدة أن تقنية الكلة» تعلمتها على يد محترفة، كما أنها تتقن فن التدليك بالنسبة إلى اللواتي يرغبن في تخسيس منطقة معينة في جسمهن. لم تترك كريمة مساعدتها تنهي كلامها، حتى طلبت منها الحضور إليها، تاركة النسوة  يتبادلن أطراف الحديث، ويطرحن على بعضهن الأسئلة دون أن يتلقين الأجوبة، « ما عرفت شحال كدير هدشي؟ واش ما غاديش تضرنا هاد «الكلة»، وعلى شحال باش تبان النتيجة؟»  كانت أسئلة كثيرة تدور في رأس الزبونات، بعض النسوة حاولن الإجابة على بعضها، باعتبار أنهن سبق أن جربن الأمر، فيما ظلت أخرى عالقة  تبحث عن إجابات. عادت كريمة من جديد إلى قاعة الانتظار، محاولة طرد كل تلك الأسئلة «بالنسبة إلى تكبير الأرداف، فالأمر يحتاج إلى أزيد من 10 حصص بـ»الكلة»، سعر كل حصة 70 درهما، لكن إذ دفعتن ثمن 10 حصص دفعة واحدة، سيبقى الثمن محددا في 500 درهم فقط». وأضافت كريمة أن استعمال «الكلة» يتطلب استحمال تحاميل من أعشاب  ثمنها 600 درهم. عم الصمت المكان بعد أن شرعت كريمة في سرد لائحة الأسعار التي تحددها مقابل خدماتها. وقبل أن تكمل  اللائحة، أكدت أن فعالية التقنية التي تستعملها مضمونة 100 في المائة، ولا مجال للشك أو التقليل من قدرتها «سنوات وأنا اشتغل في الميدان، وكل زبوناتي راضيات عن النتيجة، يمكن أن تتسبب «الكلة» في بعض الكدمات، باعتبار أنها تشد الجسد، «لكنها تختفي بسرعة». وتابعت كريمة سرد لائحة أسعار خدماتها بكل ثقة ، مؤكدة أنه بالنسبة إلى اللواتي  يرغبن في  «نفخ» خدودهن أو أفخاذهن فالأمر يحتاج قبل استعمال «الكلة»، «دهن «تقاطر» وهي عبارة عن  زيوت من الأعشاب،  لمدة 15 يوما، «احضرها بنفسي، سعرها 500 درهم…».

“الكلة” عوض عمليات التجميل

في غرفة صغيرة، تضع كريمة كل ما تحتاجه لتحقيق ما جاءت من أجله تلك النسوة. بعض الأعشاب والكريمات على رفوف زجاجية، وزرابي بلاستيكية مثل التي توجد في صالات الرياضة  وضعتها على الأرض وأخرى فوق خزانة كبيرة ، إضافة إلى «الكلة» من مختلف الأحجام، وهي عبارة عن مجسد كروي الشكل مصنوع من الطين، غالبا ما يستعمل في البوادي لتخزين «السمن»، وضعت بالقرب في إحدى زوايا الغرفة.
رائحة الأعشاب تملأ الغرفة، كما تملأها موسيقى هادئة «هنا تستلقي الزبونة التي تريد تكبير أردافها، وبعد أن تدهن «الكلة» ببعض الأعشاب، لا تكشف كريمة عن طبيعتها أو اسمها، توضع على المنطقة التي ترغب الزبونة في تكبيرها»، وتضيف مساعدة كريمة، أن الحصة الأولى لا تتجاوز مدتها 15 دقيقة «صحيح أن العملية صعبة، إذ يمكن أن تشعر الزبونة ببعض الآلام، إلا أنها لا تستمر في الحصص المقبلة». وأضافت أنه لابد أن تجري الزبونة ثلاث حصص  متتالية، على أن توزع باقي الحصص حسب برنامجها وظروفها. هذه التقنية، تعد تقنية جديدة بالنسبة إلى البيضاويات الأمر الذي يفسر حجم الإقبال عليها، إلا أنها قديمة بالنسبة إلى سكان الأقاليم الصحراوية. في تلك المناطق، يعد استعمال «الكلة» من الأعراف والتقاليد، إذ تجتمع النسوة في إحدى المنازل ويقمن بالعملية، بعد أن يحضرن الشاي الصحراوي، ويستمتعن بشربه. دخول هذه الطريقة إلى المدن الكبرى، لم يكن وليد الصدفة، «بعض الصحراويات اللواتي استقررن بالبيضاء والرباط، جئن بـ»الكلة» وشرعن في استعمالها للمقربات منهن، ولأنها نجحت في تحقيق هدف العديد من المغربيات، لاقت انتشارا واسعا»، وتضيف  مساعدة كريمة «زبناؤنا من كل المدن المغربية، من فاس ومكناس والرباط واكادير،  كلهن سمعن بمهارة كريمة، وكيف أنها تستطيع إرضاء زبوناتها، وتغيير بعض مناطق في أجسادهن».  «الكلة» أتاحت الفرصة للمغربيات بتجميل بعض مناطق في أجسادهن، كتكبير أردافهن والثدي، إضافة  إلى «نفخ» خدودهن مثل باقي الفنانات بأثمنة مناسبة، وتضيف الفتاة أن «الكلة» لا يمكن أن تسبب أي أعراض أو مضاعفات صحية، كما أنها لا تسبب لهن ترهلات جسدية «يقال إن «الكلة» يمكن أن تسبب في ترهل الجسد، لكن  الأمر غير صحيح، إذ أن الأعشاب المستعملة فيها ، تعد صحية، وغالبا ما تساعد الزبونة في التخلص من بعض الأمراض المرتبطة بـ «البرودة».

تكبير ليوم واحد

في أحد الأزقة الضيقة لدرب ميلان بالبيضاء، تقصد محبات «الأرداف الكبيرة»، المكان. هناك يجدن ضالتهن ويحققن حلمهن بسرعة كبيرة. في هذا الحي الشعبي، توجد امرأة في الخمسينات من عمرها،  تخدم الحالمات بقوام وأرداف مثيرة. الوصول إلى منزل المرأة لا يتطلب عناء كبيرا. الكل يعلم بها وبالخدمات التي تقدمها. في بيت صغير، تستقبل زبوناتها، وهناك تحقق لهن ما جئن من أجله ب50 درهما،  تستطيع المرأة، على حد تعبيرها،  تكبير أرداف زبونتها وتجعلها بحجم أكبر. «جيبي ليا الخزامة والفاسوخ الوسقي والملح، لتحصلين على الأرداف التي تحلمين بها»، بكلمات كلها «إغراء» تحاول المرأة تشجيع شابة بتجربة خدمتها، تقول إنها ورثت الأمر عن أجدادها، وأن في يدها «البركة».  قد تختلف طريقة اشتغال المرأة الخمسينية، مقارنة مع كريمة. فالعشوائية سيدة الموقف بالنسبة إلى الأولى،  لكن، وكما تؤكد العديد من زبوناتها فالمفعول واحد. «لا أشترط على زبوناتي اقتناء أعشاب أو زيوت باهظة الثمن  لاستعمال «الكلة»… يمكن تجربتها ليوم واحد فقط، لكن يجب أن تعلمي أنها ستعود إلى طبيعتها بعد ساعات فقط، ويمكن إعادة العملية في الوقت الذي تحتاجيه فيه أن تكون أردافك كبيرة»، بضحكة كبيرة أنهت المرأة كلامها.

تحاميـل بالأعشـاب تفـي بالغـرض

معايير الجمال تختلف من مجتمع إلى آخر. وفي المغرب مازالت فئة كبيرة من المغربيات يعتقدن أن الجمال مرتبط بحجم الأرداف. هذا ما يفسر تهافت العديد منهن على وصفات شعبية لتحقيق الهدف، وتحسين جمالية مؤخراتهن. وبالإضافة إلى استعمال تقنية «الكلة»، فبعض المغربيات يلجأن إلى وصفة أخرى، والتي يقال إن نسبة نجاحها يمكن أن تصل إلى 100 في المائة، وهي تحاميل بالأعشاب الصحراوية. «تعرف نساء الصحراء بقوام مميز، إذ غالبا ما تكون أردافهن كبيرة، الأمر الذي يساعد في ترويج تحاميل بأعشاب صحراوية، تساعد في تكبير الأرداف»، تضيف شابة في الثلاثينات من عمرها، تبيع منتوجات لتكبير أو لتخسيس الأرداف، أن هناك إقبالا كبيرا من قبل المغربيات على تلك المنتوجات، إلا أن نجاح مفعولها يتوقف على  طبيعة الأعشاب المستعملة فيها «البعض  يبيع تلك التحاميل على أنها مصنوعة من أعشاب صحراوية، إلا أنها في الحقيقة مكونة من أعشاب بسيطة إضافة إلى بعض المكونات الكيمائية، وهي المواد التي يمكن أن تشكل خطرا على مستعمليها. وتضيف الشابة أن نتائج استعمال التحاميل بأعشاب صحراوية 100 في المائة لا تظهر  إلا بعد40 يوما، عكس التي  تحتوي على مواد كيماوية، مثل  حبوب «دردك»، إذ يكبر حجم الأرداف في اليوم الأول من استعمالها. والحديث عن هذه الحبوب يدفع إلى الإشارة بأن المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية حذر من استعمالها، مؤكدا أن عواقب ذلك يتمثل في توزيع النسيج الذهني للجسم وتمركزه في منطقة الجذع والوجه، ما يعطي انتفاخا ملحوظا جدا، مؤكدا أن البدانة يرافقها حدوث مشاكل صحية، لا تخلو من خطورة، مثل الإصابة بداء السكري وارتفاع ضغط الدم وهشاشة العظام ومشاكل على مستوى العيون مثل المياه البيضاء والمياه الزرقاء.
وأضاف المركز أن أقراص «دردك» ضمن عائلة مادة «الكورتيكوييد»، التي يحذر الأطباء الاختصاصيون من بيعها للأفراد إلا بعد الإدلاء بوصفة الطبيب، مرفوقة بتعيين دقيق وواضح للمقادير، تكون محددة في الزمن، لتفادي التعرض لمضاعفات المادة الخطيرة

تحذيرات من مخاطر استعمال “الكلة”

في ظل تهافت المغربيات على استعمال «الكلة» لتكبير أردافهن ومناطق  من أجسادهن، تظهر تحذيرات من اختصاصين، تؤكد أن الأمر يمكن أن تكون له مضاعفات خطيرة على صحة مستعمليها. وفي هذا الصدد، قال ميمون شوراق، اختصاصي في أمراض الجلد إن شد الجلد ب»الكلة» يمكن أن يسبب لمستعمليها مشاكل صحية عديدة. وأوضح في حديثه مع «الصباح» أن «الكلة» تشد الألياف دون العضلات والأوعية الدموية والأعصاب، الأمر الذي قد يتسبب في تجلط الأوعية الدموية، وإصابة المنطقة بمكروبات، دون أن ننسى تقرحات. وأوضح اختصاصي في أمراض الجلد أن استعمال «الكلة» يجمع الطبقة الدهنية  في منطقة واحدة في الأرداف، ما يتسبب في تشويهها، إضافة إلى فقدان الإحساس بسبب إصابة الأعصاب خلال عملية الشد. وفي ما يتعلق بتأثير الأعشاب المستعملة في «الكلة»، سجل المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية ، أن مخاطر عدد من الأعشاب تتسبب في حالات تسمم ووقوع وفيات في بعض الأحيان.
وتضمن تقرير  له معطيات حقائق مثيرة على بعض الأعشاب، والتي غالبا ما تستعمل في العلاجات الطبية التقليدية، من قبيل «الدغموس» و»الداد» و»الشيح» و»برزطم» و»مخينزة»… ولأن مستعملي «الكلة» يرفضون الكشف عن مصدر تلك الأعشاب وطبيعتها ، يبقى الاحتمال وارد بشكل كبير أن تكون  من بين الأعشاب التي أوصى المركز بتجنب استعمالها.
وليؤكد المركز المغربي لمحاربة التسمم، خطورة استعمال تلك الأعشاب، أقر بأنه  سجل 254 من حالات التسمم بالأعشاب، خلال السنة الماضية، محتلة بذلك الرتبة التاسعة من أسباب التسمم بالمغرب، ووقوع 6 وفيات ناتجة عن أعراض جانبية مرتبطة بالاستهلاك العشوائي لبعض الأعشاب، والمثير أن أغلب الضحايا من الإناث.

إنجاز: إيمان رضيف

مشاركة