الرئيسية مجتمع قرابة‮ 25 ‬ألف مقدم وشيخ‮ ‬يعيشون وضعية غير إدارية بأجور لا تتعدى‮ ‬1500‮ ‬درهم شهريا

قرابة‮ 25 ‬ألف مقدم وشيخ‮ ‬يعيشون وضعية غير إدارية بأجور لا تتعدى‮ ‬1500‮ ‬درهم شهريا

كتبه كتب في 22 أغسطس 2014 - 12:40
مازالت وضعية الشيوخ والمقدمين على‭ ‬ماهي‮ ‬عليه وذلك رغم الزيادة التي‮ ‬كانت قد تقررت في‮ ‬أجورهم سنة‮ ‬2011‮ ‬غداة الاستفتاء الذي‮ ‬عرفه المغرب‮.‬ ويشتكي‮ ‬الشيوخ والمقدمون خاصة في‮ ‬العالم القروي‮ ‬من هزالة الأجور التي‮ ‬يتوصلون بها حتى أن الزيادة التي‮ ‬كان الحديث عنها سنة‮ ‬2011‮ ‬تتحدث عن استفادة هؤلاء من‮ »‬تعويضات‮« ‬شهرية تصل إلى أكثر من‮ ‬2000‮ ‬درهم في‮ ‬الشهر‮ ‬غير أن واقع الحال على‮ ‬غير ذلك،‮ ‬فقد أكد بعض المقدمين أن الأجر الشهري‮ ‬لا‮ ‬يتعدى لحد الآن‮ ‬1500‮ ‬درهم وهذا الأجر الذي‮ ‬لا‮ ‬يمكن لأي‮ ‬حال من الأحوال أن‮ ‬يسمى أجرا لأنه لا‮ ‬يصل حتى إلى الحد الأدنى للأجور،‮ ‬هذا في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬تتحدث فيه الجهات الرسمية عن‮ »‬تعويضات‮« ‬بمنعى أنها لا تعترف لهؤلاء لوضعهم كأجراء‮ ‬يجب أن‮ ‬يتقاضوا أجورا‮.‬
من بين هذه التعويضات التي‮ ‬تتحدث عنها الجهات الرسمية تعويضات عن النقل تتحدد في‮ ‬200‮ ‬درهم شهريا‮ ‬في‮ ‬حين أن الغالبية لايتوصلون بها وما توصلوا به هو درجات نارية فقط‮ ‬يصرفون عليها من جيوبهم‮.‬
وإذا كانت الدولة تتحدث عن أن هؤلاء المقدمين والشيوخ هم فقط أعوان سلطة وبالتالي‮ ‬فان نشاطهم الأساسي‮ ‬ليس هو العمل الذي‮ ‬يقومون به وأنهم على سبيل المثال في‮ ‬البادية‮ ‬يمارسون النشاط الفلاحي‮ ‬فإن ذلك ليس صحيحا لأن المقدم والشيخ أصبح موظفا إداريا بأعمال‮ ‬يحضر الى المقاطت والقيادات في‮ ‬الأوقات الإدارية بل قبل أن‮ ‬يأتي‮ ‬القائد الى‮ ‬مكتبه كما أن عمله مستمر في‮ ‬الدوار إذا‮ ‬يقوم بأعمال كثيرة‮ ‬بأعمال كثيرة منها ايصال البريد والتبليغ‮ ‬القضائي‮ ‬والإشراف على كل الاجتماعات التي‮ ‬تحدث في‮ ‬الدواوير لحل مشاكل السكان وكذلك الحراسة والتبليغ‮ ‬عن أن شيء‮ ‬يقع بدءا بالبناء بدون رخص الى الابلاغ‮ ‬عن أي‮ ‬غريب حضر الى القرية‮.. ‬هذه المهام ليست هينة ولا‮ ‬يجب أن تستمر الادارة في‮ ‬اعتبارها بمثابة أعمال مساعدة للإدارة فقط بل هي‮ ‬أعمال قارة كما أن الإدارة مطالبة بتوفير مكاتب خاصة للمقدمين والشيوخ والمقاطعات الحضرية والقروية حتى‮ ‬يستطيع الناس قضاء أغراضهم خاصة مايتعلق بالشواهد المرتبطة بالسكنى‮. ‬والتي‮ ‬يكون المقدم فيها أساسيا‮.‬
ويبلغ‮ ‬عدد الشيوخ والمقدمين في‮ ‬مجموع التراب الوطني‮ ‬حوالي‮ ‬25‮ ‬ألف‮ ‬يعيشون وضعية اجتماعية‮ ‬غير مستقرة ومصيرهم معلق بين أيدي‮ ‬القياد الذين‮ ‬يمكن أن‮ ‬يستغنوا عنهم في‮ ‬أية لحظة وقراراتهم لا تضبطها أية قوانين‮.‬
إن هذه الوضعية تطلب من الدولة خاصة وزارة الداخلية معالجة هذا المشكل بشكل نهائي‮ ‬لأنه لايعقل أن تكون الدولة الحامية للقانون هي‮ ‬من تشغل أناساً‮ ‬خارج دائرة القانون‮. ‬مما‮ ‬يضطر هؤلاء إلى اللجوء إلى ممارسات أخرى لكتسب عيشهم‮. ‬ويعرف الجميع آفة البناءات العشوائية التي‮ ‬عرفتها المدن والسبب فيها‮. ‬وغيرها من الممارسات التي‮ ‬يجب القضاء عليها من خلال القضاء على أسبابها ومن أولوياتها ضمان العيش الكريم لفئة الشيوخ والمقدمين‮.‬

الرباط: الحسن الياسميني

مشاركة