الرئيسية مجتمع قراصنة الطريق : يختبؤون تحت القناطر وخلف الاشجار ويعرضون سلامة المواطنين والسائقين وسلامتهم للخطر

قراصنة الطريق : يختبؤون تحت القناطر وخلف الاشجار ويعرضون سلامة المواطنين والسائقين وسلامتهم للخطر

كتبه كتب في 22 يونيو 2014 - 13:15

في المغرب كل شيء يفهم بالعكس، لا شيء يطبق كما هو، وحين يستوقفك دركي في الطريق من أجل مخالفة، تجد المغربي يخبر الدركي أنه أخطأ فحسب لكن الاخير يجيبه “خويا أنا ماشي سوقي راه خاصني ندخل ربعة ديال لبروصيات”، وحين كان مخترعوا رادارات مراقبة السرعة غرضهم هو ثني الناس عن القيادة بسرعة أكثر من المسموح بها، فإن المغاربة هدفهم هو ملأ الخزينة بأموال أكثر، وفي الوقت الذي أصبحت الدول الاوروبية تسمح لمزودي تقنية “جي بي إس” بإعلام الناس عن أماكن وجود الرادارات لأن الهدف الاساسي لدى السلطات الاوروبية هو القيادة بالسرعة المسموحة، فإن رجال الدرك والشرطة يتفننون في إبتداع أساليب الاختباء رفقة راداراتهم، ويلعبون “الغميضة” مع السائقين.

في الطريق السيار الذي يمنع فيه أن يقوم الدركي بإيقاف أي سيارة إلا عند المخارج بالقرب من محطات التأدية، هذه القاعدة لم تعد صالحة، فرجال الدرك لا يوقفون سيارة واحدة، بل يحولون الممر الجانبي بهذا الطريق إلى قافلة سيارات، ويحكي أحد المواطنين  كيف تم إيقاف شاحنته قبل حوالي أسبوعين على الطريق السيار من طرف رجال الدرك، وحين سأل عن سبب إيقافه أخبره الدركي أن الامر يتعلق بتفتيش روتيني، ما جعل السائق يتساءل عبر “كود” مستغربا :” واش عمركم شفتوا شي تفتيش في وسط الطريق السيار؟ وراه ملي ملقى عندي حتى مخالفة لصق ليا في الزاج الامامي ديال الشاحنة قاليك مشقوق عليها بروصي”.

أحد المواطنين من فاس حكى واقعة طريفة حصلت له على الطريق السيار، حيث أكد أنه كان يقود بأكثر من السرعة المسموحة بحوالي 15 كيلومتر، ليفاجئ  بأحد رجال الجمارك يقفز وسط الطريق السيار من أجل إرغامه على التوقف، وهو ما حذا به إلى الضغط على المكابح بشدة حتى لا يصيب الدركي، وحين توقف طلب منه الدركي أوراق السيارة ليخبره أن الرادار سجل تجاوزه للسرعة المسموح بها وعليه أن يؤدي ثمن المخالفة أو يتم حجز رخصة سياقته وإرسالها لفاس، وأضاف ذات المصرح ” قلت ليه أخاي راه عندي ربعة ألاف ريال فالجيب وخاصني نكمل بيها الطريق وراني غير منتبهتش وغلطت، وبقيت كنرغب فيه ومبغاش وكيقولي خاصك تخلص البروصي، لي ثمن ديالوا 300 درهم، وفي الاخير إضطرت جمعت لي كان في جيبي ولي في جيب صاحبي وبقات خاصني 18 درهم، ورغم ذلك بقا مزيرني حتى خلصها عليا واحد السيد كان تا هو مشدود على مخالفة، لكن الكارثة هي أنني حصلت في محطة تأدية ثمن الطريق السيار، حقاش مكيقبلوش كارت فيزا”.

سائق آخر قال ل”كود” أن ما يقع على الطريق السيار هو خرق للقانون في ظل صمت المسؤولين عما يفعله رجال الدرك، مشيرا أن إيقاف السيارات في وسط الطريق السيار هو أمر مخالف للقانون، كما أن إختباء رجال الدرك خلف الاشجار وسط الطريق السيار أو تحت القناطر حتى لا يراهم المواطنين هو أمر غير محمود ويحيلنا على أن هذه الدولة أصبحت تتصيد أخطاءنا من أجل تغريمنا وإعتقالنا، وهدفها ليس تهذيبنا بالمرة.

تعددت مشاكل السائقين على الطرق السيارة مع رجال الدرك وراداراتهم لكنها أجمعت على أن ما يقومون به وسط الطريق السيار يشكل خطورة على حياة السائقين وحياة الركاب ورجال الدرك الذين يقفزون وسط الطريق السيار لإيقاف السيارات المخالفة، بينما يتوجب في الاصل أن تكون هناك وحدات للدرك عند مخارج الطريق السيار وهناك يتم إيقاف السائقين المخالفين وتغريمهم.

 يونس أفطيط “كود”

مشاركة