الرئيسية أخبار الجمعيات جهات إعلامية تشن حملة إساءة ضد الفنانة تابعمرانت

جهات إعلامية تشن حملة إساءة ضد الفنانة تابعمرانت

كتبه كتب في 6 مايو 2014 - 13:02

بعد النجاح الكبير الذي عرفته أطوار الورشة الإفتتاحية لبرنامج تعليم اللغة الأمازيغية لفائدة الفاعلين الترابيين والمسؤولين بإقليم تيزنيت التي نظمت يوم السبت الماضي من قبل المجلس الإقليمي لتيزنيت بشراكة وتأطير من المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، والنيابة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية والجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية. تعالت مجموعة من الأصوات النشاز التي زاغت عن سرب المشجعين والمشيدين بهذه التجربة الفريدة والمبادرة اللامسبوقة، وحاولت التأثير على نجاحها من خلال التطاول والمزايدة على النائبة البرلمانية فاطمة تبعمرانت ووصفها بالفاشلة في كتابة اسمها بتفيناغ في حين نجح غيرها من غير الناطقين بالأمازيغية في ذلك. ولعل اللبيب يدرك سفه هذا القول وتهافته وبؤس مقاصده، ذلك أن كل إيمازيغن بل والمغاربة أجمعين يعرفون الفنانة تبعمرانت، ويعرفون تاريخها النضالي في سبيل قضية عمرها، تمازيغت.  كما أن كل من يعرف تبعمرانت يعلم بأنها تتقن كتابة وقراءة تفيناغ منذ عقود مضت، وفي مختلف صيغها ك”أفوس ك أوفوس” قبل أن تتم معيرة اللغة من طرف الإيركام. كما أن تبعمرانت بذلت الغالي والنفيس في سبيل الرقي باللغة الأمازيغية واستطاعت بصوتها القوي وكلماتها المؤثرة المحملة بالدلالات أن تصل البيوت وتساهم في توعية النساء والرجال في الجبال والقرى والواحات بحقوقهم اللغوية والإجتماعية والثقافية، في ذات الآن الذي أوصلت فيه صوت هؤلاء للمسؤولين وترافعت عن قضاياهم المختلفة وفي مقدمتها قضية الهوية في تجلياتها الثلاث: الأرض، الإنسان واللغة.

لا يمكن اعتبار الهجوم على تبعمرانت إلا هجوما على الأمازيغية ككل، وهو أمر غير مقبول، ذلك أن صاحبة الرباب الذهبي تعد اليوم رمزا من رموز القضية الأمازيغية، ومحاميا شريفا عن قضية ملايين المغاربة، ولا أحد يجادل في الدور الذي تلعبه تبعمرانت اليوم داخل قبة البرلمان من خلال إثارة مسألة ضرورة التعجيل بتفعيل دسترة الأمازيغية وإخراج قانونها التنظيمي إلى حيز الوجود، ولعل جرأتها في طرح سؤال شفهي باللغة الأمازيغية في إطار جلسة عمومية بالبرلمان، وإصرارها على التصويت في جلسة اختيار رئيس مجلس النواب بواسطة تفيناغ، ليبرزان الدور الترافعي الرمزي الكبير الذي تلعبه تبعمرانت اليوم دفاعا عن الأمازيغية.

ولعل من الوارد أن هناك جهات معينة مازالت لم تستوعب بعد أن اللغة الأمازيغية لغة رسمية بمقتضى الدستور، وبإرادة ملكية وشعبية واسعة. وهي جهات تحاول اليوم تبخيس مختلف المبادرة الرامية إلى تنزيل الأمازيغية منزلتها الجديدة المستحقة بشرعية التاريخ والحاضر، ولعل الإساءة إلى تبعمرانت واتهامها بفشلها في التمكن من لغتها الأمر ليُظهر بجلاء دناءة فكر هواة الإصطياد في الماء العكر، وأعداء القضية، وأصحاب الفكر العدمي التبخيسي. ولهم يمكن أن نقول  بأنه في عروق تبعمرانت تلك المرأة الأمازيغية الأبية المناضلة تجري دماء تختلط بحروف تفيناغ وبحب تمازيغت وبعشق الأرض والوطن.

بيان الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية جهة سوس ماسة درعة

وفي نفس السياق أصدرت الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية جهة سوس ماسة درعة بيانا توضيحي على ما نشرته جريدة الاخبار في عددها 453 بتاريخ الاثنين 05 ماي 2014، مقال بوبت به صفحتها الأولى يتحدث عن فشل السيدة البرلمانية “فاطمة شاهو” في كتابة اسمها بحرف تيفيناغ خلال الدورة التكوينية لتعلم اللغة الأمازيغية وحرف تيفيناغ لفائدة الفاعلين الترابيين بإقليم تيزنيت. الذي نظمته الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية جهة سوس ماسة درعة بشراكة مع المجلس الإقليمي بتزنيت والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ووزارة التربية الوطنية ممثلة بنيابتها الإقليمية بتزنيت يوم السبت 3 ماي 2014 بمقر عمالة تزنيت .

وللتوضيح فالورشات ضمت مجموعة من رجال السلطة وممثلي السكان وممثلي المصالح الخارجية للوزارات على رأسهم عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي والكاتب العام للعمالة وبعض البرلمانيين من بينهم النائبة البرلمانية “فاطمة شاهو”. فالمستفيدين منهم من كان يتقن الكتابة باللغة الأمازيغية وبحرف تيفيناغ، ومنهم من يكتشفها لأول مرة.

وإذ تستغرب الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية جهة سوس ماسة درعة، للخبر الذي نشرته جريدة الأخبار، خاصة وأن السيدة البرلمانية “فاطمة شاهو” تتقن الكتابة باللغة الأمازيغية وهذا ما تبين من خلال الورشة التي نشطها أساتذة متخصصون، بل نؤكد تمكنها من الكتابة بحرف Tifinagh IRCAM الذي هيأه المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وحرف Tifinagh Fus g Fus الذي كان متداولا عند الحركة الأمازيغية خلال فترة التسعنيات مما يدل على تمرس السيدة البرلمانية في هذا المجال منذ تلك الفترة،  ويزيد في احترامنا لشخصها ما تقوم به من أجل الدفاع عن اللغة والثقافة الأمازيغيتين من خلال عملها كبرلمانية. وعدم تناقضها مع ما تدعو له.

إن الجمعية الجهوية لأساتذة اللغة الأمازيغية جهة سوس ماسة درعة، ليؤسفها أن يستغل البعض ورشة علمية تكوينية من أجل الإثارة والسبق الصحفي الزائف، مع العلم أن هذه الورشة تكوينية وليست تقويمية. كما لا يسعنا إلا أن نشكر وننوه بجميع المنابر الإعلامية التي واكبت هذا النشاط من بدايته.

رئيس المجلس الإقليمي بتيزنيت أصدر بدوره بلاغا ننشره كما توصلنا به:

 تفاجأنا بمادة إعلامية في إحدى الجرائد الوطنية “جريدة الأخبار” تضمنت مزايدة رخيصة على إحدى المشاركات المستفيدات من الورشة، ويتعلق الأمر بالنائبة البرلمانية المحترمة والفنانة المناضلة فاطمة شاهو “تبعمرانت”، والتي تمت مؤاخذتها باطلا بعدم التوفق في كتابة اسمها بحرف تفيناغ فيما سمته الجريدة بالفشل في اختبار أجري للمشاركين.

وإذ نشجب هذه المغالطة الغير موضوعية و اللامهنية فإننا نؤكد للرأي العام ما يلي:

– أن النائبة البرلمانية والفنانة المناضلة فاطمة شاهو “تبعمرانت” كانت بحق من بين المستفيدين القلائل الذين يتوفرون على رصيد هام لا يستهان به من حيث التمكن من حرف تفيناغ قراءة وكتابة (وهذا بشهادة مؤطري الورشة، وكذا جميع الذين يعرفون النائبة تبعمرانت عن قرب).

– أن هذا البرنامج يستهدف في الأساس لأصحاب القرار المتواجدين في مواقع المسؤولية محليا عبر تلقينهم مبادئ وأسس كتابة واستعمال حرف تفيناغ كخيار وطني تم التوافق حوله لكتابة اللغة الأمازيغية. وقد كانت مشاركة تبعمرانت ذات دلالات جد رمزية، وهي المعروف عنها مواقفها المستميتة فنيا وثقافيا وسياسيا دفاعا عن الأمازيغية ككل. هذا، ولم يكن في البرنامج أي بعد تقويمي أو اختباري للمشاركين المستفيدين – كما ذهب إلى ذلك صاحب المادة المذكورة – بل كانت الغاية منه تحسيسية تعليمية – تلقينية صرفة.

– أن ثقة الفاعلين الترابيين والمسؤولين المحليين بإقليم تيزنيت من منتخبين، ورجال سلطة مدنية وعسكرية، وممثلي مصالح الدولة الغير ممركزة…، ومشاركتهم الكثيفة، وتفاعلهم الجاد من خلال الورشة الإفتتاحية لهذا البرنامج، لهو دليل على التفاف الفاعلين المؤسساتيين حول قضية من القضايا المصيرية لبلدنا المغرب، وهي التعدد اللغوي، والأمازيغية كلغة وثقافة في ملك جميع المغاربة. إلى جانب وعيهم بأن المقاربة الترابية هي المنهج الأمثل لتنزيل المقتضيات المتعلقة بدسترة اللغة الأمازيغية والرقي بها فعليا إلى لغة رسمية للدولة.

سعيد باها

مشاركة