الرئيسية مجتمع سيدي إفني وتيزنيت : احتكاكات بين الساكنة والرعاة تنذر بالمواجهة

سيدي إفني وتيزنيت : احتكاكات بين الساكنة والرعاة تنذر بالمواجهة

كتبه كتب في 21 مارس 2014 - 16:25

أربعاء ليست كغيرها من أيام أربعاء السوق الأسبوعي بجماعة أربعاء أيت عبد الله  بإقليم سيدي إفني، ذلك أن ساكنة مجموعة من دواوير هذه الربوع الباعمرانية استعاضوا أول أمس عن قُفَفِ التسوق بحمل أواني وأفرشة وحصير متوجهين شطر باب مكتب مجلسهم الجماعي في قلب المقر الإداري، هناك أقاموا معتصمهم احتجاجا على ما وصفته مصادر »الأحداث المغربية» من بين الأهالي ،باكتساح تراب الجماعة من قبل قطعان الإبل والغنم والماعز لمالكيها من الرعاة الرحل، والقادمين إلى جبال أيت باعمران من مختلف أنحاء الصحراء الجنوبية والشرقية للبلاد.

العجوز دَّا أحمد أحد المحتجين سألناه عن مغزى هذه الخطوة التصعيدية فأجاب أن مضمون رسالتهم إلى من يهمهم الأمر من المسؤولين، هي أن أهالي أيت عبد الله الذين طَردوا المستعمر أيام الحروب صاروا يعانون من “استعمار جديد” ومن نوع آخر، فلم يبق أي ملك من أملاكنا مناطق رعوية كانت أو حقولا ومزارع ورصيد المنطقة من شجر الأركان، ـ لم تسلم من هجومات قطعان الماشية والإبل ورعاتها على حد تعبير العجوز، وفصول أخرى يتداول المعتصمون سردها عن أفلام مطاردات هوليودية يتعرض لها أهالي المنطقة كلما حاول أحدهم حماية ممتلكاته أو طلب من    الرعاة الابتعاد عنها. إلى ذلك يُرجع المحتجون غضبهم وإحساسهم بـ    «الحكرة» إلى ما قالوا إنه لامبالاة لاقتها شكاياتهم من السلطات المحلية التي يرونها عاجزة أمام مالكي هذه القطعان ورعاتها.

بؤرة أخرى مماثلة وفي نفس الساعة واليوم تزامنا مع جبهة أيت عبدالله تدور فيها رحى “الحرب” بين الأهالي والرعاة الرحل، إنها جماعة اثنين أداي بدائرة أنزي إقليم تيزنيت، حيث خرجت الساكنة عن بكرة أبيها ملبية نداء البْرَّاح  “للنفير العام” منذ ساعة الفجر، ونادى فيهم المنادي أن هبوا أهالي القبيلة لحماية البلاد من غزو قد حل بكم، فخرج الجميع إلى وقفة احتجاجية رافعين أصواتهم بعبارات التنديد والوعيد بقطعان الرحل وماشيتهم، داعين السلطات إلى إجلاء أفواج المكتسحين لحقولهم عن منطقتهم. بل ورسموا معالم حدود منطقتهم وأعلنوا حرمتها على الرعاة وقطيعهم. وأمام كل المؤشرات الدالة على اتجاه تطورات  الموقف إلى ما لا تحمد عقباه سارعت السلطات المحلية بلجنة على رأسها قائد المنطقة ورئيس مصلحة الشؤون القروية بعمالة تيزنيت وممثلين عن المصالح الخارجية للدرك والمياه والغابات والمنتخبين ،ليتم احتواء الوضع بالاتفاق على منح مهلة يومين للرحل لمغادرة المنطقة وفق التزام مكتوب منهم.

إلى ذلك صار النزاع بين ساكنة عدة مناطق من إقليمي تيزنيت وسيدي إفني ورعاة رحل يحلون بأحواز الدواوير والمزارع، عادة وحدثا موسميا تتميز به هذه الفترة من كل سنة، حتى صارت السلطات الإقليمية والمجالس المنتخبة تستبق الأمر بعقد اجتماعات وإصدار تعليمات ودوريات لرفع درجة التعبئة والاستعداد لمواجهة نتائج بعض المواجهات والنزاعات التي تستعمل في بعضها وسائل خطيرة من قبيل تسميم المنطقة لقتل القطعان وأساليب انتقامية كالاختطاف والتهديد بالأسلحة النارية.

مشاركة