الرئيسية حوارات لحسن الفيلالي:هكذا ضيّعت ابنتي التي ابتلعت سم الفئران بعد أن زوجناها من مغتصبها

لحسن الفيلالي:هكذا ضيّعت ابنتي التي ابتلعت سم الفئران بعد أن زوجناها من مغتصبها

كتبه كتب في 18 مارس 2012 - 01:12

هذه حكاية أمينة الفيلالي على لسان والدها، هو “عطاش” يعمل اليوم مياوما في الحقول، وغدا يحمل الاسمنت في ورش للبناء، وبعد غد حينما لا يعثر على عمل، يتنقل بين بيت يأوي زوجته الأولى، وبين بيت آخر تسكنه زوجته الثانية..
كيف حدث أن ضاعت منك ابنتك؟
لديه سبع أولاد، أربعة من الزوجة الأولى وثلاثة من الزوجة الثانية، وبوفاة أمينة تبقى له ستة!

هي مأساة وليدة وضع اجتماعي واقتصادي هشين، أولى ضحاياها فتاة غادرت الدراسة وعمرها لا يزيد عن الـ9 سنوات.

وأمينة ليست إلا شجرة تخفي غابة من أسر مغربية تعاني من الجهل والفقر والنسيان، ويزيد القانون من تعميق جرح، وضعت فدرالية الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة أصبعهها عليه، في وقفة أمام المحكمة الخميس 15 مارس 2012.دي منزلان، وأنا أتنقل بينهما. وقد لاحظت في البداية أن ابنتي أمينة ما عادت تلتزم بمواعيد الدراسة، وحينما سألت أمها، أخبرتني أنها ما عادت ترغب في مواصلة دراستها. وبما أن هذه رغبتها لم أشأ أن أضغط عليها..

وفي ما بعد لاحظت أنها ما عادت تقضي الليل في البيت، سألت عن السبب فقالت لي بأنها عند الجيران..

لكن، مع توالي الأيام والحاحي على السؤال، أخبرتني أمها أنها تعرضت للاغتصاب على يد شاب أجبرها على مرافقته إلى الغابة واغتصبها..

طبعا، يومها بحثت عنها في كل مكان، فلم أعثر عليها.

لماذا؟ أين كانت بالضبط؟

أنا بدوري لم أعرف أين يمكن أن تختفي. وبعد طول بحث علمت بأنه يحتجزها في غابة بالقرب من الطريق السيار.. فلدى والده اصطبل يرعى فيه الماشية وسط الغابة، فهناك اغتصب ابنتي وهناك كان يحتجزها.

وقد انتقلت إلى هناك وأحضرتها، وفي الغد اصطحبتها والدتها إلى المستشفى للا مريم في العرائش، حيث منحوها شهادة طبية تؤكد أنها تعرضت للاغتصاب منذ شهر تقريبا.

وبالاعتماد على الشهادة الطبية، وضعنا شكاية لدى وكيل الملك، لكنه أحالنا على الوكيل العام للمحكمة في طنجة على اعتبار أن الأمر يتعلق بطفلة قاصر لا يزيد عمرها عن 15 سنة وستة أشهر، مؤكدا أن البث في هذه الملف ليس من اختصاصه.

وبعد مرور عشرون يوما، جاء الدرك الملكي للبحث عنه، وقد عثروا عليه في الغابة وهو ابنتي..

 

في أي تاريخ ولدت امينة بالضبط، اقصد اليوم والشهر؟

لا أذكر بالضبط. لكنها ولدت سنة 96، ربما يوم 21 دجنبر. المهم أنها تبلغ من العمر 16 سنة وأنها ولدت سنة 96 هذا كل ما أذكر.

 

لكن، كيف يعقل أن تترك ابنتك بين يديه وانت تعرف أنه اغتصبها؟

أنا كنت اغادر البيت للعمل، لكن، هو كان يرفع عليها السلاح الأبيض ويهددها ثم يصطحبها إلى الغابة، فلم يكن أمامها خيار آخر: إما أن ترافقه إلى الغابة أو يقتلها.

المهم، أنه بعد اعتقاله، كان عليه إما أن يتزوج ابنتي أو يسجن إلى غاية بلوغ ابنتي السن القانوني للزواج، لكنه مرة أخرى هدد ابنتي وطلب منها أن تقول للوكيل العام للملك أنها تقبل بالزواج منه، وعلى هذا الأساس تزوجا.

بعد عقد قرانهما، أخذها إلى بيت والديه، لكن كل أفراد عائلته رفضوها، وطلبوا منه أن يأخذها بعيدا عنهم.

وبعد أخذ ورد قبلوا بأن يمنحوه كوخا صفيحيا تابعا لبيتهم في “حي الشرفا” بخميس الساحل، وهناك ستبدأ معاناة ابنتي لأنها في تلك “البراكة” الصفيحية، تعرضت للتجويع والضرب، كان آخره ما عاشته في الجمعة المنصرم حينما ضربها وأمه، فقصدت مركز الدرك الملكي، لكنهم طلبوا منها، للقبول بشكايتها، أن تعود في الغد ومعها شهادة طبية تثبت تعرضها للضرب والتعنيف على يد زوجها وحماتها.

ولما عادت إلى البيت وعلم الزوج وأمه أنها شكت بهما إلى “المخزن، المسكينة زادوا ضربوها وحرموها من الماكلة”

ولا أعرف كيف فكرت في شرب سم الفئران.. ربما لأنها شعرت بـ”الحكرة” لأن “المخزن” عجز عن مساعدتها، أو لأنها كانت تعرف أن عليها أن تعود إلى “البراكة” والضرب والجوع ..

وللأسف اشترت “الباسيطة” من السوق.

ماذا تقصد؟

أقصد قرص سم الفئران، فالدوار الذي كانت تقطنه ابنتي مع زوجها قريب من سوق أسبوعي، فمن هناك اشترت “الباسيطة” وشربتها دون أن يفطن أي أحد إلى ذلك.

حاولت أن تزورنا بعد أن شربت السم، لأنه لا يفصل بينا في حي قرميدة وحي الشرفا حيث بيت زوجها إلا كلمترين، لكنها لم تفلح. مشت على قدميها، لكن، بعد تجاوزها لأقل من 150 متر سقطت أرضا، فالتقاها صهرها وهو زوج أخت زوجها وهي مغمى عليها، فحاول انقاذها، حيث نقلت إلى المستشفى، لكن كان قد فات الأوان.

مرية مكريم/ فبراير.كوم

مشاركة