الرئيسية مجتمع أصحاب البوانتاج: قناصو المتعة يجدون ضالتهم في الحافلات والأسواق

أصحاب البوانتاج: قناصو المتعة يجدون ضالتهم في الحافلات والأسواق

كتبه كتب في 24 أكتوبر 2013 - 13:47

تتدافع المناكب وتلتصق الأجساد بالأجساد سواء في الحافلات المكتظة بالركاب أو في الأسواق المزدحمة.. هناك يحلو لـ«البوانتية» أو «الشراجية»، الاحتكاك بمؤخرات النساء. ليس لديهم معيار أو شروط في الضحية، المهم عندهم هو الشعور بالإثارة عند «التحكك». ليس الخجل والحياء وحدهما من يجبران الضحية  على الصمت، الخوف أحيانا يكتم صوتها تحاشيا للفضيحة. العديد من الفتيات يؤكدن أنهن يفضلن السكوت لتفادي التعليقات السلبية، لأنهن يصبحن في كثير من الأحيان سبب الإثارة وبالتالي الدافع للمتحرش إلى القيام بفعلته.. هكذا تستمر «الظاهرة» في التنامي..

مفاجأة كبيرة تلك التي انتابت عناصر الشرطة التي ألقت عليه القبض بقيسارية درب سلطان بالبيضاء. فبعد تفتيشه بشكل دقيق اكتشف أنه يضع كيسا بلاستيكيا تحت لباسه الداخلي مباشرة على عضوه التناسلي. لماذا؟ الجواب جاء على لسان المتهم الذي يتربص بمؤخرات النساء: حتى لا يفتضح أمره بعد أن يقضي وطره وتظهر آثار السائل المنوي على لباسه أو على لباس ضحيته!!
ظروف وملابسات الاعتقال -الذي تم قبل عيد الأضحى- تعود إلى ضبط الشاب متلبسا بالتحرش بالنساء المرتادات للسوق مستغلا الاكتظاظ وانشغالهن بالتسوق. عند  استجوابه من طرف عناصر الأمن اعترف بالأمر وشرح لهم كيف يثبت الكيس البلاستيكي الصغير حول عضوه التناسلي ويربطه بشريط كل صباح قبل نزوله إلى الشارع لاقتناص مؤخرات النساء!!
ليست الأسواق وحدها التي تتحول إلى فضاء لمقتنصي المتعة بل كثيرا ما تتحول وسائل النقل العمومي إلى كابوس مزعج بالنسبة للعديد من النساء والفتيات ليس بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه تلك الحافلات أو بسبب الانتظار الطويل وعدم وصول الحافلة في موعدها، ولكن بسبب التحرش الجنسي الذي تتعرض له هذه الفتاة وتلك المرأة.
يستغل بعض الأشخاص الاكتظاظ الذي تعرفه هذه الحافلات للتحرش بالأنثى بشتى الوسائل سواء عن طريق لمس مناطقهن الحساسة أو طريق الالتصاق بمؤخراتهن بشكل مقزز دون اكتراث لمشاعرهن.

كابوس مزعج
تخرج كوثر في السابعة والنصف صباحا من البيت للالتحاق بعملها الذي يبدأ عند الساعة الثامنة والنصف وكل أملها أن تصادف الحافلة، وإلا ستضطر إلى قطع عشرين كيلومترا سيرا على قدميها، أو الانتظار إلى غاية وصول حافلة أخرى بعد نصف ساعة من مرور الأولى.
قد تعثر كوثر على مقعد وقد يتعذر عليه ذلك، فالحافلة عادة ما تصل إلى المحطة التي تقف بها مكتظة بالركاب، وهذا يعني أنها ستظل واقفة طوال الرحلة متمسكة بالعمود الحديدي الملتصق بسقفها تحاول أن تولي ظهرها جهة زجاج النافذة حتى تمنح جسدها حصانة من الانتهاك الذي تعيشه بشكل يومي تقريبا.
بغضب باد  على  محياها تقول كوثر، «حاول شاب الالتصاق بجسدي مستغلا الازدحام الموجود داخل الحافلة، حاولت الفرار من قبضته بتغيير مكان وقوفي، فتبعني بحيث كان مصرا على النيل من جسدي، كنت أريد أن أصرخ في وجهه وأقول له إنني أعرف أنك من النوع الذي يتلذذ عند الاحتكاك بمؤخرة الفتيات وأن جسدي له حرمته، لكن كنت أخاف أن ينعتني الركاب بأنني السبب في تحرشه بي لكوني كنت أرتدي ملابس ضيقة، فكانت وسيلتي للتعبير عن الرفض هي التنقل إلى مكان آخر».
لتضيف قائلة «هناك العديد من المتحرشين من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية يصعدون إلى الحافلة بغرض التحرش، فاستعمالي لحافلات النقل العمومي لسنوات جعلتني أحدد حتى ملامح المتحرش، إنه يختار عادة الشابات الممتلئات الجسد، يلتصق بهن ويقوم بشيء مقزز أمام الملأ».

متعة مسروقة
قد يشاهد بعض الركاب ،تقول زميلتها سلوى، هذا التحرش، لكن لا أحد يبالي مادام ليس هو المقصود بالتحرش.. إنه يلحق بضحية أينما حلت وارتحلت ولا يتركها حتى يفرغ من شهوته الحيوانية، تضيف سلوى.
هذه الأخيرة عاشت تجارب عديدة مع متحرشين بطريقة الاحتكاك بمؤخرة المرأة، تقول سلوى وهي تحكي عن معاناتها اليومية. «بما أنني أشتغل بالحي الصناعي بعين السبع، فإنني أضطر يوميا لاستعمال حافلة عمومية للتنقل من درب السلطان إلى حي البرنوصي ثم من هناك إلى عين السبع، وهذا يعني أنني أتعرض بشكل يومي لتحرش بعض «المرضى» بجسدي المكتنز، في كثير من الأحيان أقف عاجزة أمام ما أتعرض إليه يوميا من انتهاك لكرامتي، فأنا لم أستطع لحد الآن الاحتجاج على ما يحدث معي».
وتضيف مستسرلة، «منذ أزيد من ثلاث سنوات، أي فترة بدء عملي بذلك الحي الصناعي، وأنا أتعرض للاحتكاك من طرف أشخاص يلتصقون بظهري بدعوى أن الحافلة تكون مزدحمة بالركاب في وقت الذروة، من يرى المشهد قد يعتقد أنني أرغب في تحرش البعض بي، لكن الحقيقة أنني أشعر أنني أضعف من أن أعبر عن احتجاجي لأنني أخاف أن يعتبر الناس أنني السبب في ما يحدث معي، فالمجتمع دائما يحاكم المرأة لا الرجل».
فاطمة الزهراء تقول إنها تعرضت مرة واحدة للاحتكاك بأحد الأشخاص بها، اقترب منها أكثر من اللازم مستغلا الاكتظاظ الذي يعرفه «الطوبيس» في السابعة والربع صباحا، وعندما شعرت بعضوه التناسلي، انتفضت من أمامه باحثة عن أي ركن في الحافلة تحمي به جسدها النحيل.
تقول فاطمة الزهراء، «منذ ذلك الحين لم أتعرض لأي احتكاك غايته التحرش بجسمي، فأنا أتخذ من أحد زوايا الحافلة حماية لجسدي، لكني يوميا أشاهد نفس الأشخاص يتحرشون بالنساء وفي بعض الأحيان بتلميذات المدارس، قد تنتفض امرأة وقد تنظر أخرى باشمئزاز للمعتدي، لكن أغلب الضحايا لا يعبرن عن احتجاجهن، الشيء الوحيد الذي قد تقوم به البعض هو تغيير مواقعهن، ليشرع المعتدي عن البحث عن ضحية أخرى دون كلل أن وتعب كأنه يصعد للحافلة لتحقيق متعته الجنسية المسروقة فقط، وهذا بالفعل ما يحدث».

وحوش يتنقلون
في الأسواق الشعبية كسوق كراج علال ودرب عمر وقيسارية الحي المحمدي وقيسارية شطيبة بالدارالبيضاء على سبيل المثال لا الحصر، ينتشر أشخاص يدمنون هذا النوع من التحرش بالنساء، بعضهم يمضي اليوم كاملا في البحث عن ضحية لتحقيق لذته، ما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى سلامة وضعهم النفسي؟
«البوانتية» أو»الشراجية»، كما يلقبهم العامة، أشخاص لا يجدون متعتهم إلا بالاحتكاك على مؤخرات الفتيات والنساء، كيفما كانت هذه المرأة بيضاء البشرة أو سمراء، جميلة أو طويلة أوممتلئة أو سمينة أو رشيقة، المهم هو أن تثيره مؤخرة الضحية.
قد يحققون متعتهم من خلال الاحتكاك أو اللمس، ويبحثون عن ضحاياهم من بين النساء المنشغلات بالتسوق.
عائشة امرأة في الخمسين من عمرها تقول إنها تعرضت أكثر من مرة خلال خروجها للتسوق بكراج علال أو بقسيارية الحفاري بالدارالبيضاء على سبيل المثال، للتحرش الجنسي عن طريق الاحتكاك بمؤخرتها، في كثير من المرات كانت تلتزم الصمت وتفسح للمتحرش الطريق ليمضي إلى حال سبيله وتسير في طريقها من بعده، وفي قليل من المرات تصرخ في وجهه معبرة عن رفضها لسلوكه المقزز.
في إحدى المرات قررت عائشة الصراخ في وجه المعتدي دفاعا عن حرمة جسدها، لكنها تحولت إلى مذنبة عوض أن تكون الضحية. تقول عائشة «لم أشعر إلا وقد التصق شاب بجسدي، حاولت تغيير موقعي إلى مكان آخر لعله يبتعد عني، لكنه ظل مصرا على تعقبي، وعندما صرخت في وجهه، انهال علي بالسب والشتم، بل وصفني بأقبح الصفات، أكثر من هذا فقد أراد أن يعتدي علي بالضرب ووصفني بالمرأة العجوز «للي ما طيبش في لكوكوت فكيفاش يتحرش بيا.. الغريب أن النساء عوض أن يساندنني     نصحتني أغلبهن بالتزام الصمت والمضي في حال سبيلي تجنبا للفضيحة».
ورطة..
لم تنو الصراخ تقول الحاجة حليمة التي تجاوزت الأربعين سنة بسنوات قليلة، لكن عندما أصر الشاب الذي لم يتجاوز بعد العشرين من عمره على عمله «القذر» كما تقول الحاجة حليمة فإنها قررت فضحه أمام جميع الناس.
تقول الحاجة حليمة «شعرت أن هناك من يتحرش بي عن طريق الاحتكاك بمؤخرتي، حاولت التملص منه والتوجه إلى زقاق آخر لشراء ما أريد، لكن شعرت أن هذا الشخص يلاحقني أينما ذهبت بزنقة الشمال بدرب السلطان، التفت لأرى من هو هذا الشخص الذي يصر على التحرش     بي، فوجدته شابا صغيرا، في عمر أبنائي، فحاولت التملص مرة أخرى، لكنه كان مصرا كأنه كان متأكدا أنني لن أصرخ في وجهه، لكن عندما وجدته مصرا استدرت و«شنقت عليه» وبدأت أسبه وأشتمه مصرحة أمام الجميع أنني تعرضت لتحرش جنسي من طرفه».
وتضيف الحاجة مسترسلة، «ما قمت    به كان السبب في إلقاء القبض عليه من طرف عناصر من القوات المساعدة التي كانت بالمكان والذين سلموه بدورهم إلى رجال الأمن الذين حضروا بعين المكان، لهذا أحث جميع النساء اللواتي قد يتعرضن في يوم من الأيام لأي تحرش جنسي عدم السكوت بل البوح به دون خجل».
ليس الخجل والحياء وحدهما من يجبران ضحايا “البوانتية” على الصمت، الخوف أحيانا يكتم أصواتهن تحاشيا للفضيحة . العديد من ضحايا “البوانتية” يؤكدن أنهن يفضلن السكوت لتفادي التعليقات السلبية، لأنهن في كثير من الأحيان تكون تلك التعليقات السلبية لها بنوع لباسهن أو مشيتهن بأنهما السبب في تعرضهن للتحرش.. لتستمر هذه الظاهرة في التنامي..

حصة استمتاع يومية
يتوجه إلى أقرب محطة لحافلات النقل العمومي بعد خروجه مباشرة من الثانوية، كان يسارع الزمن فهو يعرف التوقيت المحدد لمرور الحافلة، ويخاف أن تفوته وتضيع عليه فرصة حصة استمتاعه اليومي.
تصل الحافلة إلى المحطة بعد موعدها بعشر دقائق، يقف الرجل الكهل في مؤخرة الركاب الذين يتدافعون من أجل الحصول على كرسي، لكن الرجل الأربعيني والذي غزا الشيب مفرقه يبدو أنه لا ينوي الحصول  على مقعد على غرار الذين كانوا يتدافعون من أجل ذلك، بل كان يريد فقط التمسلك بالجلدة المتدلية من سقف الحافلة..
كانت المقاعد شاغرة، لكنه يفضل دائما الوقوف عوض الجلوس ولذلك سبب تبين فيما بعد، خصوصا بعد أن اكتظت الحافلة بالركاب، فقد كان يبحث عن أية امرأة أو فتاة ليحتك بجسدها وليلمس أعضاءها الحميمية منتهكا حرمة ذلك الجسد من أجل تحقيق متعة مسروقة.
قد تفطن الضحية أن هذا الاحتكاك ليس عاديا، فتحاول الهرب من قبضته باحثة عن أي مكان يقيها من تحرش هذا الرجل، وقد لا تفطن ضحية أخرى بسبب الاكتظاظ الذي تعرفه حافلات النقل العمومي، فيستمر في استمتاعه إلى أن ينال وطره، وقد يتنقل إلى أخرى، وقد يوقف هذه العملية حسب رغبته وينزل من الحافلة.
الغريب أن هذا الرجل التربوي يمتلك سيارة فاخرة يتركها بجانب المؤسسة التعليمية التي يشتغل بها ولا يعود ليأخذها إلا بعد أن تنتهي حصة استمتاعه اليومية منذ سنوات دون أن يتم التبليغ عنه من طرف أي ضحية، كون شروط الإثبات تبقى منعدمة.
هذا الرجل الذي يعمل أستاذا لمادة علمية بثانوية معروفة بالدارالبيضاء متزوج وأب لأربعة أطفال، يبدو أنه لا يصل إلى تحقيق متعته الجنسية إلا عن طريق الاحتكاك بالنساء  في وسائل النقل العمومي ، حيث ما زال يتنقل بين العديد من الحافلات لتحقيق هذه المتعة المرضية على مدى سنوات.

الأحداث المغربية

مشاركة