الرئيسية عدالة أجانب اغتصبوا أطفالَ المغاربة.. بين السجن والإفلات من العقاب

أجانب اغتصبوا أطفالَ المغاربة.. بين السجن والإفلات من العقاب

كتبه كتب في 7 أغسطس 2013 - 03:02

أفاضت نقطة البيدوفيل الإسباني “دانيال” الكأس بما فيه، لتعيد إلى أذهان المغاربة قصص اغتصاب أطفال وقاصرين أبرياء، في عمليات وجرائم بشعة أبطالها أجانب أوروبيون من إسبان وألمان وفرنسيين وبلجيكيين وإيطاليين وبريطانيين، منهم من قضى نحبه في السجن شهورا قلائل، ومنهم من فرّ وغادر “جنة المغرب” من دون محاسبة ولا متابعة رغم تورطه، ومنهم من عُفي عنه، قبل أن تعيده غضبة الشعب إلى الاعتقال مرة أخرى..

عمليات إعدام كرامة الأطفال واغتصاب براءتهم تبدأ بقدوم المجرمين إلى المغرب في صفة سياح أجانب، يأتون لزيارة “جنة” مترامية الأطراف ولرؤية “أجمل بلد في العالم”، حيث يكترون الفيلات والرياضات والشقق المفروشة لتأمين الحماية من طرف السلطات؛ ميزتهم أنهم يملكون المال بوفرة، ولهم القدرة على استدراج الضحايا واستغلال فقرهم وحاجتهم.. مقابل إطفاء نار شهوة عمياء..

مسؤولون وصحفيون أجانب متورطون في اغتصاب أطفال مغاربة..

قبل سنتين، أثار تصريح لوزير التربية الوطنية الأسبق الفرنسي لوك فيري، الذي اتهم فيه وزيرا سابقا، مجهول الاسم، بتورطه في اغتصاب قاصرين مغاربة بمراكش، ضجة واسعة بالمغرب، حيث بادرت حينها منظمتان غير حكوميتان بوضع شكوى ضد مجهول بمراكش، قبل أن يأمر وزير العدل حينها الراحل الطيب الناصري بفتح تحقيق معمق في الفضيحة.

وتعود تفاصيل القضية حين اتهم لوك فيري، في برنامج على قناة “كنال بلوس”، زميلا له باغتصاب أطفال قاصرين خلال ليلة منظمة خصيصا لممارسة الجنس الجماعي بمراكش، مشيرا أنه يتوفر على شهود على أعلى مستوى في هرم السلطة، من بينهم الوزير الأول، قبل أن يضيف “نحن كلنا نعرف من يكون”، وهو ما يعني تدخل مسؤولين كبار من أجل طمس الجريمة.

فيليب السرفاتي، الصحافي السابق بيومية “لوسوار” البلجيكية، تمكن من الهروب إلى بلجيكا، بعد أن خلف وراءه جرائم استغلال جنسي في حق قاصرات مغربيات بأكادير التي كان يتردد عليها مرارا، ليدان هناك ببروكسيل على إثر ذلك بـ18 شهرا حبسا نافذا.

الفضيحة تفجرت قبل 9 سنوات، عندما نشر المدعو السرفاتي أزيد من 190 صورة جنسية فاضحة لأزيد من 70 ضحية، بإحدى مدوناته الجنسية على النت، قبل أن يتم تحميل تلك الصور على قرص مدمج واستنساخه على نطاق واسع داخل المدينة.. البيدوفيل البلجيكي ظل حرا طليقا حتى غادر المغرب، ليحاكمه قضاة بروكسيل بعقوبة لا ترقى لمستوى فضائحه.

جاك هنري سومير، مدير مسرح الأوبرا موكادور بباريس (2000-2005)، بدوره أفلت من العقاب على جرائمه الجنسية، بالعفو عنه، نتيجة ضغوط فرنسية، (أدين بـ4 أشهر سجنا نافذا وغرامة 5000 درهم)، بعد أن وجهت له تهمة استغلال قاصر جنسيا بإحدى رياضات مراكش في 2006.. سومير اعترف بأنه مثليّ، وهو الذي يحمل وساما من درجة فارس ويدير عدة مسارح شهيرة بفرنسا.

أكادير ومراكش.. بؤر “جنسية” تسيل لعاب البيدوفيل

قبل سنة، لاذ الفرنسي باتريك دونيس فينيت، الملقب بـ”لويس14″ والمدير العام لأحد الفنادق بالمنطقة السياحية باب أطلس بمراكش، بالفرار من المغرب، بعد أن اتهم باغتصاب أطفال وتصويرهم داخل إقامته ومسبحه بمراكش، قبل أن تصدر ابتدائية مراكش في حقه مذكرة بحث دولية؛ المحكمة ذاتها أدانت سائقي “لويس 14” بالسجن 8 أشهر حبسا نافذا لكل واحد منهما، مع غرامة مالية قدرت بـ5 آلاف درهم.

في مراكش دائما، أطلقت السلطات المغربية سراح الفرنسي إيرفاي لوكلويننيك في 2009، المتهم باغتصاب أطفال والذي تم توقيفه عام 2004، وبحوزته 17 ألف صورة و140 ألف فيديو جنسي مع الأطفال.. ووفقا لوثائق دبلوماسية أمريكية سربتها ويكيليكس، فقد أدين إيرفاي بـ4 سنوات سجنا نافذة، قضى منها عامين وأطلق سراحه..

فضائح الأجانب الجنسية لم تسلم منها حيواناتهم، فقد اهتزت آيت أورير، نواحي مراكش، قبل 3 سنوات، على واقع جريمة المدعو بارادا جون برنار إرنيست ( 56 سنة)، الذي هتك أعراض أطفال المنطقة بالاستعانة بكلابه المدربة، حيث كان يتلذذ بمشاهدتها وهي تمارس الجنس على ضحاياه، بمساعدة خليلته المغربية التي كانت تصور المشاهد بواسطة كاميرا رقمية، قبل أن تفر من المغرب صوب فرنسا، ويدان إرنيست بـ5 سنوات سجنا.

وغير بعيد عن مراكش، تصنف أكادير على أنها الوجهة المفضلة للبيدوفيل الأجانب، حيث كشفت السنوات الأخيرة عن متابعة العشرات من السياح الأجانب بمحاكم أكادير، بتهم الاستغال الجنسي للأطفال واغتصاب القاصرين بعد استدراجهم داخل الشقق المفروشة أو الفنادق السياحية..

وكان للألمان نصيب من تلك الجرائم البشعة، بعد إدانة مينيك رولف (55 سنة)، بتُهم هتك عرض قاصر والتغرير به مع الشذوذ الجنسي، إذ جرى اعتقاله داخل فندق “تافوكت” بأكادير.. فيما أدانت المحكمة بالمدينة الألماني هانس نييس، بـ6 أشهر حبسا نافذا مع غرامة مالية قدرها 10 آلاف درهم، بالتهم ذاتها، أثناء مداعبته في الشاطئ وداخل فندق..

السموني: المغاربة قالوا كلمتهم في عدم التسامح مع مغتصبي الأطفال

خالد الشرقاوي السموني، المنسق العام للائتلاف ضد الاعتداءات الجنسية على الأطفال، قال إن ردود أفعال المغاربة بعد صدور قرار العفو عن الإسباني “دانيال كالفان” توضح بأنهم رافضون لأي اعتداء على الاطفال و”للأجانب الذين يزورون المغرب من أجل هتك عرض أطفالهم”، وهي محطة، يضيف المتحدث، بعثت رسالة إلى كل من يفكر في ممارسة جرائم الاغتصاب بالمغرب “مفادها أن ردّ المغاربة سيكون قويا”، مضيفا بالقول “مرحبا بالأجانب في المغرب، لكن في حدود احترام شرف وهوية المغاربة”.

ويرى السموني أن قضية “دانيال كالفان” أعادت النقاش من جديد حول وجود السياحة الجنسية بالمغرب، “عكس ما سبق لوزير السياحة أن صرح بعدم وجود ذلك”، مستغربا من غياب إجراءات قانونية صارمة تقوم بها السطات في وجه من أسماهم “الوحوش البشرية” داخل الفنادق السياحية، وفي عدة مدن كمراكش وتطوان وأكادير وطنجة والصويرة.

وأشار المتحدث إلى أن السلطات تبقى أحيانا عاجزة عن التدخل في تلك الحالات لـ”نفوذ بعض الشخصيات الأجنبية التي يكون لها وزن”، مشيرا أن السلطات تتحاشى على إثر ذلك مسائلة ومحاسبة المتهمين الأجانب في استغلال الأطفال جنسيا.

سوس بلوس
هسبريس – طارق بنهدا

 

مشاركة