أدانت المحكمة الابتدائية بتيزنيت، عشية أول أمس الإثنين، شخصين متهمين بهتك عرض قاصرين بالسجن النافذ و الغرامات، حيث قضت بعد ما يزيد عن خمس ساعات من المداولات بإدانة المتهم بمحاولة اغتصاب الطفل «أسامة» (11 سنة) بتيزنيت، بثلاث سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية تقدر بألف درهم وتعويض مدني لفائدة والدة الضحية قدرته المحكمة بثلاثين ألف درهم. كما أدانت هيئة المحكمة، في اليوم نفسه، شخصا آخر متهما باغتصاب طفل داخل المدينة القديمة لتيزنيت، بالسجن النافذ لمدة سنتين وغرامة مالية تقدر بألف درهم، علاوة على 10 آلاف درهم للمطالب بالحق المدني، فيما قررت تأجيل النظر في قضية التاجر الذي ضبط رفقة قاصر بمنزله الذي يوجد في طور البناء بتجزئة السلام بتيزنيت. وكانت عدة هيئات سياسية ونقابية وحقوقية وجمعوية بمدينة تيزنيت، قد احتجت ضد ثلاث ظواهر طفت على سطح المدينة والإقليم في الآونة الأخيرة، وتتعلق أساسا بظاهرة اغتصاب الأطفال، والتحرش الجنسي المنتشر بجنبات المؤسسات التعليمية، فضلا عن التغرير بتلميذتين قاصرتين من قبل شباب لا يزال البحث عنهم جاريا، وخلال تلك الوقفة التي نظمت أمام حديقة الأمير مولاي عبد الله، ندد المحتجون بما أسموه بـ«حوادث الاعتداء على الأطفال واغتصاب براءتهم»، وطالبوا الجهات المختصة بإنزال أقصى العقوبات في حق المتورطين في هذه الاعتداءات، كما دعوا في بيان الوقفة، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، إلى معالجة الظاهرة من جذورها بإعادة الاعتبار للقيم الإنسانية التي تعلي من شأن الطفولة، مشددين على ضرورة مطالبة كافة الفاعلين السياسيين والمدنيين، بالعمل على تطوير المنظومة القانونية، بتضمينها عقوبات رادعة في حق المعتدين على الأطفال، كما ناشدوا هيئات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية تكثيف أنشطتها التحسيسية ضد التحرش والاعتداء على القاصرين، داعين جميع المواطنين إلى التعاطي بحزم مع الظاهرة، والمسارعة إلى فضح المتورطين وحماية فلذات الأكباد. وفي سياق متصل بالأحداث الجارية بمدينة تيزنيت، لا يزال البحث جاريا عن شخصين متهمين بالتغرير بقاصرتين من جماعة بونعمان بإقليم تيزنيت، بعد أيام على تقديم عائلتيهما شكاية تتهمهما بالتغرير بابنتيهما وحثهما على مغادرة دار الطالبة التي تقطنان بها. كما قدم المشتكون شكاية إلى وكيل الملك بابتدائية تيزنيت، أشاروا فيها إلى أن الطفلة (ص.ز) المزدادة سنة 1996، وزميلتها (ح.س) المزدادة سنة 1999، وهما تلميذتان بالسلك الإعدادي بجماعة بونعمان بإقليم تيزنيت، وتقطنان بدار الطلبة بنفس الجماعة، قد تعرضتا لعملية تغرير محكمة، تم خلالها مرافقة ابنتيهما على متن سيارة خاصة إلى منزل أحد المشتكى بهم، حيث قضتا معهما ليلة واحدة، وفي الساعات الأولى من الصباح غادرتا المنزل على متن سيارة شخص ثالث إلى ملتقى الطرق بدوار «إسيل» بذات الجماعة، قبل أن تلتحقا فيما بعد بدار الطالبة، حيث تم استفسارهما عن المكان الذي قضتا فيه ليلة البارحة، قبل أن تحضر عائلتاهما وتقررا توجيه شكاية في الموضوع، وعرضهما على طبيبة شرعية لإثبات عذريتهما، وهو ما تأكد للعائلة بعد الكشف الطبي.
