داخل فضاء واسع وأمام المواطنين المحتشدين امام منصة ساحة العروض، وصلت حافلة لنقل السياح الاجانب، على متنها عناصر أمنية تقمصوا دور سياح قدموا الى احدى المعلمات التاريخية، وأمامهم وقف مرشد سياحي يقدم المعلومات حول المعلمة التاريخية التي كانوا في طريقهم اليها.و ماهي الا لحظات حتى تعالت صرخات الركاب وسط ذعر وذهول سائق الشاحنة والمرشد الذين حاولوا تهدئة الركاب لمعرفة سبب هذا الذعر، لتبين لهم ان الأمر يتعلق بسيارة مجهولة تطارد الحافلة، وقد دلف منها شخص مجهول يحمل سلاحا ناريا اقتحم الحافلة، ليتضح للعموم أنها عملية اختطاف، انخرط فيها أحد الركاب المنتمين للمجموعة الإرهابية كان بداخل الحافلة، لكن لحسن الصدف مرت دورية للشرطة فكنت للأمر، وقامت باخبار المصالح المركزية، والتي نسقت بدورها مع عناصر القوات الخاصة للقيام بعملية انقاذ للرهائن، واحباط عملية الاختطاف التي نفذتها المجموعة الإرهابية.
سيناريو محاكاة عملية الاختطاف جعل زوار معرض الأيام المفتوحة يتابعون تفاصيلها باهتمام، لاسيما الصغار منهم، الذين وقفوا مشدوهين التحركات العناصر الخاصة بزيهم واسلحتهم وسياراتهم، وهم يصلون الى مكان العرض ويتوجهون نحو الحافلة، على متن سيارات مصفحة ومزودة بآخر التقنيات والتجهيزات.
بتدخلات سريعة ومدروسة تنم عن مدى فطنة وذكاء العناصر الأمنية، تمت محاصرة سيارة المختطفين وإيقاف العنصر الذي تقمص دور السائح حتى يسهل عملية الاختطاف من داخل الحافلة، بعد تكسير الامن زجاج احدى النوافذ، ليسمع صوت إطلاق النار، وتنتهي العملية بإيقاف المختطفين وإعادة السياح الأجانب سالمين، وسط موجة من التصفيق والزغاريد التي علت بالفضاء المخصص للعروض بمعرض الأيام المفتوحة للأمن الوطني بأكادير، والذي من المنتظر أن يصل عدد زواره خلال اليومين المتبقيين الى نصف مليون زائر أو أكثر.
هكذا قدمت عناصر القوات الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني يوم أمس السبت، عرضا يحاكي عملية إنقاذ لحافلة تعرض ركابها لإختطاف واحتجزوا كرهائن من طرف إرهابيين مجهولين.
المعرض عرف امس حضورا مكثفا، بعد توافد المواطنين من مختلف المدن المغربية. حيث ضمت الجموع الزائرة تلاميذ مؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي، الى جانب طلاب الجامعات وطلبة المدارس العتيقة، ومراكز التكوين المهني، ناهيك عن حضور شخصيات مشهورة على مستوى المملكة المغربية، من فنانين وكتاب، ورياضيين واعلاميين وصحافين، ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وباقي عامة الشعب.
لم يدخر رجال الامن بمختلف رتبهم اي جهد في الإجابة عن إستفسارات وتساؤلات المواطنين الذين تجولوا داخل أروقة المعرض، للاطلاع على آخر التقنيات الحديثة التي تستعين بها العناصر الأمنية في حفظ وصون أمن وسلامة المواطنين.
كما اعتبرت هذه الفعالية فرصة لأجل إزالة تلك الصورة المغلوطة عن رجال الامن “كونهم عنيفين واشداء لا يتساهلون” حسب ما اعتاد المواطنين على تداوله، لأنها شكلت مناسبة للتقرب من العناصر الأمنية وفتح باب الحوار وان الشرطة في خدمته وتسهر على امنهم، وسلامة المملكة الشريفة.
