الرئيسية عدالة الإعدام لابن البرلماني الذي قتل تاجرا

الإعدام لابن البرلماني الذي قتل تاجرا

كتبه كتب في 25 أكتوبر 2023 - 18:30

أصدرت استينافية أكادير حكمها على قاتل الشاب محمد، التاجر الذي يمارس التجارة الإلكترونية، بالإعدام ، في آخر جلسة عقدت أمس الثلاثاء.

محمد، الشاب الطموح “المغدور” تمكن من أن يبني مستقبله ويحقق نجاحا بامتهانه التجارة الإلكترونية، خبر أسرارها حتى تحول إلى مقاول معروف، له زبناء وعائدات من تلك التجارة.

كان محمد قد حجز ليلة الجريمة، بطاقة السفر إلى الديار القطرية في اليوم الموالي، لحضور مباريات المونديال، واستضاف عشية سفره بعض أصدقائه ببيته، حين تلقى اتصالا هاتفيا، رد محمد على المتصل، ولم يكن سوى صديقه ابن شخصية سياسية الذي جمعتهما أعمال مشتركة.

طلب المتصل من محمد ملاقاته من أجل تسليمه جزءا من الدين الذي في ذمته، ما جعل الضحية يستبشر ويقرر الإسراع لاسترجاع بعض أمواله خاصة وأنه على موعد مع السفر صباح الثلاثاء.

ترك بعض أصدقائه ببيته، فزوجته لم تكن بالبيت بل بمدينة الصويرة، فطلب منهم إمهاله بعض الوقت إلى حين قضاءه ” الغرض” بمعية صديقه”فلان”، و خرج مرتديا عباءة، امتطى سيارة صديقه، حسب تصريحات إعلامية لبعض أفراد أسرته.  

طال انتظار أصدقائه فبعد مدة لم يعد محمد يجيب على المكالمات الهاتفية، فانتاب القلق الجميع فقد مضت ساعات ولم يعد صديقهم، مما دفعهم إلى الاتصال بأسرته وزوجته.

استنفر خبر غيابه الجميع وبدأت عملية البحث لدى الأصدقاء، لكن الهاتف المغلق أثار القلق، فليس من عادة محمد إغلاق الهاتف علما أن موعد السفر لم يتبق عليه سوى ساعات قليلة.

قصدت الأسرة مصالح الأمن للتبليغ عن اختفاء ابنها، قبل أن يصلها الخبر المشؤوم، فقد عثر شخص على جثة متفحمة أثبتت الخبرة الجينية هوية الضحية.

صرحت الأسرة أمام الأجهزة الأمنية أن ابنها اختفى الإثنين بعد أن غادر البيت لتسلم مبلغ تجاوز 370 مليون سنتيم في ذمة شاب في 27 سنة من عمره، ابن برلماني، هذا الأخير اتصل بمحمد لمرافقته حتى يسلمه جزء من ديونه، ولم يكن المقاول الشاب يتوقع أن يكون ضحية خطة لتصفيته حتى يتحلل من الديون التي عليه بعد أن بلغت أزيد من 370 مليون سنتيم.

بأي ذنب قتل؟ لا ذنب لمحمد سوى أنه وثق بصديقه و “دار النية”، لكن هذا الأخير كان “ثعبانا” خانه وغدر به. فكر القاتل في طريقة يتخلص بها من محمد، فخطط واتصل به الإثنين الماضي لينفذ بمنطقة “تماعيت” بضواحي أكادير، وعرضه لاعتداء جسدي قبل أن يقوم بخنقه بواسطة حبل مطاطي، فكر في طريقة لإخفاء جريمته حتى لا يترك أثرا، فقاده تفكيره إلى نقله في صندوق سيارته إلى منطقة إليغ، بعيدا عن المباني السكنية وفي طريق العين السخونة ضواحي أكادير، هناك أضرم النار في الجثة باستعمال مادة سريعة الاشتعال، دون أن يدري بأن الضحية أخبر أصدقاءه بتواجده رفقة الجاني، قبل أن يفقدوا الاتصال به.

شاءت الصدف أن يكشف النقاب عن الجريمة أحد سكان المنطقة، الذي أثار انتباهه وجود آثار  حرق وعند اقترابه صدم لهول ما شاهد، كانت جثة متفحمة، وهرع لمناداة أحد السكان الذي رافقه وعند وصولهما للمكان كانت الكلاب قد نهشت باقي أطراف الجثة ولم يتبق منها سوى يد والجزء العلوي من الجثة.

انتاب المواطنون ذهول من هول ما شاهد، كانت رائحة الاحتراق ما تزال قوية شيئا ما، وقررا الاتصال بالسلطات الأمنية التي هرعت إلي عين المكان بمختلف تلاوينها.

تحولت المنطقة إلى خلية نحل، وانتشرت عناصر الأمن بالمكان، في الوقت الذي نقلت بقايا الجثة لإجراء خبرة جينية، أثبتت هوية الضحية.

الأسرة المصدومة أكدت في تصريحاتها الإعلامية وفي المحاضر أن محمد خرج لملاقاة صديقه لتسلم مبلغ مالي لكنه لم يعد، ووجهت اتهامها له بقتل ابنها، فقد غدر به ونكل به وأحرق جثته حتى يخفي جريمته لكن “الروح عزيزة عند الله”، تم العثور على الجثة وكشف هويتها وتم إيقاف الجاني الذي لم يطل به الأمر طويلا حتى اعترف بالجريمة المنسوبة إليه.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *