الرئيسية مجتمع أبرزها الثلوث..معطيات تدق ناقوس الخطر على الماء بسوس

أبرزها الثلوث..معطيات تدق ناقوس الخطر على الماء بسوس

كتبه كتب في 9 أغسطس 2023 - 15:10

دفعت التغييرات الكبيرة التي تطبع النظام الهيدرولوجي لجهة سوس ماسة،الى ضرورة تعبئة ملائمة وتدبير عقلاني للمياه، تلبية لحاجيات ساكنة المنطقة من هذه المادة الحيوية، والتصدي لما تتعرض له الموارد المائية بصفة دائمة بأنواع كثيرة من التلوث الناتج أساسا من قذف المياه العادمة المنزلية والنفايات الصناعية في المجال الطبيعي دون أدنى معالجة، إضافة إلى الاستعمال المفرط للأسمدة الصناعية في الميدان الفلاحي مما يهدد وفرة وجودة موارد المياه بأحواض سوس ماسة.

معطيات تؤكد أن جودة المياه السطحية جيدة عموما على مستوى الأودية الواقعة بعالية حوض سوس، خاصة بإكيدي، إماركن، قنطرة أولوز، تالوين، أمسول وقناة افريجة، في حين تم تسجيل جودة ضعيفة على مستوى محطة قنطرة إفنتر، ويرجع ذلك أساسا إلى تصريف المياه العادمة المنزلية مباشرة بالاودية دون أية معالجة، بينما تتميز محطة وادي ماسة بجودة متباينة تصل في أحايين كثيرة إلى درجة الضعف خلال بسبب انخفاض منسوب المياه في الوادي وتوالي سنوات الجفاف، و تكتل الطحالب على سطح الوادي، الأمر الذي يقلل من منسوب الأكسجين بالمياه.

أما فيما يتعلق بالمياه الجوفية بسوس، فقد أكدت المعطيات ذاتها أن جودتها جيدة بشكل عام، باستثناء الفرشة المائية لاشتوكة، التي تتراوح بين جيدة ومتوسطة، في الوقت الذي تدهورت فيه جودة مياه اشتوكة الجوفية في المناطق القريبة من الشريط الساحلي، نتيجة توغل مياه البحر بفعل انخفاض مستوى الفرشة المائية الناتج عن الاستغلال المفرط للمياه الجوفية، وكذا نتيجة لارتفاع مستويات النترات التي تتجاوز 50 ميليغرام/ لتر بسبب تكثيف النشاط الزراعي في منطقة اشتوكة ونقص شبكات التطهير السائل.

حسب المعطيات نفسها، فقد أظهرت حملات قياس جودة الموارد المائية التي تقوم بها وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، تدهورا ملحوظا بالفرشة المائية لإقليم تيزنيت، والتي تتميز بدوها عموما بجودة ضعيفة للغاية بسبب النفاذية العالية لطبقاتها الجيولوجية وارتفاع معدل النترات الذي يتجاوز في بعض المواقع المعايير المسموح بها.

وأمام هذه الوضعية المقلقة لجودة الموارد المائية بمناطق مختلفة بجهة سوس ماسة، وبالنظر إلى الاستغلال المفرط للمياه الجوفية لهذه الفرشة لصالح ظاهرة توغل مياه البحر، اتجهت الوكالة المذكورة بتعاون مع شركائها؛ إلى إنجاز بحث علمي سلط الضوء على جودة الفرشات المائية بإقليم اشتوكة أيت باها، حيث مكن هذا البحث من جمع معلومات أكثر دقة بخصوص توغل مياه البحر.

وبينت نتائج هذا البحث وجود نسب ملوحة عالية جدا بمحيط مصب وادي سوس؛ وحول واد ماسة وكذلك في الأجزاء العليا من السهل في اتجاه الجنوب الشرقي؛ إضافة إلى المنطقة الساحلية، مثل الدويرة وتيفنيت؛ ومياه واد ماسة الذي وصلت فيه إلى 1942 ميكرو سيمانس، فيما سجلت نسب ملوحة متوسطة بمركز سهل اشتوكة؛ ونسب ملوحة أقل في الشمال الشرقي لمنطقة اشتوكة.

معطيات أخرى كشفت أن حجم مقذوفات المياه العادمة الحضرية حاليا، يقدر بـ 85 مليون م3/السنة، و يرتقب أن يصل إلى 126 مليون م3/سنويا في أفق 2050، وتقدر الحمولة الملوثة للمياه العادمة المنزلية ب 25،655 طنا سنويا، سنة 2018، وسترتفع بدورها إلى 39،945 طنا سنويا في أفق 2050.

وأبرزت ذات المعطيات، أن منطقة نفوذ وكالة الحوض المائي لسوس ماسة، تتوفر على أكثر من 300 وحدة صناعية، 233 منها مرتبطة بشبكة الصرف الصحي و89 غير مرتبطة بها. وتقع هذه الوحدات بشكل رئيسي في المناطق الصناعية لأكادير وإنزكان آيت ملول، بالإضافة إلى أن المشاريع الجديدة بأكادير على مستوى هاليوبوليس والمنطقة الحرة، والمنطقة الصناعية لأولاد تايمة وتارودانت بدأت بدورها في استقبال عشرات الوحدات الصناعية من مختلف الأنشطة.

وأوضح المصدر نفسه، إنه وبالرغم من كون معظم وحدات الصناعات الغذائية مرتبطة بشبكات التطهير السائل، إلا أن حوالي عشرين منها فقط مجهزة بمحطات لمعالجة المياه العادمة قبل تصريفها في الشبكة العمومية أو الوسط الطبيعي. في حين تتمركز الوحدات الصناعية المعزولة، والتي تقوم بتصريف مياهها العادمة مباشرة بواسطة الآبار والحفر الصحية في تارودانت وتيزنيت واشتوكة، مؤكدا أن هذه الوحدات، لها تأثير سلبي مباشر أو غير مباشر على موارد المياه بمختلق أقاليم سوس ماسة، مشيرا إلى أن الوحدات المجهزة بمحطات معالجة المياه العادمة لا تحترم في غالب الأحيان معايير المعالجة والصب المعترف بها نظرا للأعطال المتكررة لهذه المحطات.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *