الرئيسية عدالة قضاة سوسيون: القاضي أحمد بن ابراهيم الوفقاوي

قضاة سوسيون: القاضي أحمد بن ابراهيم الوفقاوي

كتبه كتب في 20 أبريل 2023 - 18:00

أمينة المستاري

 

عرفت سوس بفقهائها وقضاتها وعلمائها، الذين تميزوا بعلمهم النافع وحفظهم للقرآن ودراسة العلوم الشرعية والفقه والأدب والبيان والحديث، فكان جلهم تلاميذ لأساتذة أجلاء وكانوا هم تلاميذ نجباء، اشتهروا بإلمامهم بالعلوم التي كانت تدرس في المدارس العتيقة المنتشرة في ربوع سوس، وتحول بعضهم إلى قضاة يحكمون بين الناس ويبثون في قضاياهم، ومن أبرزهم القاضي  أحمد بن ابراهيم الوفقاوي.

كان والده ابراهيم بن مبارك من قبيلة آيت وافقـا قبيلة تابعة أيضا لمجموعة القبائل الواقعة على حوض أعالي واد تازروالت شرقا، تتميز أراضيها بالمرتفعات الوعرة واوديا العميقة، وتاريخ هذه القبيلة مرتبط مع أمراء تازروالت حفدة الشيخ سيدي احمد اوموسى الجزولي.

كان الوالد من حفظة القرآن، وصار مشارطا في مساجد قبيلته كان محترما ومبجلا بين أهله وعشيرته، يقصده الناس لتحرير رسومهم لتثبيته وعدالته بينهم، وفضل إطلاق اسم أحمد وأسماء الصحابة كعلي وعمر وعثمان …مما يدل على شغفه بالسنة . وقد نشأ أولاده يتطلعون إلى المعالي، و تلقوا تعليما شاملا  قبل أن يتوفى سنة 1365هـ.

أخذ سيدي أحمد الوفقاويالذي ولد سنة 1340 هـ القرآن وأتقن حفظه، وختمه 9 ختمات في مساجد القبيلة الوفقاوية التي كان يشارط فيها وأيضا في منزله، قبل أن ينتقل إلى قرية تاكاديرت من قبيلة ماسكينة.

درس القاضي أحمد الوفقاوي بمدرسة إيغيلالن سنة 1355هـ، ولازم أحد أخواله العلامة سيدي الحاج مسعود، والذي كفله كفالة تامة، حسب ما جاء في المعسول للمختار السوسي، وتمكن أحمد من التفوق ونهل من علوم النحو والفقه والحديث والمتون…فقد كان ذكيا حاد الذهن وعلامة متمكن.

شارط أحمد الوفقاوي  بعد ذلك في مسجد أيت ماعلا، من قبيلة آيت سمك، وهو مسجد كبير يشارط فيه الأساتذة الكبار ، درس فيه القرآن والفنون لطلبته الذي لازموه سنتين.

كان القاضي أحمد طموحا لا يكل يبحث في كل مرة عن علوم أخرى يمكنه أن يتعلهما حتى يتقنها، فقد تابع مساره العلمي، فثابر وتعلم البيان والأصول والمنطق والحديث والأدب، فقد كان نهما يحب المطالعة، فأصبح مفكرا، قبل أن يولي وجهه شطر التعليم بمدرسة تمنار بحاحة.

تقلبت الأحوال المعيشية، ورفض القاضي أن يستمر بالمساجد والخطب حتى لا يذكر اسم ابن عرفة بعد نفي محمد الخامس، وفضل التوجه إلى الدار البيضاء، لممارسة التجارة واقتنى دكانا وتزوج هناك.

بعد الاستقلال، اتصل به أهله بتمنار، وطلبوا منه أن يكون قائدهم، وأخذ دروسا من مشاكلها، قبل أن ينتقل من وزارة الداخلية إلى وزارة العدل، وعين قاضيا في الشياظمة بقي بها سنة ثم عين بسكتانة بتاليوين، قبل أن ينتقل إلى إيغرم.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *