قامت السلطة المحلية بقيادة الصفاء التابعة للنفوذ الإداري لإقليم اشتوكة آيت باها، بإغلاق البئر المهجور الذي استخرجت فيه جثة راعي غنم بعد 14 سنة من تصفيته من قبل صديقه.
وتجدر الاشارة انه تحت إشراف الوكيل العام للملك لدى استئنافية اكادير، تمكنت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي لبيوكرى ورجال الوقاية المدنية و السلطة المحلية لجماعة الصفاء يوم الجمعة الماضي ، من العثور على بقايا عضام جثة راعي غنم ، مرمية داخل بئر مهجور لأزيد من 14 سنة ، بدوار ازدو التابع للنفود الترابي بجماعة الصفاء .
فبعد سنوات من اقترافه الجريمة البشعة، لم يعد الجاني يستطيع النوم، فلطالما راودته كوابيس وطارده شبح الضحية الذي لم يكن سوى رفيقه، فوجد قدميه تقوده نحو مقر الأمن.
تقدم بهدوء نحو أحد العناصر المنهمك في عمله، وطلب لقاء من أجل الاعتراف بجريمة اقترفها قبل 14 سنة. توقف العنصر عن الكتابة وحدق مليا وباستغراب في الراعي قبل أن ينهض من كرسيه ويخبر رئيسه، لتبدأ عملية الاستماع لاعترافات الراعي.
طأطأ الراعي رأسه وهو يحكي تفاصيل يوم لا ينسى، حيث أجهز على صديقه الراعي، ولم يجد من مكان آمن يخفي فيه الجثة سوى بئر قديمة بمجال غابوي بمحيط دوار أزدو، وعاد إلى حياته العادية، لكنه ورغم ذلك لم تكن أيامه هادئة فقد طاردته ذكرى صديقه، بل و “وقف عليه في أحلامه” مرات عديدة، حتى تحولت لياليه إلى كوابيس وأحس بتأنيب الضمير ولو متأخرا… فقد أفاد أنه رمى بضحيته في البئر وعاد إلى الدوار استفسره الناس عن غياب صديقه فقال لهم أنه استولى على بعض المال وهرب.
العمليات الميدانية وإجراءات المسح التقني التي باشرها خبراء مسرح الجريمة، بتعاون مع رجال الوقاية المدنية وممثلي السلطة المحلية للصفاء وبعض حفاري الآبار، تحت الإشراف المباشر للوكيل العام للملك، مكنت من استخراج بقايا عظام بشرية لم تكن سوى للضحية.
أ. م
