الرئيسية عدالة نصاب يتاجر في الزواج الأبيض مستعملا ابنته

نصاب يتاجر في الزواج الأبيض مستعملا ابنته

كتبه كتب في 25 ديسمبر 2012 - 13:10

انتهت مراسيم الزواج «الأبيض». حزم حقائبه، وانطلق من الدارالبيضاء متوجها إلى كورسيكا. في رحلته بين المدينتين، كان الشاب العاطل مايزال غير مُصدق، أن حلمه بالهجرة إلى أروبا تحقق أخيرا. وصل إلى الجزيرة المتوسطية، وعلامات الفرح بادية على مُحياه. بعد فترة قصيرة، وجد فرصة عمل مواتية في مركز تجاري وسط مدينة باستيا.

تسعة أشهر بعد ذلك، كان عليه تجديد بطاقة إقامته. تقدم إلى دائرة الهجرة الفرنسية. هذه الأخيرة رفضت التأشير على ملفه، بل أجبرته على مغادرة التراب الفرنسي خلال أيام معدودات. وشاية من مجهول عن إجراءات زواجه «الأبيض»، كانت السبب وراء القرار الصادم.
هكذا تحول حلم الهجرة إلى «الإلدورادو» إلى كابوس.
بعد رجوعه إلى المغرب، اكتشف وجود سيناريوهات مماثلة لشباب آخرين وُئدت أحلامهم في مهدها. شباب عاطل من عدة مدن مغربية، تعلقوا بطموح الغد الأفضل، لكن أمانيهم تبخرت بين ليلة وضحاها.
بعضهم عانى الأمرين من أجل توفير نفقات وتكاليف الرحلة. في النهاية سقطوا ضحية لنصاب يُتاجر بسُمعة بناته! كيف ذلك؟
طرف الخيط الآخر في حكاياتهم، مهاجر مغربي بالديار الفرنسية، قدم لهم وعودا بانتشالهم من ذل البطالة.
الحكاية تبدأ باتفاق بين العاطل و الصهر/النصاب، بعقد زواج صوري. خطوة يستتبعها الصهر بتعيين مبلغ 10 ملايين سنتيم، كمؤخر صداق في رسم الزواج. ينجح الإتفاق، وتتم مراسيم الزواج «الأبيض»، ثم يصل الضحية إلى كورسيكا.
بعد أشهر يتعين على الضحية التقدم إلى السلطات الفرنسية من أجل تسوية وضعيته القانونية. هنا يتلاشى حلم الهجرة، وتبدأ متاعب من نوع آخر. يُرحل الضحية قسرا إلى المغرب، ثم يقوم الصهر بتطليق ابنته عن طريق القضاء الفرنسي دون علم الضحية أو رغبته في ذلك، ويطالب بتذييل الحكم بالصيغة التنفيذية أمام المحاكم المغربية مع أداء مؤخر الصداق الوهمي. لتكون المُحصلة سلبهم مبالغ مالية مهمة تتجاوز في بعض الأحيان الـ 12 مليون سنتيم!
العديد من ضحاياه، تقدموا بشكاوى ضده. أما الذين يفكرون في القصاص منه عن طريق القضاء فعددهم غير محصور. إحدى تلك الشكاوى، جعلته يُقتاد في حالة اعتقال من طرف عناصر الأمن  بمطار محمد الخامس إلى حيث مكتب وكيل الملك بالبيضاء. أُخلي سبيله بعد حفظ الشكاية، بداعي تقادم الفعل الجُرمي. اليوم ينتظر بعض ضحاياه تحريك المتابعة القضائية في حقه، بسبب عمليات نصب جديدة منسوبة إليه.

محمد كريم كفال

مشاركة