الرئيسية مجتمع رمضان والتراويح.. حجز للصفوف الأمامية وتخطي للرقاب وتشويش على الأئمة

رمضان والتراويح.. حجز للصفوف الأمامية وتخطي للرقاب وتشويش على الأئمة

كتبه كتب في 20 أبريل 2022 - 17:00

تشكل صلاة التراويح بمعظم المساجد في هذا الشهر الفضيل، فضاء دينيا لأداء الشعائر الدينية في جو من الخشوع والطمأنينة وتوفير الأمن الروحي والتعبدي، حيث تمتلئ المساجد والساحات والباحات عن آخرها، كما يسارع العديد من المصلين إلى اختيار أبرز الأصوات لمقرئين وحفظة لكتاب الله للصلاة ورائهم والسفر معهم إلى أجواء ربانية ملؤها الخشوع والتدبر في آياته.

لكن في المقابل، لاحت في الأفق بعض المظاهر التي من شأنها أن تؤثر على السير العادي داخل بيوت الرحمن وتربك أداء القيميين الدينيين الذين يجدون أنفسهم أمام وابل من الانتقاذات والنصائح الزائدة من قبل مصلين ورواد دائمين خاصة من أصحاب الصفوف الاولى، حيث يعمد البعض منهم على التمادي في انتقاذاته وهجومه الكلامي بطعم الغمز واللمز وجمع أكبر تحالف ضد إمام معين بداعي أنه أطال في القراءة، وعندما يستجيب لهم المسكين ( الإمام)، ترتفع أصوات أخرى مخالفة ” مال هذا الإمام مابقاش كيطول مالو وليقرا غير السور القصيرة…”، فيما ترتفع أصوات أخرى قائلة : “مالو نسى، مالو زاد ركعة، مالو زاد سجدة…” ضمن انتقاذات متواصلة تربك أحيانا حتى الإمام نفسه الذي يجد نفسه في موقف لايحسد عليه قد يشتت ذهنه أثناء تلاوته لكتاب الله أمام حشود المصلين…وإذا تكلم الإمام المسكين أو اشتكى، يتم تقديم شكوى في حقه او يتم ربط الاتصال الهاتفي ببعض مسؤوليه للنيل منه….رجاء ارحموا هذه الفئة من حفظة كتاب الله…

هي مشاهد لمايشبه صراعات خفية بين بعض المصلين سامحهم الله، في مواجهة بعض القيميين الدينيين خصوصا خلال هذا الشهر الفضيل الذي من المفروض أن يكون شهرا للرحمة والمغفرة والتآلف والتراحم والتعاون، بدل تتبع العثرات والسقوط في الهفوات من بني جلدتهم، حيث نجد أشخاص سامحهم الله لا يكلفون أنفسهم حتى مسك ولجم ألسنتهم عن التشويش والانتقاذات الفارغة في أمور هي بعيدة عنهم ولا دخل لهم بها ولا يحق لهم حتى تقييم أداء الأئمة مادامت هناك جهات رسمية هي التي تُعنى بالقطاع الديني وهي الكفيلة بتقييم عمل القيميين الدينيين.

بالإضافة إلى ماسبق، هناك ممارسات أخرى لبعض المصلين من قبيل تخطي الأعناق للوصول إلى الصفوف الأمامية وهم الذين لم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الحضور المبكر لحضور الصلاة، قبل أن يشرعوا في تخطي رقاب العباد ونفث غبار أحذيتهم على رؤوسهم، ناهيك أن البعض الآخر يحتكرون أماكن معينة ويحتجزونها مسبقا بالصفوف الأمامية وكأنهم صارت في ملكيتهم، فيما آخرون يجلبون الكراسي التي لم تعد مقتصرة على المسنين والمرضى، وإنما باتت “موضة” لمصلين تجدهم عوض الوقوف لصلاة التراويح يجلسون فيها للراحة والإستجمام رغم أنهم يتمتعون بصحة جيدة.

مشاهد أخرى مماثلة تعرفها مساجدنا في هذا الشهر الكريم، تلك المتعلقة بالنوم داخل المساجد، فما أن ينتهي الإمام من الصلاة وخاصة صلاة الظهر، حتى ترى حشود المصلين وهم يتسابقون لأخذ أماكنهم في آخر صف بالمسجد، بعيدين عن أعين الآخرين، فمنهم من يشرع في قراءة القرآن، ومنهم من يستلق على ظهره أو جانبا ليخلد للنوم، وكأن لسان حاله يردد (نم فالنوم في المساجد يجلب البركة واليمن والمغفرة) ضاربا بعرض الحائط الأهداف الروحانية التي من أجلها فرض الله علينا صوم هذا الشهر الفضيل، ومنهم من ينخرط في تبادل أطراف الحديث بأصوات مرتفعة.

ويرجع العديد من المصلين في هذا الشهر الكريم تنامي هذه الظاهرة إلى ما وصفوها بــــــ (قلة ما يدار)، لاسيما وأن العديد من الملتحقين الجدد بالمساجد هم زبناء رسميون للمقاهي الشعبية التي تغلق أبوابها نهارا خلال هذا الشهر الفضيل فما يكون أماهم سوى التوجه لأخذ قسط من الراحة بهذا الفضاء الرباني، ومنهم من ينخرط في نسج حواراته ودردشاته غير مبال بأولئك الذين يناجون ربهم من خلال قراءاتهم المتنوعة لكتابه العزيز.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *