الرئيسية حوارات ناشرو هذه الشرائط مجرمون وليسوا مرضى

ناشرو هذه الشرائط مجرمون وليسوا مرضى

كتبه كتب في 20 ديسمبر 2012 - 12:05

بين فينة وأخرى تظهر شرائط جنسية يتم تداولها على صفحات الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر بعض الأشخاص في وضعية حميمية، مما ينعكس على حياة الضحايا بطريقة سلبية قد تخرب حياتهم المستقبلية بأكملها، في الحوار التالي يقدم الطبيب والمحلل النفسي عبد الله زيوزيو الأسباب الحقيقية التي تدفع بعض الناس إلى نشر مثل هذه الشرائط الجنسية، وانعكاسات ذلك على حياة الضحايا.

ما هي الأسباب التي تدفع البعض إلى التلصص على الآخرين ونشر شرائط جنسية لهم على الأنترنت؟

انتشرت هذه الظاهرة كثيرا في الآونة الأخيرة، إما في شكل صور أو شرائط جنسية يتم نشرها في الأنترنت، وهناك الكثير من الدوافع التي تدفع الإنسان إما للتجسس أو نشر هذه الشرائط والصور، لكن الخطورة في نظري لا تكمن فقط في نشرها، وإنما تكمن في عملية المونتاج التي يتم القيام بها، حيث يتم إدخال صورة شخص ما لصورة في وضع حميمي، ووضع مخل دون أن يكون الأمر حقيقيا، والإشكال الذي يطرح في هذه الحالة هو كيفية إثبات هذا المونتاج، وما تحتاج إليه هذه العملية من وقت.

يمكن أن تكون هناك علاقة جنسية بين شخصين ويقوم أحدهما بتصوير هذه العلاقة دون علم الطرف الآخر من أجل ابتزازه، وهذا الأمر يمكن أن ينتج عنه مجموعة من الإشكاليات التي يمكن أن تحطم حياة بعض الأشخاص وتخلق متاعب كثيرة، لذلك يجب التعامل مع هذه الجرائم الجديدة بصرامة، وبالقانون لأنها تغري بعض المراهقين بالقيام بها في إطار المزاح دون إدراك مخاطرها ومخلفاتها على حياة الضحايا.

كما يمكن أن تكون للذين يصورون أو ينشرون هذه الشرائط استفادة مادية من خلال ابتزاز الضحايا، كما يمكن أن يكون القيام بهذا الأمر بدافع الانتقام، لذلك يجب أن يكون العقاب صارما حتى لا يعتبرها المراهقون نوعا من اللعب لأنها يمكن أن تنعكس سلبا على حياة الضحايا، وعلاقاتهم الاجتماعية.

ما هي تداعيات هذه الأشرطة والصور على حياة الضحايا؟

الأكيد أن هذا الأمر سيكون له انعكاسات سلبية كبيرة على حياة الضحايا، ويمكن الحديث هنا عن حالتين أساسيتين الأولى عندما تكون الضحية فعلا هي التي شاركت في العملية الجنسية وتم تصويرها ونشر صورها، فالانعكاسات تكون خطيرة على حياتها إذا كانت متزوجة أو من خلال ردة فعل أسرتها ومحيطها الاجتماعي معها، لكن الأخطر من ذلك هو عندما يتم إقحام صورتها في الصور في وضع مخل وحميمي، لأن الانعكاسات  تكون أكثر خطورة سواء على حياة الضحية أو على نفسيتها، لأن المشكل المطروح هو كيفية إثبات براءتها من ذلك الوضع ومن التهم الموجهة إليها، بالرغم من عدم وجود أي علاقة تربطها بتلك التهمة والإشاعة التي تروج عنها على صفحات الأنترنت.

هل يمكن اعتبار من يقومون بالتلصص على الناس وتصويرهم في أوضاع مخلة ونشر هذه الشرائط مرضى نفسيين يحتاجون للعلاج؟

لا يمكن الجزم أن هذه الفئة من الناس مرضى نفسيون، لأنهم يقومون بهذه الأفعال بنية إجرامية من أجل الابتزاز أو الانتقام، لذلك يمكن القول إنهم مجرمون وليسوا مرضى نفسيين، ومادامت هذه الأفعال الإجرامية تحدث في العالم الافتراضي فمازال لم يتم تقنين هذا الأمر وتشديد العقوبات على المجرمين.

عبد الله زيوزيو طبيب ومحلل نفسي

حاورته مجيدة أبوالخيرات

مشاركة