الرئيسية مجتمع “كروكوبارك” يجلب أكبر شجرة صبار

“كروكوبارك” يجلب أكبر شجرة صبار

كتبه كتب في 17 يونيو 2018 - 13:45

عم الهدوء حديقة التماسيح، وانتشرت مجموعة منها في المياه تخفي جزءا من رأسها، فيما ارتفعت أصوات بعض العصافير وصوت خرير المياه، فالحرارة وجو رمضان قاد مجموعة قليلة من الزوار إلى ولوج الحديقة عبر أنياب التسماح الذي يبتلع الزائر في أعماقه.

ربما في زيارة بمفردك لن تكتشف النباتات النادرة التي تنتشر بالحديقة ولكل منها مهمتها “الإيكولوجية”، لكن رفقة أحد المختصين في المجال “عبد العزيز” ستصبح الجولة أمتع وأفيد، منذ دخولك الحديقة عبر البوابة  الصغيرة، مرورا بمجموعة من الأشجار والنباتات التي لطفت الجو بشكلها الغريب، ووصولا إلى “صحراء الصباريات”.

صحراء الصباريات تستقبل الجد ” ترينكلي”

بمجرد ما أن يبتلعك التمساح عند مدخل الحديقة، تغوص في أعماقها، لتقودك رجلاك نحو بوابة زجاجية، مجاورة لكهف القراصنة، وتلج عالما من عوالم النباتات “الصباريات”، استقدمت غالبيتها من إفريقيا، من قبيل أنواع من “الألويفيرا”، أنواع من الكاكتوس، نخيل مدغشقر… لكن ما يسترعي انتباهك “جد الصباريات”، الذي فضلت إدارة الحديقة أن تحتفي بالذكرى الثالثة لإحداث الحديقة بشكل “مميز”، وقامت بغرسه السبت المنصرم، ليجلس على عرش “الصباريات.

“ترينكلي” أكبر صبار من نوع “باكيزيروس ترينكلي”، يبلغ وزنه 500 كلغ، علوه 19 متر، وقدر عمره بحوالي 30 سنة، من أصل أمريكي لاتيني خاصة المكسيك، غرس أسفل “ممر القردة”، وهو ينتج ثمارا حلوة المذاق، شبيهة ب “الهندية” أو الكرموس الهندي، ويمكنه أن يعيش أزيد من 5 قرون، مما جعله يستحق اسم “جد الصباريات”.

على الجانب المقابل، بدت حركة غير عادية، تتسلل بين الحجارة والصبار، لم تكن سوى “سحلية الإيغوانا” المستقدمة من مدغشقر، يشرح عبد العزيز بقبعته البيضاء التي تقيه من حرارة الجو. لم تلبث أخرى أن التحقت بها وتوجهتا في سباق مع الزمن لتصلا حيث يضع العامل المكلف بها، الأكل، قبل أن تختفي عن الأنظار بين مجموعة من الصباريات من أصل كناري أو مكسيكي (نبات الأكاف)، فيما توسطت المكان مجسمات من حجارة، وكرسي “كينكونغ” الخشبي.

سلاحف “السيلكاتا” الإفريقية “المعمرة”

في جانب آخر من صحراء الصباريات، انتشرت بعض السلاحف الضخمة، بخطواتها البطيئة، واتجهت نحو العشب الذي وضع لها، لتناول وجبتها، تتكئ على قوائمها الضخمة وتلوك العشب بتأن، قبل أن تعود إلى المغارات الحجرية التي تأويها.

سلحفاة “السيلكاتا” هي ثالث أكبر سلحفاة في العالم، تعيش في المناطق الساحلية الإفريقية بين مالي والسينغال، يتعدى وزنها 120 كلغ، ويزيد طولها عن متر، يمكنها أن تعيش 150 سنة، يصل طول الأنثى 60 سنتمتر وقد تزن 60 كلغ، فيما قد يبغ طول الذكر  80 سنتمترا ويفوق وزنه 109 كلغ.

أشجار آكلة للحشرات ونباتات تحقق التوازن البيئي

مكان آخر يميز الحديقة، مجموعة من الأشجار الغريبة الشكل، من قبيل آكلة الحشرات…شجرة غريبة ضمن النباتات التي تم جلبها من بلدان العالم، استقدمت من أستراليا، وتثير الانتباه إليها حيث تتدلى منها ثمار تفرز سائلا شبيه برائحة اللحم النتن، تستقطب إليها الحشرات وتقوم بهضمها، في الوقت الذي اعتدنا فيه أن الحشرات آكلة النباتات، نفس الأمر بالنسبة ل”نيبوتيس”….

عى امتداد خطوات عن آكلة الحشرات، تصادفك مساحات مائية عى سطحها نباتات شبه مائية “نينوفار، لوتيس” كروزيانا فيكتوريا”…نباتات تعمل على تحقيق التوازن الإيكولوجي وتصفية المياه التي تعيش بها التماسيح، منها ما عرف عند البوذيين كرمز للطهارة والروح، وغير بعيد عنها تسبح أكبر زنبقة في العالم…

بعبور البحيرة تصل المنطقة الاستوائية، عبر ممر ينتشر به شجيرات البردي التي صنع منها الفراعنة الورق، قصب الخيزران الأسيوي…قبل بلوغ كهف “القراصنة” ومختبر التماسيح.

ادريس أغوشاف أول تمساح ولد على أرض “سوس”

داخل المختبر، يركن “ادريس أغوشاف” وإخوته داخل إناء زجاجي، تم فيه توفير كل شروط الحياة لصغار التماسيح الذين تم رأوا الحياة على أرض سوس، وبلغ عددهم إلى حد الآن 50 تمساحا، كما وضعت مجموعة من بيض التماسيح في حرارة معينة وبشروط ملائمة لتفقيسها.

“ادريس أغوشاف” الذي يبلغ عمره الآن حوالي سنة ونصف، حمل اسما “سوسيا” تيمنا بمكان إقامة الحديقة على أرض سوس، بعد جلب الحديقة ل 300 تمساح من نوع “تمساح النيل”، في انتظار جلب إدارة الحديقة لتماسيح القاطوريات (ALLIGATOR) والتمساح السقساق ذو الأصل الهندي ( gavial).

 

أمينة المستاري

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *