رسائل قوية بعثتها ساكنة وزان التي زغردت نسائها ، وتبادل شبابها التهاني ، وتصالح شيوخها مع فضاء ملعبها البلدي ، وشاغب أطفالها شغبا ساحرا وجميلا في شوارعها ….كيف لا يفرحون وفريقهم الرياضي الفاقد لأسطورة حضوره في المشهد الكروي الوطني منذ تعرض زمن وزان الجميل للتحرش المفضي للاغتصاب التنموي ، يفتح لهم يوم السبت 22 أبريل ثقبا في جدار اليأس السميك الذي عزل أبناء وبنات دار الضمانة لعقود عن دائرة الحق في التمتع بالفرح المصادر منهم ……
انتصار فريق شباب أولييك وزان لكرة القدم المنتسب للقسم الشرفي ، ضد خصمه اتحاد شفشاون ، قبل مقابلة الحسم الذي ستقوده نتيجتها إن كانت إيجابية للتأهيل لإجراء مقابلة السد التي لا محالة ستجعل أهل وزان الذين تبادلوا التهاني وتعانقوا يوم السبت الأخير، يتابعونها من كل أرجاء الكون وأياديهم على قلوبهم ، والحماس الاستثنائي الذي عبرت عنه الأسر الوزانية ، وعكسته مواقع التواصل الاجتماعي ، بعث أكثر من رسالة لعل أقواها وأبلغها ، هو أن ساكنة دار الضمانة متعطشة للفرح الذي لم تدق طعمه لعقود ، والمرة الوحيدة بعد طي المغرب صفحة زمن الرصاص التي قدمت لها وصفة قد تفتح لها الطريق نحو الفرح ، كان هو برنامج التأهيل الذي حمله معه ملك البلاد في زيارته التاريخية للمدينة أواخر سنة 2006 ….لكن الحيثان الكبيرة التي تأخذ من الزوايا المعتمة بالمدينة منصات لها لمصادرة الحق في الفرح ، أجهزت على روح الزيارة الملكية ، وزجت بالساكنة من جديد في دائرة اليأس التي توسعت هذه المرة ….
رسالة يوم السبت حركت الكثير من المياه الراكدة …انتصار بسيط في مقابلة لكرة القدم بعد سنة حافلة من الحضور بإمكانيات جد متواضعة فتح قوس الأمل ، وأعاد السبر في أغوار مصالحة وزان التي توجد تحت عتبة صفر تنمية ، مع المشروع التنموي في كل مستوياته ومجالاته ، إلى النقاش العمومي …. رسالة لا تحتاج لمفتاح يفك طلاسمها ، مبتدأها قليل من جرعات الاهتمام تحقن بها شرايين المساحة المتنوعة الموارد للمدينة الواعدة ، فيأتي خبرها بالكثير من الفرح الذي يشحذ العزائم ، ويساهم في التعبئة الجماعية من أجل التأسيس للمدينة الوالجة للمواطنة الحقة …..فلا تسقطوا غصن الأمل من بين أيادي أهل دار الضمانة .
من الصدف الغريبة تزامن ترأس وزير الشباب والرياضة بصفته الحزبية أشغال الجلسة الافتتاحية لحزب الحمامة بمقر دار الشباب المسيرة ، مع إجراء مقابلة كرة القدم التي دارت أطوارها بالملعب البلدي وانتهت لصالح شباب أولمبيك وزان . لقاء سياسي اعترف فيه القيادي الحزبي / الوزير ، بالخصاص المهول الذي تعاني منه المدينة ، وعبر فيه عن عزمه أخد مطالب ساكنة وزان محمل الجد ، مؤكدا بأنه ينصب نفسه محاميا لها بمختلف المحافل الرسمية التي يتواجد بها . “الله يجعلنا نتيقو …..”
محمد حمضي
