الرئيسية مجتمع هل من مساهمة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزان في الإدماج الاجتماعي للسجناء ؟

هل من مساهمة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزان في الإدماج الاجتماعي للسجناء ؟

كتبه كتب في 29 يناير 2017 - 14:14

تستعد اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بوزان ، حسب ما حمله بلاغ أصدره عامل دار الضمانة في الأيام الأخيرة ، للشروع في استقبال المشاريع التي تقترحها الهيئات العاملة في مجال التنمية الاجتماعية .

وللتذكير فقط فإن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي سلخت من عمرها أزيد من عقد ، تشتغل على ثلاث محاور أساسية ، التي تتمثل أهم مرتكزاتها ، التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة والجماعات الترابية القروية الأشد خصاصا ، وتشجيع الأنشطة المدرة للدخل القار وخلق فرص الشغل ، والعمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعيات صعبة .

في سياق هذه المقاربة يندرج تطلع مواطنين ومواطنات من وزان سبق وحرموا من حريتهم بعد مخالفتهم للقواعد القانونية التي تحكم المجتمع ، إلى تفعيل الحق في إعادة إدماجهم في النسيج السوسيو- اقتصادي الذي تشكل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إحدى معابره الأساسية . خطوة يرى الكثير من المتدخلين  يوجدون في علاقة تماس بالمؤسسة السجنية ، بأنها ستساهم في انتشال السجناء السابقين من عالم الإقصاء الذي تكرسه نظرة المجتمع ، كما ستعمل على التخفيض بشكل كبير من حالات العود الذي تؤدي فاتورته الساكنة الشابة للسجن المحلي بوزان ، مما يعمق من معاناة هذه الأخيرة بسبب ما يحدثه من اكتضاض ، ويجسر التطبيع مع الانحراف . كما أن انخراط الآلية الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بوزان في هذا المسعى ، سيعطي معنى لشعار ” جعل السجن مدرسة للفرصة الثانية ” .

إن حمل اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بدار الضمانة بمعية شركاء آخرين ، لمشروع  إدماج السجناء الذي تدعمه بشكل كبير مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء ( أنشطة مدرة للدخل ، التشغيل الذاتي ، توفير التجهيزات ….) يعتبر مبادرة ذات حمولة اجتماعية ، وضخا لنفس  نفس قوي في روح مبادرات ملكية ذات الصلة ، سبق واستفاد منها سجناء سابقون مروا بسجون طنجة والدارالبيضاء و …… .

إن مسافة الألف ميل تبدأ بالخطوة الأولى ، لذلك إذا ما أنزلت اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية مشاريع مدرة للدخل لصالح هذه الفئة من المواطنين والمواطنات المفرج عنهم ، وإذا ما ساعدهم مركز الرعاية اللاحقة الذي يضطلع بمهمة المصاحبة الاجتماعية ، فإن ذلك سيضمن نجاح عملية إعادة إدماجهم  في المجتمع ، و سيشجع العديد من المؤسسات الخاصة فتح أبوابها أمامهم للاستفادة من مؤهلاتهم المهنية والحرفية التي صقلوها داخل المؤسسة السجنية ، كما أن عملية إدماج السجين في النسيج التنموي ستساعد المجتمع على تصحيح نظرته السلبية نحو هذه الفئة من المواطنين والمواطنات الذين لهذا السبب أو ذاك صودرت حريتهم لشهور وسنوات وربما لعقود  ، وسيظل السجن يحكم على السجناء  بشكل دائم إذا لم يتم الانتصار لمقاربة الإدماج الاجتماعي التي تشكل عماد الإستراتيجية المندمجة التي تشتغل عليها مؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء .

وزان : محمد حمضي

مشاركة