الرئيسية مجتمع نجوم ليلة القدر.. العيون الكوشي أو المقرئ الذي أبكى المصلين بصوته

نجوم ليلة القدر.. العيون الكوشي أو المقرئ الذي أبكى المصلين بصوته

كتبه كتب في 3 يوليو 2016 - 15:06

كأزهار عطرة جميلة الألوان طيبة الرحيق تناثرت في روضة ممتدة الأطراف تجذب النحل المشتاق للرحيق المختوم ، تلك هي الصورة التي تختزل التفاعل القوي بين الأصوات العذبة للمقرئين الشباب وعشاقهم من المقبلين على صلاة التراويح في ظل أجواء ربانية تشهدها مدينة الدار البيضاء بالمغرب في تراويح رمضان هذا العام.

قراء شباب يملئون سماء المدينة كل ليلة من ليالي الشهر الفضيل بتلاواتهم العطرة وأصواتهم الشجية التي يمتزج معها المصلون داخل المساجد وفي ساحاتها وأزقتها المجاورة؛ لتصبح صلوات التراويح حفلات فرح بالقرآن الكريم واحتفاء بكلام رب العالمين.

من بين هؤلاء القراء “نجوم” المساجد في رمضان البيضاء هذا العام نجد المقرئ العيون الكوشي الذي يعتبر من كبار القراء المغاربة للقرآن الكريم ، ولد العيون الكوشي بمدينة آسفي سنة 1967م و حفظ القرآن و عمره لا يتجاوز تسع سنوات ، تابع بعد ذلك دراسته بشعبة الآداب العصرية إلى أن نال شهادة البكالوريا و هو حاليا إمام مسجد “الأندلس” في حي أناسي بمدينة الدار البيضاء.

علاقته بمسجد الأندلس انطلقت منذ نعومة أظافره ، فقد ابتدأ مسار حفظ القرآن الكريم في سن أربع سنوات ونصف و أنم حقظه في سن التاسعة ، حفظ القرآن على يد أحد الشيوخ الذي هو صهره اليوم و الذي كان المشرف على تحفيظ القرآن بالمدرسة التابعة لمسجد الأندلس بحي أناسي.

كانت أول مشاركة للعيون الكوشي في مباراة وطنية سنة 1979 وأول مشاركة دولية كانت بالكويت سنة 1981 ثم بعد ذلك بالمملكة السعودية سنة 1986 وسنة 1990 بتونس في مباراة خاصة بالمغرب العربي و استطاع أن بتفوق في جميعها و يجذب اهتمام كبار المقرئين الذين تنبؤوا له بمستقبل زاهر.

مارس الإمامة في صلاة التراويح و هو لا يتعدى الثامنة عشر من عمره ، حيث ان إقليم آسفي لم يكن يتوفر أنذاك على قارئ للقرآن، فكان يحظى بدعوات في كل المناسبات المحلية ليفتتح الأنشطة، استمر هذا الحال إلى حدود 1985 حيث كان له موعد مع أول بادرة من طرف المسؤولين عن عمالة مدينة آسفي، والطلب كان هو إمامته لصلاة التراويح بالمسجد الأعظم للمدينة، وفي سنة 1992 اتصل به بعض الإخوة بمدينة الدار البيضاء وكانوا أصدقاء له تعرفوا عليه في بعض المناسبات، وتلبية لطلبهم بدأ إمامة الناس في صلاة التراويح بداية بمسجد ”الهدى” جميلة 7 بعمالة سيدي عثمان.

في البداية كان يتنقل لهذا الغرض لمدينة الدار البيضاء فقط خلال شهر رمضان ثم يعود لمكان إقامته بآسفي، وفي سنة 1996 جاءه طلب ثاني ملح بشدة للإمامة بمسجد ”السلام” بحي الأسرة بعين الشق وقضى به سنتين، ثم بعد ذلك جاء طلب من المركز الإسلامي بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك سنة 2000 ، ثم بمسجد ”آل سعود” بحي مبروكة سيدي عثمان، قبل أن تتم دعوته للإمامة بمسجد ”الخليل” ببروكسيل لمدة أربع سنوات قبل أن يستقر به المقام بمسجد الأندلس بحي أناسي.

هو إذن واحد من الأسماء التي استطاعت أن تحظى باهتمام و إعجاب أغلب المصلين الذين يشدون الرحال لمسجد الأندلس للصلاة خلف المقرئ العيون الكوشي ، صوت شجي و تلاوة متخشعة جعلت المسجد و منذ سنوات يستقطب الألاف من المصلين من البيضاء و باقي المدن المجاورة…

مشاركة