الرئيسية مجتمع الدراركة: قصة إيمان وأمين المحتجزين في غرفة ويقتاتان من مخلفاتهما

الدراركة: قصة إيمان وأمين المحتجزين في غرفة ويقتاتان من مخلفاتهما

كتبه كتب في 3 أبريل 2016 - 12:04
كانت ” قصعة كسكس” السبب وراء اكتشاف حالة طفلين يعيشان بحي إيكيدار بالدراركة. مأساة بكل المقاييس، اكتشف الحالة شاب في العشرينيات من عمره، من أبناء الحي وعضو بجمعية منار الخير بإنزكان، عندما طلبت منه والدته حمل ” الكصعة” في يوم صلاة الجمعة، لإطعام الطفلة إيمان البالغة أربع سنوات و أمين الذي لم يتجاوز عمره 6 سنوات ويعاني إعاقة ذهنية وجسدية.
ذهل الشاب عند بلوغه الغرفة التي يعيش فيها إيمان وأمين، ولم يصدق عينيه لمنظر تشمئز منه القلوب، غرفة تنبعث منها روائح كريهة لمخلفات الطفلين من غائط وبول…ألبسة مرمية متسخة، حائط وشم بأصابع الطفلين اللذين اضطرا لأكل فضلاتهما في غياب الأم التي تغيب لأيام وتغلق عليهما باب الغرفة.
الغرفة حيث كانا يعيشان
الغرفة حيث كانا يعيشان
لم يتمالك الشاب نفسه، ونظر مليا للطفلين نظرة شفقة وألم، قام على إثرها بأخذ صور لهما وفيديو، وحرص على أن يأكل أيمن وشقيقته الكسكس، وانصرف مهرولا لإخبار الجيران وقبل ذلك رئيسة جمعية منار الخير حسناء التوامة.
تفيد معلومات استقتها الجريدة24 أن أم الطفلين أرملة تهيم على وجهها لأيام، وآخر مرة زارتهما كانت منذ حوالي 12 يوما دون أن تعرف مصير طفليها، تارة إياهما بين جدران غرفة تنبعث منها روائح نتنة، ولا تعود إلا لرؤيتهما لمهلة قبل أن تغادر مرة أخرى، حيث تتعاطى المخدرات والخمر والفساد.
الجيران وبعض الفاعلين الجمعويين لم يتدخلوا لإخراج الطفلين الذين يعيشان في غرفة من بين مجموعة من الغرف ببيت للكراء، ولم يتجرأ أي كان من إخراجهما بسبب الخوف وانتظار تدخل النيابة العامة.
بمجرد إخبار الشاب لرئيسة الجمعية انتقلت إلى عين المكان، وتأسفت لعدم تدخل أي جهة منذ 10 أيام، كما عاين مجموعة من الفاعلين الجمعويين الحالة، لكن وحسب مصادر الجريدة لم يتم تحريك المسطرة إلا بعد تدخلات من طرف عبد الله بوبكري رئيس جمعية النجاح للتنمية والتضامن ورئيسة جمعية ” نحمي شرف ولدي”، اللذين قاما بإخبار آية الله، نائب الوكيل العام للملك باستينافية أكادير مباشرة، والذي أصدر أمره إلى الدرك الملكي بالدراركة للتدخل ومعاينة حالة الطفلين، وتم الاعتناء بهما وحلاقة شعرهما، حيث بلغ طول شعر الطفل حوالي 10 سنتيمترات، وتفيد مصادر الجريدة أن الطفلين يعانيان من انتفاخ ببعض أنحاء جسدهما بسبب البرد، وقد تم نقلهما بعد تنظيفهما إلى إحدى مركز حماية الطفولة بأكادير.
أمينة المستاري
ج24
 

مشاركة