الرئيسية حوارات حوار: مليكة مزان… أحببت عصيد لكنه رغب في استغلالي جنسيا وعندما رفضت…

حوار: مليكة مزان… أحببت عصيد لكنه رغب في استغلالي جنسيا وعندما رفضت…

كتبه كتب في 30 ديسمبر 2014 - 13:08

قبل أيام نشرت مليكة مزان، الشاعرة الأمازيغية، على صفحتها في العالم الافتراضي «الفايسبوك»، عقد نكاح تقول من خلاله إن الناشط الأمازيغي أحمد عصيد كان متزوجا بها عرفيا، وأن علاقة عشق جمعت بينهما لما يزيد عن الثلاث سنوات. السبب الذي دفعها إلى الكشف عن أسرار حميمية جمعت بينهما، حسب الشاعرة، هو الهجوم الشرس الذي تتلقاه من المجتمع والنظر إليها كامرأة ظالمة كانت ترغب في تدمير أسرة، إلى جانب تخلي عصيد عن صداقتها ونعته لها بالمجنونة.
في هذا الحوار قررت مليكة مزان تكسير حاجز الصمت والكشف عن الوجه الحقيقي للعلاقة التي جمعت بينها وبين عصيد، والحكي عن قصة العشق الممنوع التي ابتدأت بحب وانتهت بحرب… لنتابع.

  • مليكة مزان، نشرت قبل يومين عقدا عرفيا على صفحتك في الفايسبوك، وقلت إن عصيد تزوج بك تحت رعاية الإله ياكوش رب الأمازيغ، ما حقيقة هذا العقد؟

القصة كانت مزحة في بداية الأمر. منذ ثلاث سنوات كنت أنا وهو نتبادل أطراف الحديث بمقهى، وقال لي عصيد بالحرف أنت إنسانة رائعة وتهتمين بي، قلت له للأسف أنت متزوج، لو التقينا في زمن آخر لأكملنا حياتنا مجتمعين أما الآن فلا مستقبل لعلاقتنا ومن الأحسن أن نفترق. فقال لي ضاحكا، إذا كنت تريدين عقد نكاح فقط فأنا سأكتبه لك الآن، وعلى سبيل المزاح حمل ورقة وقلما وكتب ما جاء في العقد وكتب رقم بطاقته الوطنية وكذلك توقيعه الخاص، لكنني أبيت أن أوقع على العقد لأنني لم أكن موافقة على الزواج.

  • ما دواعي نشر العقد في هذا الوقت بالضبط؟

اكتشفت أنني متهمة أمام الكل، في الوقت الذي يسعى فيه أحمد عصيد باستمرار إلى أن يؤمن به العالم أجمع على أنه الضحية وأنه ذاك المفكر العقلاني والناشط الحقوقي والمثقف الإنساني. فقد بدا بكل وضوح أنه في الواقع لا يعكس سوى حقيقة العقل الأمازيغي الذكوري في مجمله، فإذا كانت المرأة الأمازيغية تصر على أن تبقى تلك المرأة الحكيمة والمناضلة كما عرفها تاريخ الأمازيغ فإن أحمد عصيد يصر دائما على أن يجعل منها مجرد دمية لمتعته الجنسية، وهو ما رفضته باستمرار في علاقتي معه، مما أغضبه وشرع في الإدلاء بتصريحات لمحيطه العائلي والمهني يصفني فيها بالحمق والجنون حتى يبرئ نفسه من كل تحرش له بي، فكان ردي الفاضح لحقيقته تلك كما صرتم تعلمون.

  • ما قصتك مع الناشط الأمازيغي عصيد؟ ارويها لنا على مهل وبتدقيق.

البداية كانت طبيعية جدا، هو كان شاعرا وفيلسوفا مرموقا وأنا كنت شاعرة في بداية مشوارها، الهم الأمازيغي وحده كان يجمعنا. كنا نلتقي بشكل مستمر وكنت أنذاك قد عدت للتو من سويسرا وأبحث عن شاعر أمازيغي يساعدني على إخراج المولود الجديد الذي هو ديواني شعري إلى الوجود. كنا نلتقي أيضا في الندوات وبعدها أصبحنا نضرب مواعد في المقاهي. نشرت الكتاب وهو من كتب تقديمه وبعدها استمرت صداقتنا التي توثقها القضية الأمازيغية لمدة طويلة. وهنا سننحرف عن الطريق الصحيح، إذا سيبدأ عصيد بالنظر إلي كامرأة وليس كصديقة، لم ير حرجا في التعبير عن إعجابه بي وبجمالي فكان كل مرة يذكرني بأنه معجب بي كجسد وكجمال وليس فقط كشاعرة وكاتبة وحاملة للهم الأمازيغي. وهنا ستعرف القصة منحى آخر.

  • وما هو هذا المنحى؟

بيتي قرب المعهد الأمازيغي، وكنت أستغل ذلك من أجل زيارة المعهد والتعلم من الأطر العاملين فيه ومناقشة القضية الأمازيغية وهمومها، هنا توطدت علاقتي بعصيد أكثر فأكثر، هذا الشيء انعكس سلبيا على علاقتي بزوجي، هذا الأخير كان يغار من إعجابي بعصيد واحترامي له وكان دائما يشك في أن هناك علاقة بيني وبينه، كان يعنفني بشدة.. يضربني ويقسو علي ويرعبني في حين أنني كنت دائما أصون شرفه وأحرص أن لا تتعدى العلاقة التي جمعتني بالناشط الأمازيغي الصداقة بالرغم من إغرائه.

  • ذكرت كلمة «إغراء»، كيف كان يغريك عصيد؟

كان دائما «يزن» في أذني بالكلام المعسول وبأني لا أستحق المعاملة التي أتلقاها من زوجي، وأنني يجب أن أثور على الواقع الذي أعيش فيه ويجب أن أحصل على حريتي، لكن صراحة لم أكن أبالي بما يقوله عصيد لي. كانت لدي رغبة جدية في الحفاظ على بيتي وأسرتي لأنني فعلا كنت أحب زوجي رغم تعنيفه لي وغيرته المجنونة من عصيد. كان همي الوحيد هو أن أضمن حياة مستقرة لأطفالي مع الحفاظ على كياني كامرأة أمازيغية شاعرة ومناضلة مستقلة ولها أصدقاء ذكور. زوجي لم يتقبل ذلك وقرر أن ينفصل عني وأن يطعنني بخنجر وهذا الخنجر هو الذي جعل قصة الحب تبتدئ.

  • ما قصة «الخنجر» والحب الممنوع مع عصيد؟

(ضاحكة) اكتشفت أن زوجي كان يخونني مع امرأة لطالما دخلت بيتي. طلقني وتزوج بها، أحسست بالغدر وقلت في نفسي أنا التي لطالما صنت عرضه وحرصت على حماية شرفه ولم أخضع لإغراء عصيد وإعجابه بي، أتلقى هذا الغدر، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ آنذاك قررت الهجرة لفترة إلى المهجر وبعد العودة التقيت به وهنا حدث ما حدث ووقعت الفأس في الرأس.

  • وماذا حدث بعد ذلك؟

تطلقت وأصبحنا عشيقين بعدما كنا صديقين، نلتقي كل صباح ومساء، يكتب لي الشعر وأكتبه له، يتحرش بي وبجسدي وبجمالي وكنت أستجيب له لأنني كنت منهارة وللتو خرجت من علاقة زوجية فاشلة. بحثت في حضنه عن الحنان والأمان فوجدته، كان يربت على رأسي مثل طفلة ويعرف بمكر كيف يستميلني ويستغل ضعفي. كتب لي الرسالة الأولى وهي التي نشرت على صفحتي في «الفايسبوك». ما أريد التأكيد عليه هو أنني كنت ضحية عقلية ذكورية من طرف زوجي وكذا من طرف صديقي أحمد عصيد.

  • وكيف تحولت العلاقة من صداقة إلى عشق؟

ذات يوم وعصيد عائد من قناة معروفة، اتصل بي وعبر لي عن رغبته في زيارتي فرحبت بالأمر، التقينا أمام بيتي وحكيت له عن معاناتي مع زوجي وما حدث لي في المهجر، قال لي لا تهتمي بالموضوع وحاولي الخروج من الحالة التي تعيشين فيها.
بعدها رحل وأصبحنا نلتقي بشكل يومي وكنت أنا أيضا أستجيب لذلك لأنني كنت أعيش الفراغ، غير أن عصيد استغل الفرصة وكانت له أطماع جسدية وجنسية في حين أنني كنت أبحث فقط عن الحماية. أنا كنت ضعيفة وأحتاج لرجل يكون جنبي، وبالفعل كنت عندما أمرض أجده أمامي يحملني إلى المستشفى ويخاف علي، وهنا بدأت أتعلق به وأحبه وبدأت قصة الحب التي سرعان ما تحولت إلى حرب.

  • لماذا انقلب السحر على الساحر وتحول الحب إلى حرب؟

توصلت إلى أن الفيلسوف الأمازيغي والشاعر عصيد لم يحبني كما كان يدعي، وإنما رغب في استغلالي جنسيا، وعندما اكتشفت الأمر، جلست مع نفسي وقررت أن أقطع علاقتي به نهائيا، قلت له لا أرضى بأنصاف الرجال إما لي وحدي أو ليس لي. ثم أكدت له «لن أكرر الخطأ الذي ارتكبته زوجة طليقي ولن أخطف رجلا ليس لي، لك زوجة وأطفال وكفانا من هذا الجنون».

  • وما الذي جرى بعدها؟

حاولت أن أمنع هذا العشق، رغم أنني كنت أعشق في عصيد ذلك الرجل المثقف الفيلسوف الشاعر والإنسان المرح صاحب النكتة والقلب الطيب، لكنني كنت أكره فيه الأنانية والجانب الذكوري والطمع في جسد المرأة والذي لا يجعله متميزا عن الرجال الآخرين.

  • إذًا تجاهل عصيد لك دفعك للانتقام، أليس كذلك؟

نعم قررت أن أشن حربا عليه وأن أفضح وجهه البشع، لأنني لم أفهم ماذا حدث له، رفضي لعلاقة جنسية لا يعني بالضرورة أنني لا أرغب فيه كصديق. مرارا وتكرارا حاولت أن أشرح له ذلك لكنه كان يقطع خط الحوار بيننا ويرفض أن يسمع ما أقوله. في المقابل كنت أتحمل الكثير من الإهانات والشتائم وأصبر وأضحي وأصمت، وبدوت للمجتمع فقط تلك المرأة التي لا أخلاق لها ولا ضمير، أضحوا يصورونني على أنني «خطافة الرجال»، ويروجون عني بأني أتحرش بأحمد عصيد. لا.. هو من كان يتحرش بي. ويتهمونني بأني أسعى إلى خراب بيت وأسرة وأجرح مشاعر زوجة وأم وأطفال، ومن أجل كل هذه الأسباب أقدمت على نشر عقد النكاح.

  • هل أثرت قصتك مع عصيد على حياتك الشخصية؟

نعم، أكيد.. أصبحت أتلقى مجموعة من التهديدات، وأعيش في رعب، أشعر أن الكل ضدي والكل يريد محاكمتي، في حين أنني أنا المظلومة، أين ما حللت في الأنترنيت أجد صفات ضدي تدينني وتصفني بالأوصاف الدنيئة وتصورني على أنني عاهرة. في بعض الأحيان يصل بهم الأمر إلى تحليل قتلي، ماذا عساي أن أقول؟ الحقيقة ستظهر في النهاية.

مريم بوزعشان

مشاركة