الرئيسية اراء ومواقف بذور الصبار​” الثمار الذهبية”

بذور الصبار​” الثمار الذهبية”

كتبه كتب في 3 سبتمبر 2014 - 11:11
جرت العادة أن تخضع بعض الأمور المتعلقة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والجماعات لضوابط خاصة تفرزها إرادة الإنسان وطبيعته تحت تأطير قوانين وتقاليد وأعراف غير بعيد عن المنطق والعقل لكن بين الحين والأخر تتجاوز نفس الأمور حدود المعايير و المقاييس المألوفة فتعرقل  بديهية الأحداث و مسار ها ويحل بسبب ذلك الإبهام إما على المعني بالأمر أو على غير المعني أو عليهما معا وتتوسع دائرة الاستفهام والحيرة لديهما… وأنا كبعض أفراد هذا المجتمع أعلم القليل،لكن لسوء الحظ لا أ فهم الكثيرꜝꜝ .. تناقضات شتى تلف  جوانب كثيرة من المجتمع أشبه ما تكون في تباينها واختلافها ببذور الصبار..
وفي هذه المحاولة  التي ارتأيت أن أسميها “بذور الصبار” سأحاول طرح أول موضوع تحت عنوان ” الثمار الذهبية”                                                                                       أعلم كما يعلم الجميع بأن جل المناطق المغربية عنت كثيرا في الآونة الأخيرة معانة  كبيرة من الجفاف ومخلفاته ،وأدرك فوق ذلك كله أن الأمر يزداد حد٘ة في بعض المناطق النائية التي من شأنها خلق ثروتها من العدم بحيث تحاول إلى جانب مداخل مهاجرها من داخل البلاد وخارجه الحفاظ على بعض منتجاتها  الغابوية النادرة التي من طبعها تحمل قسوة الظروف المناخية والطبيعية حتى تبيع فائضها بعد الاكتفاء الذاتي في الأسواق المحلية وتتزود بما تحتاجه من المستلزمات الضرورية للعيش الكريم…لكن الشيء الذي لا أفهمه وأستوعبه هو كيف أن قطعانا من الإبل والماشية تعبر الأراضي  في أواسط الليل أو في عز النهار وتأتي على المنتجات بحذافيرها بحيث يستيقظ الناس في اليوم الموالي ولا يجدون سوى قاذورات الإبل التي أضيفت لها مؤخرا قاذورات الخنازير البرية التي غزت بعض المناطق وأصبحت تنافس الناس ليس في المأكل فحسب بل في المسكن أيضا(اذ تسكن مساكنها القديمة ) … فيغضب المساكين ويثورون ثم شيئا فشيئا يهدؤون وينكمشون لأنهم يدركون أن لا جدوى من الغضب الذي أعيا عليهم أمره وأصبحوا يعتبرون الأمر قدرا محتوما …بربكم ألم تأكل القطعان أحلام الفقراء بعد أن أكلت ثمارهم الذهبية التي انتظروا نضجها بفارغ صبر ، واستودعوا فيها كل ألآمهم وآمالهمꜝꜝ لكن ومهما يكن من أمر فالراعي يبقى أخ الفلاح والخلاف لا يفسد للود قضية …ومن حق الراعي أن يرعى في بلاده (لكن في الأماكن المخصصة لذلك )، ومن حق الفقير أن يحلم بثماره الذهبية في أرضه ومن واجبهما هما الاثنان أن يتعايشا بسلام على أرض السلام كما كان عليه الحال مند أقدم العصور.
بقلم : نزهة العمراني
مشاركة