الرئيسية مجتمع صرخة شيخ على وشك أن ينخره الدود وهو حي !

صرخة شيخ على وشك أن ينخره الدود وهو حي !

كتبه كتب في 17 يوليو 2014 - 02:51

عبد القادر البصراوي، أو “عمي عبد القادر” كما يحب أن يناديه سكان حي بوهديلة ببركان، الرجل الطاعن في السن (87 سنة)، لم يعد يظهر كما في السابق ، الجميع كان يعرف بمرضه الذي كان يقعده على كرسي متحرك يوما بعد أخر، لكن لم يتوقعوا أن المرض سينال منه إلى هذه الدرجة، ويلزمه الفراش انتظارا للموت!

 “عمي عبد القادر” أصيب منذ سنوات “بالروماتيزم”، قصد الأطباء بمدينة بركان يطلب العلاج، لكن حالته كانت تزداد سوءا يوما بعد أخر، وحتى عندما سعى إلى طلب العلاج خارج المدينة لم تكن الامكانيات المادية تسعفه فاستسلم للأمر الواقع، كان في بداية مرضه يستعين بعكاز واحد ثم بعما اشتد أضاف عكازا أخر، الى أن أصبح لا يقوى حتى على الاستناد على عكازيه ليتنقل بين أرجاء بيته القصديري بحي بوهديلة أحد أكبر الأحياء الشعبية بعاصمة البرتقال.

 بعدما فشل العكازان في مساعدته على حمل جسده النحيف، استعان بشكل اضطراري بكرسي متحرك تبرع عليه به بعض المحسنين من أبناء المدينة، هذا الكرسي بعث فيه قليلا من الأمل، بواسطته ينقله ابنه بين أرجاء الحي ولقضاء أغراضه،  لكن المرض كان يشتد أكثر فأكثر “والروماتيزم اللعين” أقسم على أن يسقطه أرضا فلا حركة بعد ذلك، وكان للسقم مراده منذ سنتين ونصف، حيث عجز عمي عبد القادر عن الحركة نهائيا فهيأت له ابنته بالتبني فراشا متواضعا جدا دس فيه جسده منذ ذلك الحين.

 الأرض تقتلنا!

 على هذه الأرض الصلبة ظل “العم عبد القادر” يتقلب من منذ سنتيم ونصف، وهو يتألم ومنذ 4 أشهر من الأن تفاقمت حالته الصحية “منذ أشهر وبسبب أنه أمضى وقتا طويلا على هذا الفراش بدأت تظهر عليه جروح غائرة، وتعفنات في مختلف أنحاء جسده” يقول إبنه قبل أن يضيف “الأطباء أكدوا لي بأن هذه التعفونات والجروح هي بسبب مكوثه مدة طويلة على هذا الفراش دون أن يبرحه، كيف ذلك وأبي معدم الأن ولا يستطيع حتى الكلام بالكاد يقلب عينيه في أرجاء الغرفة التي اتخذها مأوى”.

 منذ أسبوع من الأن توجس الإبن خيفة من أن يزداد جلد أبيه تعفنا وينهشه الدود وهو حي، فلجأ في محاولة يائسة إلى المستشفى الإقليمي الدراق علّه يظفر لواده بفرصة علاج بين عشرات المرضى الذين يتوافدون على هذا المستشفى الذي أثار جدلا كبيرا بسبب ما قالت عنه عدة جمعيات “خدمات رديئة”، بعد المحاولة تمكن الابن من ايجاد سرير للأب بقسم المستعجلات، مكث هناك 5 أيام دون أن يحال على أي قسم متخصص، بعد انقضاء خمسة أيام أخبر الابن بضرورة نقله إلى المستشفى الجهوي “الفارابي” أو العودة به إلى المنزل!

 الابن يؤكد بأن مرض الأب يحتاج إلى عناية فائقة، وأكثر من ذلك إلى إمكانيات كبيرة فلا هو ظفر بالعناية المطلوبة في مستشفيات الوطن، ولا الوطن منح “عمي عبد القادر” وابناءه فرصة لحيازة بعض المال لأيام الشدة، حتى دكانه المتواضع الذي كان يملكه بنفس البيت القصديري اختفى بعد مرضه ولم يعد له وجود، وابنه يعمل مياوما بالكاد يتحصل في اليوم على أجرة يسد بها رمقه هو وشقيقته بالتبني.

 العلاج الأن!

 بعدما بلغ إلى علمهم بأن حالة البصراوي تتجه إلى الأسوأ انتقل الناشط الجمعوي عزيز حجي بمعية أخرين إلى منزله، هناك اطلع الجميع على الحالة الصحية المزرية للمريض، كان ذلك قبل 3 أيام فقط، عزم الجميع على مساعدته في هذا الشهر الذي تكثر فيه أعمال الخير، عزيز أجرى اتصالات مكثفة مع فاعلين جمعويين أخرين كللت أول أمس بالحصول على سرير طبي “الإشكال الذي نواجهه الأن هو أن السرير الطبي الذي حصل عليه المريض من جمعية صناع البسمة يعمل بالطاقة الكهربائية، ومنزل عمي عبد القادر المتواضع لا ماء فيه ولا كهرباء ولا واد حار، ونسعى الأن إلى ربطه بالكهرباء انطلاقا من منازل الجيران الذين أبدوا استعدادهم لتزويده بالكهرباء ليتمكن من استخدام سريره الجديد” يقول عزيز حجي.

 بالنسبة لعزيز وباقي الجمعويين الذين أخذوا على عاتقهم توفير العلاج أكدوا بأن خطوة توفير السرير المذكور هي خطوة تنتظرها خطوات أخرى لتوفير العلاج للمريض، عبر الاتصال بالجهات المسؤولة عن قطاع الصحة لحثها على توفير العلاج المناسب، بالرغم من تأكيد حجي أن شروط العلاج بمستشفى الدراق هي ضعيفة جدا “سبق لنا أن نفذنا عدة احتجاجات أمام هذا المستشفى، احتجاجا على الإهمال” يقول نفس المتحدث.

عبد المجيد أمياي

 

مشاركة