مسجد، وزرابي مفروشة، ومنبر خطيب، وفتيان.. طاهرون كاللؤلؤ والمرجان، وفتيات.. متحجبات كالياقوتات، بأصوات العندليب، مع التجويد بالأحكام والبيان، والقراءة المصوغة حسب ورش عن نافع، والمنافسة إلى الرضوان تتدافع، وقرآن يتلى ويصدع بالحق، أصوات الصدق على القناة الثانية تليها “دور بيها يا الشيباني دور بيها”..
رجل يحرك خصره ويرقص حزامه، وحوله ممثلات.. متبرجات، بفساتين قصيرة وتنانير مثيرة وشعور تتبعثر وأجساد تتمايل على أنغام “الشعبي” الوقح، في بداية ووسط ونهاية المسلسلات، سيناريوهات بالية، وأحداث واهية، وسفاهة، وتفاهة، وتدني المستوى إلى القبح، فظاظة وبلادة، في ما يسمى ب”السيتكومات” تليها سهرة غنائية للأمداح النبوية..
مقدمة باهية بالتكشيطة والمشيطة والخواتم والسلاسل والتيجان تبرق كنجمة تاريخية، جالسة جلسة ملكية على كرسي خشبي منحوث نحث تقليديا بديعا، وراءها الفسيفساء وأمامها ما لذ وطاب من شاي بنعناع وحلويات مغربية أصيلة، يحيطها من كل جانب عازف بين الدف والطبل والمزمار والكمان والألحان يردفها الغناء.. ياليل يا عين على الحبيب محمد يغرد المطرب الخاشع، وبعد محمد يمدح سكان المغرب النافع..
وكأننا في زمن الأندلس حيث أحدث الناس البدع فصدقوها وتديونوها وآمنوا بأنها قربات يليها فيلم “الخمرجي والعاريات” ثم تلاوة من القرآن ثم استجواب مع فنان، دوزيم حماقت يا ڭدعان!
إنه ليس فصل الدين عن الحياة، إنه الخلط والحمق والجنون اجتمع في قناة! ولا أستعجب ولا أستغرب أن تخلف فئة سكيزوفرينية الفكر والسلوكيات! برلمان رمضان بريئ مما تبثه قناة دوزيم!
