أدت الأشغال التي تباشرها إحدى شركات الأشغال العمومية إلى قطع جميع المسالك التي تربط خمسة دواوير بالطريق التي يتم شقها بجبال الجماعة القروية تكوكة التابعة إداريا لدائرة أولاد برحيل، مما حكم على هذه الدواوير بالعزلة كما تم تدمير بعض السواقي دون العمل على تعويضها.
وذكرت مصادر من عين المكان أن الشركة تلجأ إلى إغلاق الطريق من السابعة صباحا إلى حدود الخامسة مساء حيث وضعت لوحة تحمل ذلك، وهو ما يضطر سائقي سيارات النقل المستعملة في المنطقة إلى انتظار أوقات طويلة قصد السماح لهم بالمرور، كما أن ذلك يشكل عائقا في وجه سيارة الإسعاف الوحيدة المتواجدة في المنطقة، خاصة مع بداية موسم ارتفاع الحرارة وتنامي ظاهرة تعرض الساكنة للسعات الأفاعي والعقارب.
وتظهر مجموعة من الصور التي حصلت عليها «المساء» تعرض مجموعة من أشجار الأركان للاجتثاث بسبب أعمال الجرف التي تقوم بها الشركة المعنية والأحجار الكبيرة التي تتم دحرجتها من الطريق نحو الوديان المجاورة. وذكر شهود عيان أن بعض أشجار الزيتون واللوز لم تسلم من التدمير، مما كبد الفلاحين بالمنطقة خسائر فادحة خاصة أن أغلبية الزراعات ذات طابع معيشي. وتفيد بعض المعطيات التقنية أن هذه الطريق تربط بين تالكجونت وتيكوكة على مسافة طولها 26 كلم، حيث خصص لها غلاف مالي يقدر بمليارين و600 مليون سنتيم في إطار البرنامج الوطني الثاني للطرق. وفي السياق ذاته، أكدت بعض الفعاليات الجمعوية التي زارت المنطقة من أجل تقييم الأضرار التي لحقت بالساكنة أن حالة من الاحتقان تسود المنطقة، خاصة أمام تمادي الشركة المعنية في تجاهل مطالب الساكنة بوقف عملية تدمير الأشجار، خاصة تلك التي لا يقتضي شق الطريق اقتلاعها بل يتم تدميرها بأطنان الأحجار التي يتم إلقاؤها وسط الوديان، وطالبت الفعاليات ذاتها بضرورة إيفاد لجنة للتحقيق في ما يجري بالمنطقة وكذا تحديد المسؤوليات والنظر في مدى صحة ادعاءات الساكنة المحتجة وحقيقة الأضرار التي لحقت بهم.
محفوظ آيت صالح
