الرئيسية مجتمع يوتوب رائد الفضائح…سلاحه الصوت والصورة وقلدته مواقع أخرى لعبت دورا في توسيع دائرة الفضائح والانتقام والابتزاز

يوتوب رائد الفضائح…سلاحه الصوت والصورة وقلدته مواقع أخرى لعبت دورا في توسيع دائرة الفضائح والانتقام والابتزاز

كتبه كتب في 29 أبريل 2013 - 11:55

سنة 2007 يتذكرها كثيرون بأنها السنة التي أثار فيها شخص “مجهول” ضجة واسعة. الضجة أثارها رجل كانت له الجرأة الكافية ليوثق بالصوت والصورة ممارسات غير أخلاقية لعناصر من الدرك الملكي بمنطقة تارجيست التابعة لإقليم الحسيمة.

المثير لم يكن تلقي عناصر الدرك رشاو، وهو أمر شائع، بل لأن الوسيلة التي استخدمت في كشف هذه الفضيحة لم تكن عادية. الشخص “المجهول” تجاوز الأساليب التقليدية، المتمثلة في توجيه شكايات إلى كل الجهات المختصة، إلى تكنولوجيا حديثة لا تفوت حركة ولا سكنة في ما تلتقطه. كانت وسيلة الشخص “المجهول” هي “تلفزيون العموم”، كما صار “يوتيوب” يلقب بعد ذلك.
هذا الموقع الرائد في ما سيعرف لاحقا بشبكات مواقع التواصل الاجتماعي كان صلة الوصل بين قناص تارجيست وجمهور عريض كان يتشوق إلى متابعة فضائح من حجم فضيحة ارتشاء عناصر درك تجد طريقها إلى الملأ.
هذا الشخص المجهول، الذي قرر أن يكشف عن هويته مطلع السنة الجارية في حوار نشرته مجلة هيسبريس، اسمه منير أكزناي، وهو من حول استخدام الأنترنت ويوتيوب عموما من وسائل للتسلية والترفيه، إلى وسائل للقيام بدور مواطن في فضح مجموعة من الظواهر والسلوكات غير الأخلاقية وغير القانونية، مثل الارتشاء والابتزاز بغرض الارتشاء، أو اعتداء عناصر شرطة على مواطن في زقاق أو خلال مسيرة أو مظاهرة…
موقع اليوتيوب الذي كان في المغرب ملاذا للاستمتاع بمقاطع فيديو موسيقية أو متابعة حلقات مسلسل معين أو مشاهدة فيلم ما، بدأ تدريجيا يميل نحو نشر غسيل عدد من الفضائح، بل إن البعض تطرف في استخدامه وحوله إلى وسيلة للفضح والتشهير والقذف بغرض الانتقام، كما يحدث في نشر مقاطع فيديو تصور مغامرات جنسية فاضحة، أو الابتزاز من أجل الحصول على مقابل، إما مادي أو غيره. فضائح تورط فيها أناس عاديون (فضيحة عرس الشواذ بالقصر الكبير)، كما شخصيات عمومية (رؤساء مجالس بلديات، نواب برلمانيون، وزراء وأبناؤهم …).
يوتيوب ابتكار أمريكي خالص. خرج إلى حيز الوجود في فبراير 2005، لكنه لم يكد يكمل عامه الأول حتى تحول إلى أكبر موقع لتبادل مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت. شهرته طبقت الآفاق ودفعت شركة غوغل إلى تقديم عرض أسال لعاب مالكيه. غوغل قدمت مليارا و650 مليون دولار لشراء هذا، الذي لم يكن يتعدى زوراه أنذاك بضع مئات من الملايين. الصفقة اعتبرت حينها واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ الإنترنت.
وإلى جانب يوتيوب كانت هناك مواقع أخرى، مثل “مايسبيس”، وهو أيضا موقع اجتماعي أمريكي تأسس في سنة 2003، ثم موقع “دايلي موشن” الفرنسي، الذي أُحدث شهرا بعد ميلاد يوتيوب. يكفي أن يرقن المرء كلمة المغرب بالعربية أو الفرنسية أو الإنجليزية او الإسبانية ليجد أمامه كما لا بأس به من مقاطع الفيديو الفضائحية، كالمقطع الذي التقط لمجموعة من التلميذات بمدينة سلا وهن منخرطات في دردشة حميمية حول علاقاتهن الغرامية وكذلك الجنسية… رغم ذلك فموقع “ديلي موشن” و”ميسبيس” لم يحققا نجاحا يُذكر.
وفي سنة 2003 كان شخصان من جمهورية “إستونيا” (من بلدان أوربا الشرقية وعلى الحدود مع روسيا الاتحادية) وراء إحداث موقع سيصير له بعد سنتين شأن كبير. الأمر يتعلق بموقع “سكايب” الذي يمكن مستخدميه من إجراء مكالمات هاتفية عبر الإنترنت، في اتجاه الهواتف المحمولة كما الثابتة، أما مستخدمو الأنترنت فيمكنهم من التواصل بالصوت والصورة، ومجانا، وبالنسبة إلى المكالمات الهاتفية فالمستخدم عليه تسديد بعض الرسوم.
هذا الموقع حقق نجاحا باهرا إلى درجة أن الشركة الأمريكية “إي باي” دفعت مقابل شرائه مليارين و600 مليون دولار سنة 2005. تمت الصفقة بنجاح، وواصل الموقع تحقيق مزيد من النجاح ليدخل عملاق البرمجيات “مايكروسوفت” على الخط في ماي 2011، إذ عرضت الشركة ثمانية ملايير و500 مليون دولار لشرائه.
وفي خضم هذا الزخم الهائل الذي كانت تعرفه شبكة الإنترنت ولد، سنة 2004، موقع كان الهدف منه أن يكون شبكة تجمع طلبة جامعة هارفارد. الفكرة كانت مبتكرة إلى درجة أن صاحبها، مارك زاكربرغ، اقتنع أنها ستجد لنفسها موطأ قدم في سوق الإنترنت وتجمع ملايين (ملايير في ما بعد) من البشر في شبكة واحدة.
لم يكتف “فيسبوك” بأن يجد لنفسه موطأ قدم على شبكة الإنترنت، بل إنه تمكن وفي ظرف وجيز من غزو هذا العالم ويصبح ثاني أكثر المواقع استخدما في العالم على الإنترنت. هذا الموقع كان له دور كبير في تعميق ثقافة الشبكات الاجتماعية في العالم الافتراضي لدى المغاربة، إذ أن عدد مستخدميه لم يتوقف يوما عن التزايد، لكن وكما كان فضاء للتسلية والتعارف وخلق صداقات جديدة فإنه أيضا كان وسيلة لمواصلة المهمة التي أطلقها يوتيوب؛ الفضح ونشر الفضائح. وليس أقل هذه الفضائح ما أثارته مجموعات تطلق على نفسها “سكوب” (سكوب أكادير، سكوب مراكش…) والتي تفننت في نشر الفضائح الجنسية لأناس عاديين، حتى إن بعضها تطلب تدخل مصالح الأمن لتوقيف من يقفون وراءها….

محمد أرحمني

مشاركة