الرئيسية ثقافة وفن المعرض الجهوي للكتاب بأيت ملول..الثقافة في خدمة التنمية والمجتمع

المعرض الجهوي للكتاب بأيت ملول..الثقافة في خدمة التنمية والمجتمع

كتبه كتب في 4 يونيو 2024 - 18:30

متابعة من أيت ملول ـ عزيز جوبي

نجح المعرض الجهوي للكتاب والقراءة في دورته السادسة عشر بمدينة أيت ملول، والذي نظمته المديرية الجهوية للثقافة لجهة سوس ماسة، بتعاون مع عمالة إنزكان أيت ملول والمجلس الجماعي لأيت ملول، خلال الفترة من 28 مايو إلى 3 يونيو 2024 في تحقيق الأهداف التي سطرها مند بدايته.

وشهد المعرض إقبالا كبيرا من طرف الزوار من مختلف الفئات العمرية، حيث وفر لهم فرصة للاطلاع على مختلف الإصدارات الحديثة في مختلف المجالات، من أدب وفكر وتاريخ وعلوم وغيرها. كما تضمن المعرض فضاء مخصصا للطفل، حيث نظمت فيه أنشطة ثقافية وترفيهية متنوعة.

برنامج غني وفعاليات مميزة

تميز المعرض ببرنامجه الغني والمتنوع الذي شمل ندوات ولقاءات ثقافية وعلمية، شارك فيها نخبة من المثقفين والكتاب المغاربة. كما نظمت فيه ورشات عمل تكوينية في مجالات الكتابة والنشر والتأليف، لفائدة الشباب والمهتمين.

وإلى جانب العروض الفنية والثقافية، وفر المعرض فضاءا مخصصا لتقديم وتوقيع الإصدارات الجديدة، حيث شهد لقاءات مباشرة بين الكتّاب والقراء.

 

“عبد الله أوبدرار” رئيس مصلحة الشؤون الثقافية بمديرية قطاع الشباب والثقافة بانزكان أيت ملول أكد في تصريح صحفي خصّ به جريدة سوس بلوس ،أن المعرض الجهوي للكتاب يعد محطة متميزة هذه السنة بأيت ملول على عدة مستويات سواء تنظيميا ،حيث عرف اقبالا مهما على مستوى البرنامج الثاقي الذي عرف مجموعة من الورشات التي تمكنا من خلالها من اكتشاف عدة جوانب من الحياة الثقافية بايت ملول والمناطق المجاورة،كما ساهم المعرض في الانفتاح على فضاء المدينة وخارجها ،والانفتاح على المؤسسات التربوية.

وأشاد “عبد الله أوبدرار” بالبرنامج الثقافي الذي احتفل بالمثقفين والفاعلين بالمدينة وسط حضور الجمعيات ومراكز البحث بالجامعة خاصة كلية اللغات والفنون والعلوم الانسانية بمشاركة مجموعة من الأساتذة الجامعيين بأنشطة أطرها أساتذة من جامعة ابن زهر .

وتتجسد أهداف هذا المعرض بحسب تعبير  “عبد الله أوبدرار” من خلال ربط الجانب الثقافي في بعدين أساسيين الأول محلي مشجع اعطى للمعرض تميزا خاصا من خلال ابراز الخصوصيات المحلية والتأكيد عليها باعتبارها أساسية في التنمية، والبعد الثاني يتعلق بالانفتاح على الجامعة والآفاق الأخرى للتنمية ،مؤكدا انه لا يمكننا ان نتصور تنمية بدون ثقافة.

ووجه عبد الله أوبدرار كلمات الشكر والامتنان للمجلس الجماعي بأيت ملول لمساهمته الفعالة في التخطيط لهذا الحدث النوعي و التفكير في كيفية الاستمرار في هذا الزخم الثقافي ،وأكد أنهم  واعون بهذا وكذلك وزارة الثقافة الشباب والتواصل التي نأمل فيها ما بعد هذا المعرض لكي نعمل ونبلور استراتيجيات حول كيف يمكن للثقافة أن تساهم في التنمية .

مساهمة فاعلة في نشر الثقافة والمعرفة 

أثبت المعرض الجهوي للكتاب بأيت ملول قدرته على لعب دور هام في نشر الثقافة والمعرفة بين مختلف فئات المجتمع، وتعزيز اهتمامهم بالقراءة والكتاب. كما ساهم في تنشيط الحركة الثقافية في المنطقة، ودعم صناعة النشر والتوزيع بالمغرب.

وأعرب العديد من العارضين والزوار عن إعجابهم بالمعرض، واعتبروه فرصة مميزة للاطلاع على الإصدارات الجديدة والتعرف على الكتّاب عن قرب. كما أشادوا بالتنظيم الجيد للمعرض والبرنامج المتنوع الذي تضمنه.

“فاطمة الزهراء أمرابط “ممثلة جمعية الرصيد الوطني للنشر والقراءة بمدينة طنجة تشارك للمرة الثانية في هذا المعرض الجهوي للكتاب بسوس ماسة ،قالت في حوار مطول مع سوس بلوس أن هذا المعرض له أهمية كبيرة تتمثل في إعادة الاعتبار للكتاب الورقي وعقد مصالحة بين المجتمع وافراده بمختلف مكوناته مع الكتاب في ظل تراجع كبير في منسوب القراءة بشكل خاص في أوساط الشباب.

هذه المبادرة التي تقوم بها وزارة الشباب والثقافة والتواصل  بحسب”فاطمة الزهراء أمرابط ” تعيد الاعتبار والمجد لهذا الكتاب ،خاصة أن المعارض تستقطب مشاركات مختلفة من دور النشر في مختلف ربوع الوطن ومجموعة من المؤسسات الحكومية بالجهة وعدة مكتبات محلية و وطنية .

وأردفت “فاطمة الزهراء أمرابط “: نحن في جمعية الرصيد الوطني للقراءة والنشر نحاول التحفيز على القراءة بالخصوص فئات الطلبة والتلاميذ وكذلك في بعض المؤسسات السجنية ،وننشر مجموعة من الكتب ونحتضن مجموعة من الكتاب الشباب المغمورين وننشر الاعمال الأولى لهؤلاء الشباب الذين يتلمسون خطواتهم الأولى في الكتابة،كما خصصنا جوائز لتلاميذ المدارس والمعاهد والجامعات.

وتهدف هذه الأنشطة بحسب “فاطمة الزهراء أمرابط” والتي يقوم بها الرصيد الوطني للقراءة والنشر الى رفع منسوب القراءة والتشجيع على الكتابة لان القراءة تحمي الشباب من الكثير من المزالق الحياتية ومن الانحراف.

واعتبرت “فاطمة الزهراء المرابط”  أن القراءة هي جسر للعبور بمجتمع الجهل الى مجتمع المعرفة فهي تفيد مختلف مكونات المجتمع في الحياة الدراسية والمهنية ،ودأبت المرابط الى ابراز تنوع الكتب التي شاركت بها جمعية الرصيد الوطني للقراءة والنشر في المعرض ،حيثت تشمل عدة مجالات ،الرواية،القصة،الشعر والنقد والفكر ،والفلسفة ، وتخصص جمعية الرصيد الوطني للقراءة والنشر حيزا كبيرا للكتابة الموجهة للناشئة من الابتدائي الى التأهيلي خاصة “مجلة الصاقلة” التي تعتبر مجلة أدبية محكمة تعنى بالشأن الأدبي والنقدي وتخصص حيزا كبيرا للناشئة من خلال نصوص شعرية وادبية.

وأبدت” فاطمة الزهراء المرابط ” اعجابها بالأرقام المشجعة التي سجلت في المعرض الجهوي للكتاب من خلال الاقبال على زيارة معرض الكتاب بأيت ملول من طرف القراء خاصة التلاميذ والزوار الذين يقبلون على الأروقة ويتصفحون الكتب.

من جانبه اعتبر “إبراهيم اقجدر” أستاذ باحث في التاريخ أن المعرض الجهوي للكتاب كان فرصة لاكتشاف آخر الانتاجات الفكرية والعلمية في مجال التاريخ والجغرافيا والأدب كذلك ،كما أن هذا التنوع  بحسبه يغني المكتبة المغربية وهذا ما تجسده أروقة المعرض بأنواع متعددة من الاصدارت والكتب ،حيث هناك كتب غنية  في اللغة الإنجليزية،كتب دينية،روايات باللغتين العربية والفرنسية،كتب للأطفال، وكتب مدرسية.

وفي ختام تصريحه قال الأستاذ إبراهيم اقجدر: “رغم التخصص الاكاديمي في الجامعة لا ضير للمرء من تنويع القراءة في مختلف الميادين ،مشيرا الى أن الاهتمام الكبير للاباء والامهات بالكتب وهم يصطحبون أبنائهم لزيارة المعرض ظاهرة صحية تبعث على الاطمئنان لدى المغاربة عموما للتصالح مع الثقافة ،ونعرف سوس منطقة ولاّدة أعطتنا العديد من الفقهاء والعلماء الذي أسهموا بكتابتهم وأغنوا المكتبات باصدارتهم العلمية.

ونجح المعرض الجهوي للكتاب بأيت ملول في تحقيق أهدافه في نشر الثقافة والمعرفة، وتعزيز اهتمام المجتمع بالقراءة. ويعتبر هذا المعرض حدثا ثقافيا هاما يساهم في تنمية الحركة الثقافية في المنطقة، ويجسد حرص الجهات المنظمة على دعم الكتاب والكاتب المغربي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.