الرئيسية ثقافة وفن عرس أكاديمي يؤطر احتفالات مرور 12 قرنا على تأسيس جامعة القرويين بفاس

عرس أكاديمي يؤطر احتفالات مرور 12 قرنا على تأسيس جامعة القرويين بفاس

كتبه كتب في 4 فبراير 2024 - 20:56

خليفة بوطيب**
نظم قسم البحث في التاريخ والتراث والحضارة، التابع لمركز فاطمة الفهرية للأبحاث والدراسات ( مفاد ) بفاس، و جامعة الزيتونة بتونس، مؤتمرا دوليا عن بعد، وذلك بمناسبة مرور 1200 سنة على تأسيس جامعة القرويين، من طرف السيدة فاطمة الفهرية خلال القرن الثالث الهجري.هذا المؤتمر الدولي الذي اختار له المنظمون موضوع : ” جامعة القرويين منارة العلوم في المغرب الأقصى عبر العصور “، والذي انطلقت فعالياته ابتداء من العاشرة صباحا، لغاية السابعة مساء من نفس اليوم عبر فترتين : فترة صباحية ( 10 – 14)، ثم فترة مسائية ( 16 – 19 ).
المؤتمر الذي افتتح بكلمة كل من: رئيس مركز فاطمة الفهريةللدراسات والأبحاث(مفاد)، وكذا كلمة رئيس جامعة الزيتونة بتونس، ثم كلمة رئيس قسم البحث في التاريخ والتراث والحضارة (مفاد). لتنطلق بعدها الجلسات العلمية والتي قام بتسيير محاورها على التوالي كل من: د.البشير أبرزاق من جامعة ابن زهر بأكادير، ود.طارق يشي من جامعة محمد الأول بوجدة، و دة.نجاة قرفال من المعهد العالي للغات بتونس، في حين كانت الجلسة المسائية من تسير د.المهدي الغالي جامعة ابن زهر بأكادير.
وقد شهد المؤتمر جلسات علمية رائعة وهادفة، اتفقت كلها على الدور التاريخي العلمي والفكري والحضاري لهذا الصرح العظيم، الذي ترك بصماته الحضارية على مختلف القارات: الإفريقية والأوروبية والآسيوية، بحكم الأعداد الهائلة من الكفاءات العلمية التي ارتبط تاريخها بجامعة القرويين، سواء فيما يخص العلماء الذين درسوا فيها طلاب العلم، الذين نهلوا من ينابيعها عبر الزمان التليد والمجيد، أو ما تعلق بسلاطين الدول المغربية الذين اهتموا بما يقدم عبر كراسيها العلمية ( السلطان المريني أبوعنان نموذجا)، أو الذين بصموا بسياستهم وعقيدة دولهم مناهج التدريس والخطابة داخل الجامعة المحتفى بها، دون أن يغفل المتدخلون من الخبراء والباحثين المنتمين لمختلف الجامعات العربية والمؤسسات التكوينية والبحثية، الإشارة لتأثر التراث المعماري لجامع القرويين عبر التاريخ، بالمرتكزات الأساسية للدول المغربية المتعاقبة ورموزها، عندما أشار الدكتور الحاج موسى عوني، أستاذ التاريخ والتراث بجامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس- فاس إلى نماذج من النقوش والكتابات المعمارية المرابطية داخل الجامع، وكيف حاول الحكم الموحدي زمن عبد المومن بن علي الكومي طمسها – على غرار نماذج من المعمار المرابطي بمراكش- لولا يقظة علماء فاس حينها.
وتجدر الإشارة إلى أن الطلبة باحثين في سلك الدكتوراه قد أبلوا بلاء حسنا، من خلال المشاركة بمداخلات مهمة، سواء خلال الربط بين التوهج العلمي لجامع القرويين بفاس، والمسجد الأعظم بتارودانت عبر ما قدمه د. الحسن الأعلاوت ،أومن خلال مداخلة الطالب الباحث في سلك الدكتوراه محمد السباعي، الذي تحدث عن دور القرويين في حماية مقومات الأمة الإسلامية، وتأطير منتسبيها من العلماء والطلبة لمواجهة الاستعمار الفرنسي، الذي عمل على إجهاض دورها. دون أن ننسى ما أكده بقية المتدخلين من ذوي الاختصاص، من ذكر لمختلف الخطباء وسيرهم والذين تركوا بصماتهم خدمة للجامع المذكور، وكذا مختلف العلماء الذين أفنوا أعمارهم في المساهمة في بناء المكانة العلمية والروحية لجامعة القرويين الغراء.
ولعل كمية ونوع المشاركات خلال التساؤلات والمناقشات التي تلت المداخلات، والتي أتت من مختلف الدول والأقطار، لأكبر دليل على ما يكنه هؤلاء في العالم الإسلامي من تبجيل لهذا الصرح العظيم، الذي لم تؤثر فيه نكبات الأزمنة ودسائس العلوج ومن سار على دربهم. لينتهي المؤتمر بذكر مختلف التوصيات، القمينة بالحفاظ على هذه المعلمة التليدة العريقة والمجيدة، بمجد وسمو كل من ساهم في بنائها واستمرار إشعاعها الحضاري النبيل.
وفي الأخيروقبل ختام الندوة الدولية، كانت كلمة اللجنة المنظمة و بعدها تليت التوصيات.

** طالب باحث في سلك الدكتوراه
التاريخ و التراث
جامعة سيدي محمد بن عبد الله سايس – فاس

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *