الرئيسية مجتمع نبتة التين الشوكي الصَّبَّار “الهندية” تصارع من أجل البقاء

نبتة التين الشوكي الصَّبَّار “الهندية” تصارع من أجل البقاء

كتبه كتب في 10 مايو 2023 - 10:52

إنها نبتة ” الصِّبَّار”، أو التين الشوكي، معشوقة الجماهير لحلاوتها وطراوتها، كما أنها ظلت لعقود من الزمن تمثل أبرز وأهم المداخيل اليومية للعديد من الأسر بالبوادي التي كانت تجتهد لجنيها وتسويقها لسد مصاريفها، حينها كان ثمنها يتذيل كثيرا على سلم الأسعار نظرا لكثرتها ووفرتها بالأسواق والشوارع العامة، كانت حينها تفتك بالعديد وترسلهم إلى المستعجلات لما تسببه من مضاعفات خطيرة على مستوى الامساك، حينها كان الصبار يضرب له ألف حساب ويقعد….

هي نبتة التين الشوكي التي ظلت لسنوات طوال تتحدى الظروف الطبيعية وزمن الجفاف دون أن تنال منها حرارة شمس ولاقلة أمطار ولا عواصف ريحية، ظلت شامخة تقاوم من أجل البقاء، قبل أن تتسلط عليها الحشرة القرمزية التي حولتها إلى أطلال وحكايات تنسج بعد أن أتت على الأخضر وتركت اليابس…

من بين ثنايا ذلك، خرجت بعض المبادرات لفلاحين بسطاء وجمعويين في محاولة منهم لانقاذ هذه النبتة الهامة من الانقراض، وقد انتشرت صورهم وفيديوهاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي توثق بالصوت والصورة لعمليات رشهم للمبيدات بطرق بدائية، ضمن محاولات منهم للقضاء على هذه الحشرة الخبيثة.

لم يقف الوضع عند هذا الحد، بل شرع باحثون ومهتمون بالشأن الفلاحي في اعداد دراسات وأبحاث لمواجهة الظاهرة والبحث عن حلول ناجعة، وقد أسفرت الأبحاث المتواصلة عن اكتشاف ثمانية انواع من نبتة الصبار تبين أنها قادرة على الصمود في وجه الحشرة القرمزية، اذ عمد الباحثون على تثبيت هذه الأنواع الصامدة والقادرة على التحدي، بالعديد من المشاتل بهدف مضاعفة انتاجها لزرعها بمختلف المناطق التي تضررت من هذه الآفة.

وفي خضم هذه الأحداث المتسارعة، لازالت نداءات وصرخات وتوسلات لفلاحين بسطاء وقرويين تناشد وتطالب الوزارة الوصية على القطاع الفلاحي والمسؤولين جهويا واقليميا ومحليا ومعهم المصالح البيطرية بالمنطقة، البحث عن خطة بديلة واستراتيجية ناجعة ووقفة مسؤولة في مواجهة هذا الوباء الفتاك، بدل الاقتصار على الحلول الترقيعية من خلال رش مبيدات لا تسمن ولا تغني من جوع.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *